hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مؤتمر بروما عن الكزينوفوبيا: يسوع المسيح أسقط منطق تصنيف الأكثرية والأقلية

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 17:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت الدائرة الفاتيكانية لتعزيز التنمية البشرية المتكاملة، والمجلس العالمي للكنائس، بالتعاون مع المجمع الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية، مؤتمرا في روما، شارك فيه مجلس كنائس الشرق الأوسط وعدد من رؤساء الكنائس وممثلو المجتمع المدني من مختلف بلدان العالم والكنائس المسيحية، لمناقشة الحاجة الملحة الى مكافحة الخوف المتزايد من المدعوين ب"الغرباء".

وبحث المؤتمر العالمي في الكزينوفوبيا Xenophobia والعنصرية والقومية الشعبية في سياق الهجرة العالمية، عن الدور المحوري الذي يمكن للكنائس أن تلعبه في تعزيز مجتمع إنساني، عادل وسلمي.

وكان لمجلس كنائس الشرق الأوسط كلمة شكر فيها المنظمين "على المبادرة الاستثنائية في بحث مسألة استراتيجية عمقها الأساسي كرامة الانسان"، وذكر أن "يسوع المسيح لم يميز بين إنسان وآخر، وان اختياره لرسله لم يكن من باب تمييزهم عن الآخرين، بل من باب استقطاب كفاءات متعددة الاهتمامات، مع تأكيد المساواة. فاثنا عشر رسولا مسحنوا العالم. لم يشعروا ذاتهم، ولو للحظة واحدة أنهم أقلية. ولم يعنهم بأي شكل من الأشكال الاحتماء بأحد. أسقط يسوع المسيح مع رسله الأوائل منطقين. الأول، هو تصنيف المجتمعات بين أقلية وأكثرية، بما يعني تأكيد المساواة في الإنسانية أمام الله. والثاني، هو الاستناد الى الحاجة للاحتماء بقوة من هنا أو مؤسسة من هناك، بما يعني أن المساواة في الإنسانية بالاستناد الى تفوق روح القانون ومنظومة القيم، وحدها كفيلة بتأمين الحقوق للأفراد والضمانات للجماعات والمجتمعات".

واعتبر المجلس أن "العودة الى محورية المساواة بالقانون بما يصون الكرامة الإنسانية، هي العودة المؤسسة لأي مواجهة لمسارات الكزينوفوبيا، والعنصرية، والشعبوية، والعصبيات القومية. وترتب هذه العودة على الكنائس والديانات الأخرى شراكة في المسؤولية تجاه تحديات عدة على المستويات اللاهوتية والتربوية والاقتصادية - الاجتماعية والسياسية والإعلامية، بالدرجة الأولى".

ولفت الى أن "أي مقاربة لأزمات اللجوء والنزوح في الشرق الأوسط والعالم العربي، انطلاقا من فلسطين المحتلة، مرورا بالعراق الجريح، وصولا الى سوريا النازفة، مع ما حتم ذلك من أعباء كارثية على إنسانها، وتداعيات كيانية على الدول المضيفة مثل لبنان والأردن وتركيا، بلوغا الى أوروبا، تقتضي التفكير في ما لو أن التدخل الإغاثي الإنساني لمساندة المهاجرين واللاجئين والنازحين، او التدخل الإنمائي لدى المجتمعات المضيفة، كفيلان بتفادي تصاعد الكزينوفوبيا، والعنصرية، والشعبوية، والعصبيات القومية. بمعنى أن هل هو نقص الموارد هو الذي يدخلنا في مأساة المشتركات وبالتالي ينتج أزمة صراع هويات حيث الدين في هذه الهويات عنصر مؤسس؟ أم هو الخلل في إدارة التعددية وحماية التنوع من ضمن مساواة قانونية هو الذي يساعد في تصاعد هذه الموجات الصدامية؟".

وخلصت مداخلة المجلس الى أن "التصدي لتنامي الكزينوفوبيا، والعنصرية، والشعبوية، والعصبيات القومية لا يقوم إلا بإعادة إنتاج "لاهوت الآخر" في صميم "اللاهوت السياسي"، وإلا تنتصر معادلة أحشد الخوف، ادفع الناس نحو التعصب، واستقطب أصوات الناخبين، وهذا مدمر ويبدو أن العالم سيعيش مع ارتداداته لسنوات طويلة إن لم تأخذ الكنائس زمام المبادرة مسكونيا وفي دياكونيا تشاركية". 

  • شارك الخبر