hit counter script

الحدث - مروى غاوي

ماذا عن عودة السنيورة و"صقور" المستقبل إلى الضوء بعد غياب؟

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فجأة ومن دون مقدّمات ظهر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على الساحة السياسية مجدّداً، وفي الشكل ذاته الذي اختفى فيه رجل "المستقبل" الأوّل، ومن دون سابق إنذار، قبل نحو سنتين عندما تراجع دوره إثر التسوية الرئاسية التي أنجزها رئيس الحكومة سعد الحريري مع العهد والتي رفضها السنيورة وفريق من صقور "تيّار المستقبل".

لكن السنيورة لم يختف بشكل كلّي إلا بعد 4 تشرين الثاني في السعودية يوم أُجبر سعد الحريري على تقديم استقالته من الحكومة، وما قيل عن دور افتراضي شمل السنيورة ووزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي وقيادات في قوى "14 آذار" في العملية، وثبت أو تمّ توثيق اختفائه أكثر في الانتخابات النيابيّة التي أُخرِجَ منها السنيورة بإخراج لائق واتفاق مع الحريري على سحب ترشيحه عن المقعد السُنّي الثاني في صيدا قبل أنْ ينبعث الرجل مجدداً إلى الحياة في محنة التأليف وفي ضوء ما يتعرّض له الرئيس المكلّف من تضييق وكيديّات في عملية تأليف الحكومة فلماذا غاب السنيورة ومن أيّ باب يعود اليوم وأيّ دور مستقبلي له؟
لا يمكن لمن يعرف ما يجري في "تيّار المستقبل" أنْ يشكّك بخيانة أو دور معيّن للسنيورة في سياق اشتباكه السياسي مع الحريري على خلفية "التكويعة" السياسية للرئيس سعد الحريري تجاه العهد، يمكن الحديث فقط عن اختلاف في وجهات النظر ومقاربة الملفات بين رئيسي الحكومة.
فالسنيورة لم يتقبّل يوماً التسوية الرئاسية وكان أبرز رافضيها والتسوية كانت السبب في إبعاده وتخفيف حضوره إلى جانب رئيس الحكومة. والحريري سار في خط الاعتدال فيما كان الفريق المحيط به ومن ضمنه السنيورة ينظم حملات ضد التسوية. فكان القرار بالابتعاد من الجهتين. من جهة الحريري الذي تمسّك بالتسوية والتوافق مع الرئاسة الأولى حتى النهاية ومن جهة السنيورة الذي كان من الجوقة الرافضة لهذا التناغم والذوبان مع بعبدا فيما كانت ثنائية نادر الحريري وجبران باسيل ناشطة حتى أبعد الحدود في صياغة التفاهمات. كما أنّ السنيورة وجد نفسه خارج دائرة القرار المستقبلي بعد بروز أدوار ثلاثي "المستقبل" المؤلّف من "نهاد المشنوق وغطاس خوري وباسم السبع". وقد وصل الخلاف مع "المستقبل" في حينه إلى قرار من الحريري نفسه بتنحية السنيورة عن ترؤس اجتماعات "كتلة المستقبل" .
لكن مع اختلاف المشهد اليوم فإنّ السنيورة شوهد وهو يتحرّك مجدّداً في كل الاتجاهات، فاجتمع في بيت الوسط مع رؤساء الحكومة السابقين عندما اندلعت أزمة الصلاحيات وغادر إلى الفاتيكان على رأس وفد في الإطار نفسه ليشكّل خط الدفاع عن "اتفاق الطائف" واتفاقات ما قبل التسوية مع بعبدا. ومع انتفاء مبرّرات الغياب فإنّ للعودة أسبابها أيضاً مع ترنّح التسوية السياسية التي قامت مع رئيس الجمهورية ميشال عون والتي لم تعد تشبه نفسها، وسقوط الباسيلية - الحريرية السياسيّة، ومع ظاهرة الفراغ التي تحوم حول الرئيس المكلّف الذي وَجَدَ نفسه، في خضمّ أزمة تأليف، بحاجة للاستعانة بالصقور؛ فتم استدعاء السنيورة ولاحقاً ربما يتم الاستعانة بأشرف ريفي عندما تشتد الأزمات.
ولكن إذا كان اهتزاز التسوية فرض هذا الخيار لتحصين موقع الرئاسة الثالثة فإنّ انتظام التسوية التي ستحصل على الأرجح لن تطيح بالصقور مجدداً، إنّما على العكس، فإنّ الرئيس الحريري بحاجة لهذا التضامن ولو عَبَرَ التأليف بسلام وعلى الأرجح فإنّ قيادات "المستقبل" لن تكون خارج هذا الخيار بعد العبور الآمن من لغم المحكمة الدوليّة.

  • شارك الخبر