hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

درويش بقداس من لندن: نحن الشرقيين نكثر من إشارة الصليب لأنه مغروس بحياتنا

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 19:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، بقداس الأحد في كنيسة القديس برنابا للروم الكاثوليك في لندن، في حضور حشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في بريطانيا، ومنح خلاله خادم الرعية الأب شفيق أبو زيد رتبة أرشمندريت.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى درويش عظة، فقال: "الأخوات والإخوة الأحباء. أعرب لكم عن فرحي وسعادتي بوجودي معكم في هذا القداس الإلهي. لقد أتيت إلى لندن في زيارة خاطفة، لأكرم باسم غبطة أبينا البطريرك يوسف العبسي، الذي نوجه له تحيتنا ومحبتنا، ولأمنح باسمه حضرة الأب شفيق أبو زيد رتبة الأرشمندريت. هذه الرتبة تمنح عادة لرؤساء الأديار ورؤساء الإرساليات الكنسية، والأب شفيق مستحق لها منذ وقت طويل".

أضاف: "بهذه الرتبة، تريد الكنيسة أن تكرمه وتكرمكم. تكرمه أولا، لأن الأب شفيق هو راع صالح على مثال يسوع المسيح، يعرف خرافه وخرافه تعرفه، يهتم بهم ويحملهم في قلبه وفي صلواته. نكرمه ونشكره على محبته للكنيسة ولكم، لكنها أيضا مسؤولية جديدة تلقى على عاتقه ليزيد من محبته وعطاءاته. بمنح الأب شفيق رتبة الأرشمندريتية، تريد الكنيسة أن تكرمكم أيضا كرعيةـ وتكرم كل فرد منكم، فأنتم مستحقون كل شكر، لأنكم تساهمون في المحافظة على تراث كنيستكم في هذه البلاد".

وتابع: "اليوم أيضا، نحتفل معكم بعيد الصليب المقدس، نعايدكم ونتمنى أن يكون الصليب مغروسا في حياتكم. لا يمكن أن نفصل الحياة المسيحية عن الصليب، ومسيرة المسيحي في الحياة هي مسيرة نحو الصليب، ومن ثم نحو القيامة. والكنيسة تدعو أبناءها ليضعوا أمام أعينهم يسوع المسيح المصلوب، وأن يكون مرسوما في ذهنهم. فبالصليب تكون لنا الحياة الأبدية، وبالصليب نعرف أن يسوع، الذي ظهر لنا في هيئة إنسان ـ أخلى ذاته وحررنا من الخطيئة. المسيحي عنده طريق واحدة هي طريق الصليب، أي طريق التواضع والوداعة والحنان والمحبة.
تريدون أن تتصالحوا مع الله، الصليب يصالحكم. تريدون أن تخلصوا، الصليب وحده يخلصكم. تريدون أن تكونوا مع يسوع في مجده الأبدي،الصليب هو المجد والكرامة، وبه صار الفداء. تريدون أن تكونوا أبناء الله، بالصليب فقط نصير مواطنين سماويين".

وأردف: "لماذا نحتفل بالصليب؟ بولس الرسول يقول لنا: إن فصحنا المسيح قد ذبح لأجلنا" ( أكور5/7). ذبح مرفوعا على الصليب، قدم ذاته ذبيحة ليضمنا إليه، بالصليب صار هو المذبح وصار هو الذبيحة. أعظم إنجاز منذ بدء الخليقة هو الصليب، من يحمل الصليب في قلبه وفي حياته يسمع كلام الرب "اليوم تكون معي في الفردوس". من يعترف بالصليب تغفر خطاياه ويبرر، فيذكره الله في الملكوت وتفتح له السماء. المسيح ما زال حتى الآن مصلوبا، ولكنه ما زال قائما. فالصليب والقيامة لا ينفصلان. هكذا هو المسيحي، إنه مصلوب مع المسيح ولكنه قائم معه".

وقال: "من أجل ذلك، نحن الشرقيين، نكثر من إشارة الصليب، لأن الصليب مغروس في حياتنا، وإشارة الصليب، بالإضافة إلى أنها ترعب الشيطان، هي تقوينا وتجعلنا واحدا بالمسيح. كل مرة نحتمل هفوات وأخطاء بعضنا يكون صليب المسيح معنا. كل مرة نغفر لبعضنا أو نطلب غفران الآخرين، يكون صليب يسوع المسيح معنا، لأن الصليب هو فعل حب وتضحية اتجاه الإنسان الآخر. كل مرة تتخطى العائلة الصعوبات، التي تواجهها ويغفر الواحد للآخر زلاته، يكون الصليب مغروسا في وسطها، لأن الصليب يعطي العائلة حياة جديدة ويجدد الحب بين أفرادها".

وختم: "في عيد الصليب نفهم أكثر أن الصليب صار محور حياة المسيحي، وهو علامة انتمائه للقيامة. لنصل معا: لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد".

  • شارك الخبر