hit counter script

الحدث - مروى غاوي

طريق بنشعي... ضاقت على "التيّار" وانفرجت أمام "الكتائب"

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليست الصدفة وحدها قادت رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" الشيخ سامي الجميل إلى زغرتا لتقديم واجب التعزية لرئيس "تيّار المردة" سليمان بك فرنجيّة، فالاتصالات ناشطة منذ فترة على خط بنشعي-بكفيا عبر القنوات السرّية تحضيراً للحدث الذي سيجمع الشيخ والبيك في إطار سياسي موحّد رغم اختلافهما بالمضمون والانتماء السياسي. ولكنّ الأمور بقيت بانتظار ساعة الصفر المناسبة، وقد سرّعت وفاة عم فرنجيّة وتيرة التحضير للّقاء وتقريب موعده إضافة إلى الأحداث السياسيّة المتسارعة على الساحة ورغبة كل من الحزبين في ترتيب الصفحة بينهما بعد مد وجزر وتباعد امتد منذ الانتخابات النيابيّة نتيجة الافتراق في المواقف السياسيّة بين بكفيا وبنشعي.

فطريق بنشعي التي أُقفلت في وجه "التيّار الوطني الحر" يبدو أنّها فُتِحَت أمام "الكتائب" باتجاه "المردة". والخلاف مع رئيس "التيّار" جبران باسيل هو الذي يجمع "الكتائب" و"المردة" عدا أنّ مصلحة الاثنين تكمن في التلاقي لمواجهة "القوّات اللبنانيّة" و"التيّار" على اعتبار أنّ "المردة" و"الكتائب" مغضوب عليهما من قيادتي معراب والرابية ومطلوب تحجيمهما مسيحياً لتخلو الساحة لاتّفاق معراب بين الثنائي المسيحي رغم خلافهما الحالي.
سبق اللقاء اتصالات كثيرة و"جلسات" طويلة بين "كتائبيّين" و"مرديّين" وكان الوزيران يوسف سعادة وروني عريجي "عرابي" هذا التواصل من جهة "المردة". واللقاء على هامش التعزية أفضى إلى تحوّلات مهمّة في مسار العلاقة كما تقول أوساط متابعة إذ أنهى مرحلة من التباعد بين الجميّل وفرنجيّة وإنْ كان التواصل لم ينقطع بين بكفيا وزغرتا بحكم علاقة النائبين طوني فرنجيّة وسامي الجميل. وبحصيلته فإنّ التقارب صار أفضل بعدما ناقش الطرفان التفاصيل السياسيّة الممتدة من مرحلة الانتخابات وما سبقها وحتى اليوم، وعرضا لما يتعرّض له حزب "الكتائب" من إقصاء لدخول الحكومة بسبب موقفه المعارض للسلطة وتحجيم "المردة" واستهدافها حكومياً بمحاولة "تشليحها" وزارة الاشغال.
إنتماء سليمان فرنجيّة إلى فريق "8 آذار" كان سبباً كافياً في الماضي كي تبتعد عنه "الكتائب" لأنّه حليف النظام السوري وداعم لبقاء سلاح "حزب الله" والمقاومة، لكنّ "الكتائب" التي سارت ضدّ ترشيح سليمان فرنجيّة للانتخابات الرئاسيّة قد لا تسير بخيار معارض لفرنجيّة اليوم في ما لو أعيدت عقارب الساعة إلى الوراء وقد تختار فرنجيّة حتماً رئيساً للجمهورية رغم معارضة الخيارات السياسيّة له بحسب كتائبيّين، فالتجربة مع الحالة العونيّة كانت "مرّة" ومع معراب ثمّة قواسم مشتركة على الساحة المسيحيّة كفيلة بإبعاد "الكتائب" عن "القوات".
ضاق سليمان فرنجية ذرعاً بالعلاقة مع "التيّار" وبمضايقات رئيسه له وتهميش "المردة" في المواقع السياسيّة وإبعاد "مرديّين" عن التعيينات والوظائف التي يتم قضمها من قبل "التيار"، الذي عينه اليوم على وزارة الأشغال العامة وانتزاعها من "المردة" عبر حملة تستهدف وزيرها يوسف فنيانوس بملفات عدّة.
وفيما لا يبدو أنّ الصيفي مرتاحة إلى نتائج الانتخابات النيابيّة التي كرّست حجماً كبيراً لمعراب والرابية يبدو أنّ قوّتها المسيحية تراجعت ويتم التضييق أكثر فأكثر عليها. مراجعة هذه المعطيات كفيلة بحدوث تقارب أوسع وأمتن في المرحلة المستقبليّة وربما الـتأسيس لخطة معيّنة لاحقاً. فالقاسم المشترك بين زغرتا وبكفيا هو مصلحة المسيحيّين وهذا ما يفرض التقارب وليس الملفّات الاستراتيجيّة التي لا يتّفق عليها الحزبان. وهما لا يلتقيان راهناً إلا على الموضوع المسيحي ومصلحة الوجود المسيحي. وسليمان فرنجية، كما أثبت في تاريخه، يثبت اليوم أنّه لا يفاوض في هذا السياق على مصلحة المسيحيّين، في حين دفعت "الكتائب" ما يكفي من الدماء في دفتر الشهادة المسيحيّة .
 

  • شارك الخبر