hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

باسيل: وقف المساهمة الأميركية في الاونروا... تمهيد للتوطين!

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 18:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل أن "وضع القضية الفلسطينية يزداد سوءاً"، وأشار إلى أن "وضع البلدان العربية يزداد ترهلاً في دعمها، خاصة مع توالي الضربات الآتية من صفقة القرن أو أقله السكوت عنها".

وأضاف باسيل خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أن "بعد إغتصاب القدس وإعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي بقرار أميركي وصمت دولي وعجز عربي ضَرَبَ المبادرة العربية للسلام، أتانا قرار الكنيست الإسرائيلي بإعلان يهودية الدولة واضعاً مصير فلسطينيي الداخل على محك التهجير القسري، في عملية ترانسفير جديدة".

واعتبر أن "البارحة جاء القرار الأميركي بوقف المساهمة في موازنة الأنروا، لتبدأ مرحلة إسقاط حق العودة، وإبقاء اللاجئين في الدول المضيفة تمهيداً لتوطينهم ودفن قضيتهم الى الأبد".

وتوجه باسيل للوزراء الخارجية المجتمعين: "هل نبقى عاجزين ونشجع على البدء بالخطوة التالية، وهي لن تكون أقل من فكفكة السلطة الفلسطينية وكل عناصر الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، ومؤشرها القرار الأميركي البارحة بتسكير مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن؟"

وشدد على أن "تفكيك الدولة هدفه القضاء على فكرة الدولتين أساس عملية السلام وبالتالي لكي لا يكون هناك سلام بل إستسلام، فلسطيني وعربي"، وتساءل باسيل "هل نبقى كذلك أو نقوم بعملٍ ما، أقلّه أن نغطّي العجز الذي سببه القرار الأميركي؟"، وأضاف: "المسألة ليست قدرة مالية أو مِنّةٍ مالية بل هي واجب سياسي، إنساني وأخلاقي".

وقال باسيل إن "لبنان تحمل تبعات ما حصل منذ 1948، ومازال يتحمل أكثر من 400000 لاجىء فلسطيني، بكلفتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية"، وأشار إلى أن "الأونروا عملت على تخفيف المعاناة دون أن تستطيع تغطية أعباء مالية كبيرة واقعة على عاتق الدولة اللبنانية، الرازحة أصلاً تحت الديون والأعباء".

وأضاف: "هل هكذا يكافىء لبنان بزيادة أزمة النزوح السوري على أزمة اللجوء الفلسطيني، وهل هكذا يكافىء بإعتماد سياسات الإندماج والتوطين على أرضه؟ وهل هكذا يحافظ على نموذج التنوع في العالم فيخرّب نسيجه الإنساني؟"

وتابع باسيل: "ماذا يعني اليوم وقف التعليم والإستشفاء والخدمات الإجتماعية عن اللاجئين الفلسطينيين؟ يعني مزيداً من البؤس والفقر، يعني مزيداً من التطرف والإرهاب، يعني مزيداً من النزوح والهجرة الغير شرعية، يعني شبابا يائسا وبائسا من دون أفق، يبحث عن قارب نجاة".

وأردف أن "التكسير سيطالنا جميعاً ولن ينجو أحد منا، أما أملي بأننا سننجو هذه المرة، إن ساهموا أو ساهمتم فشكراً، وإن لا فلعنة الأجيال والحق والتاريخ سوف ترافقنا".

وهذه الكلمة التي ألقاها:

أصحاب المعالي،
سعادة الأمين العام،
سيداتي سادتي،

نجتمع اليوم في القاهرة، حاضنة القضية الفلسطينية، عاصمة الألف إجتماع وإجتماع لنصرتها، إلا أنني في كل إجتماعٍ حضرته لاحظت أن وضع القضية يزداد سؤاً ووضعنا يزداد ترهلاً في دعمها، خاصة مع توالي الضربات الآتية من صفقة القرن التي يتهم البعض منا بالسكوت عنها.

 وفي كل خطوة تكشفت تنفيذاً من هذه الصفقة كان خنوعنا محفزاً لإتخاذ الخطوة التالية، فبعد إغتصاب القدس وإعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي بقرار أمريكي وعجز عربي ضَرَبَ المبادرة العربية للسلام، أتانا قرار الكنيست الإسرائيلي بإعلان يهودية الدولة واضعاً مصير فلسطينيي الداخل على محك التهجير القسري، في عملية ترانسفير جديدة مجهولةٌ وجهتها وتوقيتها ومعلوم حصولها لا محالة إن إستمرَّ عجزنا.
وهكذا تَتَابع المسلسل، فجاء البارحة القرار الأمريكي بوقف المساهمة في موازنة (الأنروا)، لتبدأ مرحلة إسقاط حق العودة، وإبقاء اللاجئين في الدول المضيفة تمهيداً لتوطينهم.

فهل نبقى عاجزين ونشجع على البدء بالخطوة التالية؟ وهي لن تكون أقل من فكفكة السلطة الفلسطينية وكل عناصر الدولة، ومؤشرها القرار الأمريكي البارحة بتسكير مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، تفكيك الدولة ليتم القضاء على فكرة الدولتين أساس عملية السلام وبالتالي لكي لا يكون هناك سلام بل إستسلام. هل نبقى كذلك أو نقوم بعملٍ ما، أقلّه أن نغطّي العجز الذي سببه القرار الأميركي، لكي لا نكون لاحقين في ركب الإستسلام، ولكي نقول أننا إتخذنا قراراً سياسياً وليس مالياً فالمسألة ليست قدرة مالية أو مِنّةٍ بل هي واجب سياسي، إنساني وأخلاقي.

زملائي،
أنا لست مع نظرية المؤامرة لكني لستُ أعمىً لكي لا أرى مخططاً يتم إمراره في لحظة عجز عربي هبت رياحه في ربيع لم يزهر سوى دمار ونزوح، ولست أخرساً لكي لا أتكلم عنه؛
ولست أتكلم هنا لتلاوة الدروس، فأنا موجوع ومتألم، أرى بلادي العربية ووطني اللبناني يدفعون الثمن من عزتهم وإقتصادهم.
 أنا هنا لنحاول معاً لملمة ما تبقى من قضية شرف شعبٍ أنهكه التآمر عليه، أنا هنا لأنطق بلسان كل مظلومٍ معتقل، وكل مهجر مطرود وكل يائس باكٍ على وطن.

أنا هنا بأمل أن نكتب معاً في كتاب التاريخ أننا كعرب وقفنا ورفضنا حفاظاً على شعبنا وصوناً لكرامته فلا يديننا أحد بالتآمر في مؤامرة العصر.
وأنا أرى فرصة إيجابية هذه المرة لنبادر ونتخذ قراراً جامعاً نستعيد فيه الدور العربي لقضايانا، ولا نتخلى عنه في فلسطين كما هو حاصلٌ الآن في سوريا التي نأمل أن تعود قريباً إلى دفئها العربي.

أصحاب المعالي،
أنا هنا لأتكلم بأسم كل اللبنانيين حول قضية تجمعنا، فقد إختلفنا على الكثير، إلا أننا إتفقنا في وثيقة الوفاق الوطني على رفض التوطين وضمنّا ذلك في دستورنا نصاً، وحاولنا ممارسةً أن نجمع ما بين واجباتنا الإنسانية في إيواء أي مهجر وواجباتنا الوطنية بالمحافظة على نسيجنا الإجتماعي التعددي، يتوج ذلك كلّه إيماننا بالعودة، كحق مقدس لا يمكن لأحد المس به وإلا لن يبقى شيء من أوطاننا وشعوبنا غير مهدّد بالترحيل والترحال.

لقد تحمّل لبنان تبعات ما حصل منذ 1948، ومازال يتحمل حتى الآن أكثر من 400000 لاجىء فلسطيني، بكلفتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وقد عملت منظمة الأونروا بإنشاء وتفويض أممي على تخفيف المعاناة الإنسانية التي مني بها اللاجئون، دون أن تستطيع ومنذ فترة طويلة من تغطية أعباء مالية كبيرة واقعة على عاتق الدولة اللبنانية، الرازحة أصلاً تحت الديون والأعباء.
فهل هكذا يكافأ لبنان بزيادة أزمة النزوح السوري على أزمة اللجوء الفلسطيني، وهل هكذا يكافأ بإعتماد سياسات الإندماج والتوطين (للإثنين) على أرضه؟ وهل هكذا يحافظ على نموذج التنوع في العالم فيخرّب نسيجه الإنساني؟
أن يُمنع الشعب الفلسطيني من العودة وتتوقف المساعدات عنه وتسقط عنه صفة اللاجىء ليكون مستوطناً في بلدان الإستضافة؟ أو أن يُمنع الشعب السوري من العودة عبر وقف التمويل عنه في حال عودته الى بلده والهدف هو نفسه بإسقاط صفة النزوح عنه ليكون مندمجاً في بلدان الإستضافة؟ إن هذا يعني في الحالتين خسارة شعوب فلسطين وسوريا ولبنان والأردن، فهل وضعنا يحتمل خسارة مشرقنا ومشرقيتنا وتنوعنا لصالح الآحادية؟

أصحاب المعالي،
ماذا يعني اليوم وقف التعليم والإستشفاء والخدمات الإجتماعية عن اللاجئين الفلسطينيين؟ 
يعني مزيداً من البؤس والفقر، يعني مزيداً من التطرف والإرهاب، يعني مزيداً من النزوح والهجرة الغير شرعية، يعني شباب يائس وبائس من دون أفق، يبحث عن قارب نجاة يأخذه الى أوروبا في رحلة البحث عن مستقبله، فينتهي به الأمر في مركز للاجئين، يحاول إستجداء اللجوء، فتضيع حياته بإنتظار مِنَةٍ من دائرة الهجرة، ويصبح عبئاً على الوطن البديل الذي يضيق ذرعاً من مشاكل الإندماج فيتقوقع أبناؤه في أحزاب اليمين المتطرف الرافض للآخر وتنقسم مجتمعاته ما بين مرحبٍ ونابذٍ لينتهي قريباً مجمعاً على رفض وطرد من تآمرت أمم الدنيا عليه وعلى وطنه. 
هل هذا ما نريده؟ ليس لشعب فلسطين فقط بل لكل شعوبنا؟ فطريق الهجرة عندما تفتح يسلكها كل بائس ومحتاج ومضطهد ومضطرب وباحث عن شيء أفضل وفي هذا تهجير لكل شعوبنا.

زملائي،

أطلق اليوم صرخة ألمٍ وأمل، وأقول كفى! كفى تشريداً وتهجيراً لشعب بأكمله، لأطفالٍ رمت الحجارة ولم تخف من دبابة، لفتيات صفعت المحتل ولم ترتدع، لأمهات زفت شهدائها ولم تدمع، لأباءٍ صمدت ولم تجذع! كفى تكسيراً لإرادة الحقٍ ولكرامة أصحاب الحق، وكفى سكوتاً منا وتفرجاً، فالتكسير سيطالنا جميعاً ولن ينجو أحد منا، أما أملي بأننا سننجو هذه المرة.
إن ساهموا أو ساهمتم فشكراً، وإن لا فلعنة الأجيال والحق والتاريخ سوف ترافقنا.


 

  • شارك الخبر