hit counter script

الحدث - عادل نخلة

لبنان العالق بين الأونروا والمبادرة الروسية

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وكأنه لا يكفي لبنان المشاكل والأزمات التي تعصف به، حتى أتت مشكلة الأونروا لتزيد الطين بلّة وتكشف وجهاً جديداً من المخططات الدولية التي تصيب البلاد في الصميم.

ينهمك السياسيون في بلادنا بالمشاكل الداخلية والصراع حول الحقائب والحصص الوزارية، فيما المياه تجري من تحت أقدامهم وتطال ملفات وجودية وحياتية كبرى تهدد مستقبل الكيان اللبناني، وتدفع نحو مزيد من التوتّر والخربطة الداخلية.
بالأمس القريب برزت مشكلة الأونروا بعد القرار الأميركي بوقف تمويلها، حيث تصل المساهمة الأميركية الى حدود 350 مليون دولار سنوياً، هذا الأمر سيترك تداعيات كبرى على فلسطينيي الشتات وأبرز المتضررين هو لبنان الذي يأوي في مخيماته نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني.
في المقابل، لا يمكن تحميل لبنان وحده مسؤولية أكبر من طاقته، خصوصاً وأن لا قدرة للمسؤولين اللبنانيين في تغيير المخطط الإسرائيلي والأميركي الذي يهدف الى إنهاء القضية الفلسطينية والقضاء على حق العودة من خلال التوطين وإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل.
لا شك أن تحرك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وجمعه أكثر من 15 سفيراً في الخارجية الأسبوع الماضي يشكل خطوة في الإتجاه الصحيح، لكن الأمر يستدعي تحركاً أكبر من الدولة اللبنانية، عبر إتخاذ قرارات جريئة ودفع الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً الى تخصيص مبالغ أكبر لعملية تمويل الأونروا.
وتؤكد المعلومات أن دولاً خليجية وغربية عدة أبلغت الدولة اللبنانية أنها لن تتخلى عن تمويل الأونروا، وستحاول قدر المستطاع سدّ العجز الذي سببه وقف التمويل الأميركي، وهذا الأمر مبتوت به، لذلك لا داعي للهلع مع أن حجم التحدي كبير وكذلك حجم المؤامرة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاد في مسألة القدس وإسرائيل، والقرارات التي إتخذها في أيار الماضي في هذا الشأن أكبر دليل.
لكن هذه التطمينات لا تسمح للدولة اللبنانية أن تنام على حرير، وهذا الأمر سيدفع الخارجية اللبنانية الى إجراء سلسلة إتصالات ولقاءات دولية قريبة من أجل سدّ هذه الثغرة المفصلية، وعدم السماح بتصفية الأونروا والقضاء على آمال عودة الفلسطينيين، مما يضع لبنان أمام خيار التوطين وهذا الأمر مرفوض ومبتوت به في مقدمة الدستور اللبناني، كما أن وقف المساعدات المالية للمخيمات سيزيد من ظاهرة البطالة والإخلال بالأمن اللبناني، وسيجعلها بيئة آمنة لإستقطاب الإرهابيين.
ويقاتل لبنان على أكثر من جبهة، فعلى جبهة النازحين، المعلومات تشير الى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حصل على أجوبة إيجابية في ما خص آلية عودة النازحين السوريين الراغبين بالعودة طوعياً. وستتكثف رحلات العودة في الأسابيع المقبلة، في حين أن أعداد النازحين العائدين ولو كانت خجولة، تعطي مؤشرا بامكان إرتفاعها وتشجيع البعض على العودة الى ديارهم.
اما بالنسبة للمبادرة الروسية فان تأكيدات الروس لا تزال على حالها، لكن الامر يحتاج الى تعاون أميركي وأوروبي وإلا ستفشل المبادرة، خصوصاً وأن قسما منها مرتبط بإنطلاق ورشة إعادة الإعمار، وهذا الأمر يتطلّب مبالغ مالية ضخمة، وهنا يتوجّب على الدول المانحة أن تدفع تلك الأموال.
إذاً، فإن أزمتيّ النازحين واللاجئين تطلان مجدداً لتهدّدا الوضع الداخلي، فيما المطلوب حكومة لبنانية لمتابعة تلك التحديات، وحتى الآن لا بوادر لمثل هكذا حكومة.
 

  • شارك الخبر