hit counter script

خاص

الهبر: لا قيمة لفتح معبر "نصيب" ما لم تفتح الحدود الأردنيّة - السوريّة

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إعتبر المدير العام لشركة "ستاتستيكس ليبانون" وناشر موقع " ليبانون فايلز" ربيع الهبر أنّ "المشكلة في تشكيل الحكومة لا تكمن في الداخل اللبناني والمشاكل التي يُحكى عنها، إنّما هي بانتظار الضوء الأخضر من الخارج لكي تبتّ الأزمة". ولفت إلى أنّ مشكلة معبر نصيب ليست مشكلة لبنانيّة سوريّة إنّما إقليمية، ويجب حلّها بين الجانبين السوري والأردني أوّلاً كي يتمكّن لبنان من الاستفادة من المعبر، مشدّداً على أنّ أيّ كلام عن "نصيب" قبل فتح الحدود الأردنية السورية، ومنها الطريق إلى العالم العربي، لا قيمة له.

ورأى الهبر في حديث لقناة "او تي في"، أنّ "هناك قراراً حاسماً من قبل التيار الوطني الحر بالحصول على 11 وزيراً في الحكومة الجديدة، ومطالبته بهذه الحصة إشارة إلى أنّ التيار غير ضامن لأيّ حليف حتى حزب الله".
وأكّد أنّ "العقدة في تشكيل الحكومة محلولة من جانب واحد وهو الجانب الشيعي"، موضّحاً أنّ "من شروط الثنائي الشيعي أنْ يكون لديه حقيبة سياديّة وهي وزارة المال والكل متّفق على ذلك، وأخرى خدماتيّة أساسيّة وهي وزارة الصحّة".
وتابع: "العقدة تتمثّل في 3 جوانب أخرى، وهي القوات اللبنانيّة، والعقدة الدرزيّة وعقدة التيار الوطني الحر، كون الثلاثة ليسوا مستعدّين للتنازل أو التراجع عن مطالبهم، ولكن على الرغم من كل هذه العقد، عندما تأتي إشارة خارجيّة لتسهيل تشكيل الحكومة سنكون مباشرة أمام حكومة جديدة، كما حصل في السابق في حكومة الرئيس تمّام سلام حيث كان الأفق مسدوداً وعندما أتى القرار من الخارج تشكّلت الحكومة بعد تعثّر دام أشهر عدّة".
وتخوّف الهبر من أنْ يكون "لبنان مسرحاً للاشتباك السوري الإسرائيلي أو الإيراني الإسرائيلي، علماً أنّ هذه الحرب ستكون إقليميّة لا داخليّة، خصوصاً وأنّ سوريا طلبت من "حزب الله" في الأيّام الأخيرة، وفق مصادر صحافيّة، أنْ يمدّد وجوده في الداخل السوري لأنّها غير مرتاحة بعد، ولتكون متأهّبة لأيّ صراع مع إسرائيل".
وأشار إلى أنّ "خطر داعش لم ينته بعد بدليل أنّ الأجهزة الأمنيّة ما زالت تتعقّب خلايا داعش، والأكيد أنّ الاتفاق الأميركي المتعلّق بسوريا لم تصل مفاعيله بعد إلى لبنان".
وكشف الهبر عن معطيات تفيد بأنّ "الملف اللبناني في ما خصّ عودة النازحين السوريّين توقّف في مكان ما، وهناك تجميد لمفاعيل هذا الاتفاق لأنّه قد يؤدي إلى حرب أبعد من أنْ تكون محلية".
ورأى في استقبال "حزب الله" وفداً حوثياً أنّه "إعلاناً واضحاً وصريحاً بالتدخّل بصراعات المنطقة كما أنّ البعض اعتبره سقوط لسياسة النأي بالنفس"، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تبدي اهتماماً بلبنان، خصوصاً بعد زيارة الوفد الأميركي الأخيرة وتأكيده الاستمرار بدعم الجيش اللبناني".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان "اتفاق معراب" قد انتهى أم لا، يجيب الهبر بأنّ "تفاهم معراب بمفاعيله الأساسيّة قد انتهى بتقسيم المراكز، وانقطاع التواصل والتنسيق بالمعطيات الكبرى في البلد، إضافة إلى السجال بين التيار والقوّات عند كل تصريح أو مفارقة، وهذا دليل على أنّ الطرفين غير متفقين".
وقال: "التسوية الرئاسية مع الرئيس المكلّف سعد الحريري تبدو مستمرّة ولا يمكن أن تكون إلاّ مستمرّة طالما أنّ هناك حواراً ولقاءات، واذا ما سقطت فقد ندخل عندها في الأجواء التي تفيد بسحب التكليف من الرئيس الحريري، كما أنّ ليس لدى الأخير الخيار إلّا الاستمرار بالتسوية، لأنّها المنقذ له لاسيّما بعد تراجع عدد نوابّه في المجلس النيابي الجديد".
وأضاف: "اذا فشل فخامة الرئيس ميشال عون اليوم بعهده لن ينجح أحد من بعده، لأنّه "رأس مجد المسيحيّين" لما يتمتّع به من قوّة شعبيّة ونيابيّة".
ولفت إلى أنّ "الرئيس عون سيحرّك الأمور مطلع أيلول، وسيتّخذ القرار بالدخول على الخط بعد أنْ كان مراقِباً طيلة الفترة الماضية، بدليل انّه استدعى في السابق كل من (رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد) جنبلاط و(رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير) جعجع و(رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة) سامي الجميّل وتحاور معهم من دون التطرّق إلى ملف تشكيل الحكومة، فربّما هذه المرة قد يدعو إلى طاولة حوار أو يكثّف اجتماعاته مع مختلف الأطراف السياسية بهدف تسهيل التشكيل".
وأردف: "الرئيس عون منفتح ويدرس خياراته ولا بدّ كي يسهّل تشكيل الحكومة من أنْ يُقدِم على اختيار أحد المسلمين السُنّة من خارج تيّار المستقبل وضمّه إلى كتلته".
واكّد الهبر أنّ "الرؤساء الثلاثة والقوى السياسيّة البارزة يعرفون أنّ العامل الإقليمي يعرقل التأليف على عكس ما يقوله البعض، وأنّ الحكومة قابلة لأنْ تُشكّل في أيّ وقت طالما أنّ كل دولة "بتمون" على جماعتها الداخلية".
وأضاف: "قد يكون المخرج من العقدة الدرزيّة أنْ يقع الخيار على وزير درزي محايد ما بين التيّار الوطني والاشتراكي لكن المواقف التصعيدية تزيد من المشكلة".
واعتبر الهبر أنّ "الثنائي الشيعي لا يتدخل في كل الأوضاع السياسيّة ولا يدخل في السجالات، وحزب الله لا يؤيّد أن يبقى الحزب الاشتراكي على موقفه المتمسّك بحصر التمثيل الدرزي الكامل فيه بالحكومة"، لافتاً إلى أنّ "حركة أمل وحزب الله لا يمانعان أنْ تحصل القوات اللبنانية على حقيبة سيادية لكن وفق نوع هذه الحقيبة، فهناك رفض واضح من حزب الله ان تأخذ القوات اللبنانية وزارة الدفاع، علماً أنّ لا سبب يجب أنْ يحول دون حصول القوات على أيّ حقيبة". وأوضح قائلاً: "إذا تكلمنا عن وزارة الدفاع، يجب أنْ نُذكّر بأنّ كل الأطراف السياسية دخلت في حرب واشتباك مع الجيش مثل حركة أمل في انتفاضة 6 شباط العام 1984، والحزب الاشتراكي من العام 1982 وحتى 1990، بينما اقتصرت الحرب بين الجيش والقوات عام ونصف العام ولكنّها كانت الأعنف وأرهقت كاهل المسيحيّين". وتابع: "حجم القوّات وتمثيلها النيابي الوازن وشعبيّتها أمور كافية لإعطائها الحق بأيّ منصب أو وزارة".
وأشار إلى أنّ "خسارة لبنان بلغت حوالى 12 مليار دولار بعد انخفاض نسبة التصدير بسبب الأزمة السورية"، رافضاً بذلك الحديث عن ربط المشاركة في ملف إعادة الإعمار في سوريا بحلّ مشكلة معبر "نصيب".
وشدّد الهبر على أنّ "مشكلة معبر نصيب ليست مشكلة لبنانيّة سوريّة بل إنّها إقليمية، فيجب حلّها بين الجانبين السوري والأردني أوّلاً كي يتمكّن لبنان من الاستفادة من المعبر".
وتابع: "الظاهر أنّ القرار يأخذ طابعاً دولياً أيضاً، فهناك ضغوطات على الأردن يقابلها رفض سوري يصل إلى درجة أنّ لا مفاوضات ولا كلاماً رسمياً بين الدولتين، وبذلك فإنّ أيّ كلام عن فتح معبر نصيب قبل فتح الحدود الأردنية السورية، ومنها الطريق إلى العالم العربي، لا قيمة له؛ والكلام عن فتح المعبر هو كلام للضغط، وبالسياسة يهدف إلى استعادة العلاقات اللبنانية السورية، وهذه حلقة متكاملة تبدأ من لبنان وتمرّ في سوريا والأردن والبلدان العربيّة الأخرى، فأين هو فتح معبر نصيب من حل مشكلة الترانزيت وإذا فُتِحَ المعبر من دون فتح الحدود السوريّة الأردنيّة فأيّ نتيجة سنحصل عليها".
ورداً على سؤال، رأى أنّه "لا بدّ لحزب الكتائب اللبنانيّة من مراجعة سياسته، خصوصاً بعدما أظهرت الانتخابات أنّه حصل على 3 نوّاب فقط". وأرجع الهبر ضعف هذه النتيجة إلى خطأين: "الأول وهو عدم قدرة الحزب على نسج تحالفات كافية كي يربح في الانتخابات، والثاني يكمن في الحملة الانتخابية التي فشلت في استقطاب الجماهير، علماً أنّ خطاب سامي الجميل محق في الكثير من الأمور، لكن من الصعب إقناع الناس بالنبرة العالية".
واستبعد الهبر في نهاية حديثه تمثّل "الكتائب" في الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أنّ "لا نيّة أصلاً لتمثيله على ما هو ظاهر، وسبب ذلك يعود إلى معارضته السلطة كلّها بألوانها كافة".
 

  • شارك الخبر