hit counter script

أخبار محليّة

تأليف الحكومة اللبنانية يترنح بين عُقد ثابتة ومستجدة

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٨ - 06:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حافظ الركود الحكومي على جموده، وتكاد مساعي التأليف وفق مصادر نيابية لـ «الحياة» «تتجمد معه، عشية عيد الأضحى المبارك، وسط ترنح التشكيلة بين العقد الثابتة والمستجدة مع تمسك كل فريق بمطلبه، ليعود المشهد الحكومي مجدداً إلى مزيد من التأزم والعقد التي لا تنفك تكبر لتصطدم أخيراً بمطلب التطبيع مع سورية، في ظل انقسام المواقف».

وشدد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل على «السعي إلى أن ينهض الوطن من أزماته وآخرها الأزمة السياسية والتأخر في تشكيل الحكومة، وذلك على رغم كل الصعوبات، هذا الأمر وإن كان تفصيلياً في حياتنا العامة يتحول مع الوقت إلى أزمة حقيقية تعيق الحلول التي تخرجنا من الأزمات الاقتصادية والمالية التي نعانيها».

استحضار خلافات لا يسرّع بالحكومة

وقال وزير الشباب والرياضة محمد فنيش: «الفرصة التي أمامنا بعد أن أجرينا الانتخابات النيابية وبعد أن أقرينا قانون الانتخابات النسبي وانتخبنا رئيساً للجمهورية من بعد طول الفراغ وأيضاً بعد مشاورات نيابية سمّي رئيس للحكومة، هذه الفرصة تعني أن نعيد بناء مؤسساتنا الدستورية يعني أن نتحمل مسؤولية إدارة شؤون البلاد وأن نتصدى للملفات المتراكمة وأن نبعد البلد عن أجواء التشنج». وأكد أن «اللجوء إلى افتعال واستحضار خلافات سياسية لا يسرّع بالحكومة إنما يزيد من العراقيل، فالمطلوب بالبداية شكل الحكومة بأن نعتمد المعايير التي ذكرنا ثم تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتتخذ القرارات في كل الملفات وعندما نتحدث عن الخلافات السياسية أيضاً، آن الأوان للخروج من المواقع السابقة والمواقف السابقة، ينبغي أن نفكّر في مصلحة الوطن، حصلت تحولات وتطورات تجري من حولنا وتحديات كثيرة واجهناها وتجاوزناها ومسؤوليتنا من موقعنا أن نفكّر بمصلحة الوطن وبالتالي مصلحة الوطن تقتضي أن نعوّض ما خسرناه إن على صعيد الاقتصاد أو على صعيد تراكم المشكلات التي يعاني منها المواطن، الكهرباء، المياه، البيئة والنفايات».

وأسف عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ماريو عون «لأن يكون الوضع في موضوع تشكيل الحكومة مكانك راوح»، معتبراً أن «شيئاً ما يؤثر في قرار الرئيس المكلف، والذي جعله وكأنه غير مستعجل على التشكيل». ورأى أن «رئيس الحكومة المكلف هو الشخص الوحيد المولج تأليف الحكومة، وعليه عرض المشاريع التأليفية على رئيس الجمهورية مرات عدة ليصل إلى تفاهم مع الرئيس».

واعتبر «أن الموضوع عند القوات اللبنانية أنهم لا يفرقون في ملف التشكيل الحكومي بين رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي، فللرئيس حصته خصوصاً وزارة الدفاع كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة»، مشيراً إلى أن «التكتل هو الأقوى مسيحياً وفق نتائج الانتخابات وعلى القوات التنازل عن حقيبة سيادية». ولفت إلى أن «وزراء القوات اعتمدوا سياسة العرقلة على وزراء التيار على رغم تفاهم معراب». وكشف أن الرئيس عون أبلغ الرئيس المكلف بأن «يأخذ كل وقته في عملية التأليف حتى تتشكل حكومة قوية تتناسب مع العهد»، داعياً المعرقلين إلى «تقديم تنازلات لأن المطالب التي يطرحونها ليست طبيعية».

وأكد عون «التمسك بحكومة وحدة وطنية حفاظاً على التوافق اللبناني»، معتبراً أن وليد جنبلاط «لم يعد بيضة القبان لأننا اليوم وللمرة الأولى أصبحنا نشاركه في الشوف وعاليه»، معتبراً أن هناك دروزاً آخرين «لهم آراء غير جنبلاط ويجب أن يتمثلوا ومنهم الوزير طلان أرسلان». وأشار إلى أن تشكيل حكومة أكثرية هو أمر «متوافر نظراً لوجود 80 نائباً يستطيعون ممارسة سلطتهم، ولكن رئيس الحكومة ليس في وارد هذا الأمر إلى جانب رغبة التيار في أن يكون في حكومة وحدة وطنية». وفي المقابل شدد عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ​جورج عقيص​ على أن «القوات اللبنانية هي حزب فاعل وهي كتلة نيابية كبيرة ووازنة ويحق لها ما يحق لغيرها، إذاً يحق لها أن تحصل على حقيبة سيادية، و​وزارة الدفاع​ هي من ضمن هذه الحقائب السيادية، إذاً لا مانع من الحصول عليها». وأشار إلى أن «القوات لا تترد باتخاذ الخطوات التي تحافظ على المصلحة العامة وذلك من خلال الانفتاح على كل الفرقاء السياسيين»، ذاكراً أن «قرار ​تشكيل الحكومة​ لم يتخذ بعد لأنه ما زال هناك عقد ولا إشارت إلى حلحلة هذه العقد التي تعيق التشكيل». وأكد أن «موقف القوات واضح في هذا الخصوص، فنحن قدمنا كل ما عندنا تسهيلاً لتشكيل الحكومة والكرة لم تعد أبداً في ملعب القوات».

وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله: «هناك في لبنان من يحاول أن يعيش أطول فترة من ترف سياسي»، معتمداً على «نصر مكلل نتيجة انتخابات قيست قوانينها على قياسه ونتيجة تداعيات وتغيرات إقليمية غير آبه بوضعنا الاقتصادي الاجتماعي المتردي، ولهؤلاء نقول: مهما استحضرتم من أعراف جديدة لكسر الطائف وتغييره، ومهما استنجدتم بمشاريع معالجة اللاجئين والموقف من الأزمة السورية، لن نسمح لكم بابتزاز الرئيس المكلف سعد الحريري».

وتوجه إلى من اخترع العقد في تشكيل الحكومة بالقول: «إن لم نتواضع فكل العهد قد يكون في خبر كان، وكل الإنجازات التي تعدون الناس بها ستصبح في خبر كان، وإن لم تتداركوا هذا الأمر واستمررتم في تحديد أدوار وأحجام الآخرين، ستكون هناك تداعيات خطيرة على البلد. لقد حاولتم لي ذراع وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في الانتخابات وفشلتم، وأكيد لن نسمح لكم اليوم بلي هذه الذراع، ذراعنا كانت قوية وستبقى قوية».

«تحضير باسيل للرئاسة»

وأشار أمين سر «الحزب التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر إلى أن تكتل «لبنان القوي» هو مَن يعرقل تأليف الحكومة والحُكم الجديد يُريد التحكّم بالبلاد والعباد»، وقال: «هناك مكتب استُحدث لدى «التيار الوطني الحر» للتحضير لانتخاب الوزير جبران باسيل رئيساً للجمهورية». وأضاف: «ثمة محاولة لضرب وجودنا السياسي وهذا سيطاول البيئة والشريحة التي يمثلها الحزب التقدمي وهنا تكمن الخطورة.

لا شكّ في أن هناك محاولة لضرب زعامة وليد جنبلاط وضرب وجودنا السياسي وهذا الأمر خطير وهناك «مشكل» يتمّ تحضيره».

  • شارك الخبر