hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

ما سر ارتباط الأسواق العالمية بأزمة الليرة التركية؟

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٨ - 08:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انعكست أزمة هبوط الليرة التركية إلى مستويات قياسية، على عدد من الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية وكذلك الأمريكية.

ومع وصول هبوط العملة التركية إلى مستوى تاريخي منخفض، ليلة الأحد الماضي، بعد أن سجلت 7.24 ليرة مقابل الدولار، تراجعت أسهم البنوك الكبرى في أوروبا خلال تعاملات الإثنين. 

ونزل مؤشر أسهم بنوك منطقة اليورو 1.2 بالمئة وحام قرب أقل مستوى منذ أواخر /يونيو حزيران الماضي ونزل للجلسة الرابعة على التوالي.

وفي ختام جلسة الأربعاء، سجلت الأسهم الأوروبية هبوطا حادا بعد أن زادت تركيا الرسوم الجمركية على بعض الواردات من الولايات المتحدة إلى المثلين، وسجلت شركات التعدين أسوأ أداء منذ التصويت في عام 2016 لصالح انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بفعل هبوط أسعار السلع الأولية.

وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة تعاملات الأربعاء منخفضا 1.4%، وجاءت أسهم قطاع السيارات بين الأسهم الأسوأ أداء، وهو ما قاد المؤشر داكس الألماني إلى الانخفاض إلى أدنى مستوى في 6 أسابيع وهبط 1.6في المئة.

وانخفض مؤشر قطاع السيارات 1.9% مقتربا من مستويات منخفضة كان قد سجلها عندما انتشرت المخاوف من نشوب حرب تجارية في الأسواق في بداية يوليو/تموز.

وهبطت مؤشرات الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملات الأربعاء، مع تراجع قطاع التكنولوجيا، واستمرار القلق بشأن الأزمة التركية.

وكانت أسهم التكنولوجيا من أكبر الخاسرين في "وول ستريت" حيث تراجع القطاع بأكثر من 1% بقيادة "فيسبوك"، و"آبل".

وجاءت خسائر التكنولوجيا بعدما أعلنت شركة "تينسنت" الصينية تراجع أرباحها للمرة الأولى في 13 عاماً خلال الربع الثاني من 2018. كما هبط سهم "مايسيز" نحو 16% بعد تراجع مبيعاتها خلال الفترة من أبريل حتى يونيو الماضي.

وتأثرت البورصة الأمريكية سلبيا بالمخاوف المستمرة بشأن الوضع في تركيا، في الوقت الذي أعلنت فيه أنقرة زيادة التعريفات الجمركية على سلع أمريكية. 

وعند نهاية تعاملات الأربعاء، هبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بنحو 0.5% إلى 25162.4 نقطة، ليفقد 137.5 نقطة. كما تراجع "ستاندر آند بورز" بنسبة 0.8% إلى 2818.3 نقطة، وهبط "ناسداك" بنحو 1.2% إلى 7774.1 نقطة.

وفي اليابان، تدنى المؤشر "نيكي" في جلسة الاثنين بنسبة 2 بالمئة ليبلغ أدنى مستوى له في خمسة أسابيع ببورصة طوكيو، حيث أثار هبوط عملات الأسواق الناشئة قلق المستثمرين في الأسهم فيما أضر ارتفاع الين بالمعنويات ودفع السوق للهبوط بشكل عام.

وكان أداء أسهم شركات السلع الأولية أضعف من السوق بعد أن نزل "الراند" الجنوب أفريقي أكثر من عشرة بالمئة مقابل الدولار الأمريكي، إذ أدى هبوط الليرة التركية لموجة بيع لعملات أخرى. وتراجع نيكي 440,65 نقطة إلى 21857,43 نقطة، وهو أقل مستوى إغلاق منذ 6 تموز/يوليو.

وأدى هبوط الليرة التركية إلى اضطراب عملات أسواق ناشئة أخرى، مثل الراند الجنوب أفريقي والبيزو المكسيكي، وكذلك الدولار الأسترالي.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها تحت عنوان: "مخاوف من أزمة عالمية بينما تكافح تركيا لكبح انحدار عملتها"، إن تدهور الليرة التركية تسبب في هزات ارتدادية إلى الأسواق المالية العالمية، يوم الإثنين.

وأكدت أن عملات دولية منها؛ البيزو الأرجنتيني، والراند الجنوب أفريقي، تضررت في يوم التعاملات النقدية التي شهدت الليرة التركية انخفاضاً بنسبة 8% مقابل الدولار.

وفي تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال الاقتصادي التركي غزوان مصري: "عندما تهبط أسهم البورصات الأوربية والآسيوية نتيجة هبوط الليرة التركية، من هنا يجب أن نعلم حجم ومكانة وقوة الاقتصاد التركي عالميا".

ومن ناحيته اعتبر أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة صباح الدين زعيم، أشرف دوابة، أن تأثر أسواق المال العالمية بأزمة الليرة التركية يعود في الأساس إلى قوة الاقتصاد التركي، وتشابك المصالح الاقتصادية والاستثمارية بين تركيا وكثير من دول العالم خاصة في أوروبا وأمريكا.

وقال بنك التسويات الدولية في مدينة بازل بسويسرا، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن المصارف الإسبانية الكبرى لها ديون مستحقة بأكثر من 82 مليار دولار، في حين أن البنوك الفرنسية لديها قروض مستحقة الدفع قيمتها 38 مليار دولار.

وأعلن وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات إضافية على تركيا إذا لم تفرج عن القس الأمريكي المحتجز لديها أندرو برانسون.

وقال منوتشين خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "لدينا المزيد الذي نخطط للقيام به إذا لم يفرجوا عنه سريعا".

وفور تصريح منوتشين، عادت العملة التركية إلى الهبوط بعد التحسن الذي شهدته على مدار الثلاثة أيام الماضية، وسجل سعر صرف الليرة مساء الخميس 5.85 للدولار الواحد، مقابل 5.65 للدولار الواحد قبيل التهديد الأمريكي لوزير الخزانة الأمريكي.

وفقدت الليرة نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام الحالي، وهوت إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 7.24 ليرة للدولار يوم الاثنين، على خلفية تدهور العلاقات التركية الأمريكية.
 

"عربي 21"

  • شارك الخبر