hit counter script

الحدث - كريم حسامي

هل أميركا خائفة من تحرّر تركيا من وصايتها عليها؟

الخميس ١٥ آب ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في وقت تشتد فيه الأزمة بين تركيا وأميركا حيث تحولّت إلى حرب اقتصاديّة بين الدولتين، يقول المتخصّص في العلاقات الدولية د. وليد الأيوبي، لموقع "ليبانون فايلز"، إنّ "هناك لاعبين فاعلين مؤثرين جدّاً نُسمّيهم "المتغيّر المستقل" منهم روسيا والصين وأوروبا وأميركا إلخ..."

ويضيف أنّ "هذه الدول تتصارع على مجالات حيويّة، مثلاً واشنطن ترى أنّ تركيا هي مجال حيوي لمصالحها، وترى الصين أنّها هي وروسيا عند وسط آسيا وهو مجال حيوي لمصالحها، فضلاً عن رؤية "إسرائيل" أنّ مجالها الحيوي يصل إلى باكستان وإثيوبيا."
كل دولة لها تصوّرها الخاص عن مجالها الحيوي، وفق الأيوبي، فكيف بدولة كبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر العالم كلّه مجالها الحيوي.
وإذ يشدّد على أنّ "الصراع اليوم هو خوف أميركي من خسارة الورقة التركيّة، ليس فقط بالمعنى الديبلوماسي للكلمة أو السياسي، بل أيضاً الاقتصادي"، يشير الأيوبي إلى أنّ "اقتصاد تركيا من أقوى اقتصاديات المنطقة وينمو بنحو كبير، إضافة إلى الدور الروسي في تركيا والتعاون الذي ينمو بشكل مخيف بالنسبة إلى واشنطن."
فالخوف الأميركي هو أن تتحرّر هذه الأمّة من الوصاية الأميركيّة والأطلسيّة عليها، يؤكد الأيوبي، موضحاً أنّ "المتخصّصين الأميركيّين بالسياسة يُعبّرون عن خوفهم من السلوك التركي منذ فترة طويلة لأنّه غير قابل للتوقّع وبالتالي هو حليف غير مضمون."
إلى ذلك، تركيا دولة محوريّة تُطلّ على دول عدّة لها مصالح وأطماع فيها مثل الاتحاد الأوروبي والروسي والشرق الأوسط والدول العربيّة، فضلاً عن وسط آسيا، على حدّ ما يقوله.
ويشير إلى أنّ "الكل اليوم، وليس فقط واشنطن، يُريد حيّزاً من الفضاء الاقتصادي والجيوسياسي التركي،" لافتاً إلى أنّ "من المؤشّرات للسلوك التركي غير المحبوب أميركياً وأوروبياً وغربياً هو التقارب التركي-الإيراني على الرغم من كلّ ما يحصل بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتّفاق النووي، والذي يرى حليفاً أطلسياً في المنطقة مصمّماً على إرساء أفضل العلاقات مع إيران، فكيف ستكون ردة فعله؟"
فالموضوع لا علاقة له بقسٍ أميركي معتقل في تركيا بل باختلاف بين السياسات التركية والأميركية في أمور عدة، على حدّ تعبير الأيوبي، مضيفاً أنّ "التناقض بين الموقفين التركي والأميركي أصبح أكثر وضوحاً حيال الأكراد لأنّ واشنطن لم تعط أنقرة ما تريده حيال الأكراد في سوريا والعكس صحيح وتعقّدت الأمور بينهما، ما أدى إلى بلوغ الاختلاف ذروته عندما نفّذت واشنطن الانقلاب الفاشل على الرئيس التُركي رجب طيب أردوغان."
أميركا تعتمد سياسة غير ذكيّة في هذا السياق لأنّه كلّما اشتد الضغط الاقتصادي على تركيا كلما اندمجت بالكامل في الحلف الروسي- الصيني، يرى الأيوبي. ويشير إلى أنّ "هذا أمر لا تسعى إليه تركيا التي تريد استقلالها حتى عن الحلف الأطلسي"، منبّهاً إلى أنه "ليس بهذه الطريقة يفترض أنْ تعالج أميركا علاقاتها بدولة كبرى وإقليمية مثل تركيا."
ويختم بالتساؤل ما إذا كان بإمكان تركيا المحافطة على سياستها المستقلة عن المحاور؟

  • شارك الخبر