hit counter script

الحدث - غاصب المختار

لبنان يتجاوز محاولة تعديل مهمة الـ"يونيفيل" ويركّز على ملفّاته في نيويورك

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٨ - 06:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

أثارت تقارير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الآونة الأخيرة عن لبنان أسئلة حول كيفية مقاربة السلطات الرسميّة اللبنانيّة للملفات التي ستطرح في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك منتصف أيلول المقبل، لاسيّما حول التزام القرارات الدوليّة ومنها القرارين 1559 و1701، وهي التقارير التي أثارت استغراباً في بعض الأوساط اللبنانيّة لجهة تحميل لبنان جزءاً من عدم التزام تنفيذ القرارات، خصوصاً بعد الدخول الأميركي على خط "التحريض" والمعلومات التي تردّدت عن مسعى أميركي لتعديل مهمّات "قوّات الطوارئ الدوليّة" في الجنوب قبل التجديد لها نهاية هذا الشهر، لتشمل جوانب "ردعيّة" ومتشدّدة أكثر، مع توصية بأنْ تتوسّع مهمات الـ"يونيفيل" لتشمل الحدود الشرقيّة للبنان مع سوريا، وهو الأمر الذي فُهم منه أنه يشكل استهدافاً مباشراً لـ"حزب الله" لمنع وصول السلاح إليه من إيران عبر سوريا.

لكنّ تعامل لبنان مع هذه التطوّرات جاء بارداً ودبلوماسياً، على الرغم من استغلال الجانب الأميركي لموضوع التجديد التلقائي لقوّات الطوارئ، فيما كان الموقف الفرنسي والأوروبي عموماً مختلفاً عن الموقف الأميركي، "فمن يده في النار غير الذي يده في الماء"، وقوّات الـ"يونيفيل" تضمّ عدداً كبيراً من الجنود الأوروبيّين لاسيّما من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وحسابات أوروبا بالنسبة للبنان تختلف عن حسابات أميركا.

إلا أنّ الإدارة الأميركيّة الجديدة والتي تضم حالياً جون بولتون مستشار الأمن القومي الجديد الذي يعتبر من أكثر المتشدّدين في دعم اسرائيل، لم تقطع مساعيها لإدخال تعديلات على مهمة هذه القوّة الدوليّة بما يتناسب مع المطالب الإسرائيليّة. وهي سبق أنْ حاولت ذلك العام الماضي أيضاً خلال البحث في مجلس الأمن الدولي مسألة التجديد لها، وساندتها إسرائيل بشكل واضح وقتها عبر طلب المندوب الاسرائيلي، وفق وصفه، "تعديل ولاية اليونيفيل لتشمل تشديد الرقابة على تحركات حزب الله".

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون صريحاً مع القائد الجديد للقوّات الدوليّة الجنرال الإيطالي ستيفان ديل كول عندما التقاه قبل أيّام قليلة بطلب التجديد للقوّة الدولية من دون أيّ تعديل على مهماتها، وهو الأمر الذي يعني رفض الطلب الأميركي جملة وتفصيلاً، توخّياً لمصلحة لبنان واستقراره الداخلي قبل أي أمر آخر. كما أنّ وزارة الخارجيّة اللبنانيّة طلبت رسمياً من مجلس الأمن التجديد لولاية الـ"يونيفيل" من دون أيّ تعديل في مهامها وعديدها.

وتفيد المعلومات الدبلوماسيّة بأنّ الدول المساهمة في القوّة الدولية ستطلب على الأرجح أيضاً من الأمم المتحدة عدم إدخال أيّ تعديل أساسي على ولايتها في المرحلة الحاليّة، خصوصاً وأنّ فرنسا الدولة الأساسيّة المساهمة في هذه القوّات هي التي ستتقدّم رسمياً بطلب التجديد ومن دون أيّ تعديلات.

ووفق المعلومات الدبلوماسيّة، فإنّ لبنان المنشغل أيضاً في أمور مهمّة تخصّ وضعه الداخلي، سيتجاوز من خلال دبلوماسيّته وإصراره على موقفه مسألة تعديل مهمة الـ"يونيفيل"، ولن يتهاون في طرح المواضيع التي تهمّه في الدورة المقبلة للجمعيّة العامة للأمم المتحدة إلى جانب التصدّي للمحاولات الأميركيّة – الإسرائيليّة تعديل النصوص المتعلّقة بالقرار 1701، وهي مواضيع تتعلّق حصراً بترسيم الحدود البرّية والبحريّة مع فلسطين المحتلّة، وبعودة النازحين السوريّين طوعاً إلى بلادهم والتسهيلات المطلوبة من المجتمع الدولي، إضافة إلى موضوع الحروب والسلام المنشود في المنطقة. وسيعمل وزير الخارجيّة جبران باسيل قريباً على تحضير الملفات التي ستطرح على الجمعيّة العامة خلال مشاركة الوفد اللبناني في أعمالها.

  • شارك الخبر