hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

حل" ثلاثي" الأبعاد للعقدة الدرزيّة

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٨ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يصدر عن لقاء بيت الوسط بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس "التيّار الوطني الحر" جبران باسيل الضوء الأخضر الحكومي، لكنّ اللقاء ساهم بتبريد الجبهات السياسيّة المشتعلة على الخط الحكومي من دون أنْ يحمل بوادر حلٍ نهائية للأزمة الحكوميّة التي لا تزال معلّقة على حبل التجاذبات الكلاميّة بين القوى السياسيّة التي تسعى إلى فرض "مشيئتها" الحكومية.

وإذا كانت عقدة "القوّات اللبنانيّة" يمكن أنْ تسلك طريق الحل الحكومي السريع عبر تدوير الزوايا من جانب "القوّات" أو "التيّار" على الرغم من أنّ سقف التصعيد في ما خصّ توزيع الحقائب حاصل بقوّة في كواليس التشكيل، فإنّ العقدة الدرزيّة لا حلّ لها في ظل التعنّت الجنبلاطي الحاصل، إذ تقول أوساط مطّلعة إنّ لا حلّ إلا بإرضاء رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط. وعليه دخلت العقدة الدرزية غرفة الانعاش وهي في مرحلة الخروج من الغيبوبة لطرحها علناً وحيث إنّ الحل سيكون على حساب النائب طلال أرسلان بعدما ثبت بالوقائع الملموسة أنّ رئيس "الاشتراكي" ماض بالتصعيد حتى النهاية ولن يوافق على دخوله إلى الحكومة.
إنّ ما يؤشّر إلى بقاء أرسلان خارج الصورة الحكوميّة أنّ "وليد جنبلاط لن يتراجع" وأنّ الفريق المطالب بتوزير أرسلان أي "التيّار الوطني الحر" لا يملك مقوّمات الصمود في وجه العاصفة الجنبلاطيّة التي هبّت من الجبل لفرض واقع معيّن في ما يخص الوزراء الدروز. وبذلك أصبح "التيّار" حُكماً فاقداً شرعيّة المطالبة بتوزير أرسلان لأنّه لا يملك التكليف الشرعي للتوزير الدرزي وحيث إنّ الأجدر بكل طائفة أنْ تتولّى حلّ مشاكلها وحصصها الحكوميّة. وهذا ما يفسّر، على ما تقول الأوساط، عدم دخول الرئيس المكلّف على خط التوزير الدرزي وعدم مبادرته بعد إلى لقاء النائب طلال أرسلان على الرغم من أنّه فعل ذلك في الانتخابات النيابيّة. ويُرجّح أنّ الحريري اختار النأي بالنفس عن العقدة الدرزية بعكس "التيّار" الذي انغمس فيها كلّياً بعدما تردّد أنّ رئيسه، جبران باسيل، يُنفّذ أجندة خارجية لإحراج جنبلاط ومتابعة تطويقه، كما أنّه، وهو من بين مرشّحي الانتخابات الرئاسية عام 2022، يعمل على كسب الثقة الدرزية من خارج الكنف الجنبلاطي خصوصاً وأنّ جنبلاط لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أنْ يكون داعماً لترشيحه.
في كلّ الأحوال يبدو أنّ حلّ العقدة الدرزية بات جاهزاً وسيتم الإعلان عنه عند الانتهاء من تحضير تشكيلة الحكومة، وهو يقوم على إعطاء المختارة ثلاثة وزراء دروز بحيث يكون الوزير الثالث خياراً ثلاثي الأبعاد بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والأخير يلعب دوراً محورياً في التأثير الإيجابي على وليد جنبلاط. وسبب هذا الحل القناعة السائدة بأنّ جنبلاط لن يستسلم أو يتنازل في ما خصّ التأليف وأنّه بعث برسالة واضحة لا تراجع عنها مفادها أنّه "لن يصح إلا الصحيح درزياً" مما اقتضى مراجعة مجمل الوضع الراهن والمعطيات.
رئيس "الاشتراكي" لا يريد أنْ يخسر الورقة الحكوميّة لجملة أسباب أبعد من معركة المقعد أو الحقيبة الواحدة، فوليد بيك ليس مرتاحاً لما يحصل على الأراضي السورية وهو يعتبر أنّ ما حصل في السويداء رسالة "سوداء ودمويّة" تستهدف في جزء منها زعيم المختارة، وهو أيضاً ليس راضياً في الداخل بالتأكيد عن مجمل الوضع السياسي المحيط به ويعتبر أنّ محاولات تطويقه بدأت منذ 6 أيار في الانتخابات النيابيّة بدخول العونيّين إلى العرين الجنبلاطي في زمن تسلّم نجله تيمور القيادة النيابيّة الدرزيّة في بداية حياته السياسيّة. وأكثر من ذلك فإنّ جنبلاط الأب خائف ولا يرتاح لحالة الثنائيّة "المريضة"، كما يراها جنبلاط، والتي نشأت في أعقاب التسوية الرئاسية بين الحريري وباسيل والتي تأكل من صحن الحريري وفق ما يرى الاشتراكيون، وهو لذلك عمد في الآونة الأخيرة إلى التموضع قرب الرئيس المكلّف كما قام بسحب الحريري إلى منطقته، ومن وقت إلى آخر يهجم ويصوّب على التيّار وعلى العهد "ليسمع" التيّار.
 

  • شارك الخبر