hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

تكريم الشاعر ايليا ابو ماضي في بكفيا المحيدثة وإسمه على أحد شوارعها

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٨ - 12:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرمت بلدية بكفيا المحيدثة و"النادي اللبناني للكتاب" و"بيت المستقبل" شاعر المهجر ايليا ابو ماضي، في حفل اقيم مساء امس في بيت المستقبل - سراي بكفيا، اعلنت خلاله عن اطلاق اسمه على احد شوارع البلدة، في حضور ممثل الرئيس امين الجميل انطوان صليبا، رئيسة بلدية بكفيا المحيدثة نيكول الجميل ورئيس بلدية بحرصاف ميشال نصر وحشد من الشخصيات الثقافية والادبية والشعرية والاجتماعية وعائلة ابو ماضي.

بداية النشيد الوطني، ثم القت رئيسة البلدية كلمة قالت فيها: "ان الله أنعم على بكفيا بنعمة كبيرة، جعل ابناءها مميزين، وكثيرون منهم لمعوا في مجالات عدة أكان في السياسة أو الفن أو الادب. ونحن اخذنا عهدا على انفسنا ان نكرم هؤلاء الاشخاص الذين رفعوا اسم بلدتنا وبلدنا عاليا. بدأنا مع الفنان الكبير وليد عقل، واليوم نكرم اديبا كبيرا درسنا عنه وتربينا على قصائده ايليا ابو ماضي. لقد اتخذنا قرارا في المجلس البلدي ان ننشىء حديقة باسمه في ساحة كنيسة السيدة في المحيدثة، ولكن علمنا انهم وعدوا العائلة سابقا بتسمية شارع باسمه، ونحن كمجلس بلدي سنتخذ قرارا بتسمية شارع باسمه".

وألقى صليبا كلمة الرئيس الجميل، فقال: "يطيب لي ان ارحب بكم جميعا في "بيت المستقبل" تكريما لشاعر مهجري كبير إيليا ابو ماضي ابن هذه المنطقة العزيزة، ابن المحيدثة - بكفيا. أديب يستحق منا كل تقدير واهتمام لقامته الادبية والفكرية وعطاءاته الشعرية".

اضاف: "صغارا كنا، يوم حفظنا قصيدته في لبنان "وطن النجوم" ورددناها في غير مناسبة. ان نتحلق الليلة حول قيمة ابي ماضي، هو تكريم للبنان - القيم الفكرية، ولكل القامات الادبية التي أضافت الى لبنان امجادا يستحقها، وجعلت منه وطنا حاملا مفاهيم وطروحات نهضوية في لبنان والمحيط العربي وفي العالم".

وتابع: "هل نسينا اسماء كبار من لبنان انتشروا في الدنيا وارتقوا الى العالمية، أدبا وفكرا وعلوما. كان رفيق انطون الجميل وامين تقي الدين في مجلة "الزهور" في مصر، وشريك جبران ونعيمة في تأسيس "الرابطة القلمية" في الولايات المتحدة. إيليا ابو ماضي واحد من هؤلاء المبدعين، يفرحنا ويغنينا ان نكرمه ونستعيد شيئا من قصائده وارائه في فلسفة الحياة. أو ليس هو القائل: "ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر، إني ارى من ذوي الابصار عميانا".

وختم: "يسعدنا في "بيت المستقبل" ان نحيي هذا اللقاء، بالتعاون مع النادي اللبناني للكتاب وبلدية بكفيا المحيدثة، فهذا النشاط يدخل في صميم اهتماماتنا بتزخيم الحياة الفكرية والثقافية بشكل عام. أرحب بكم جميعا ويفرحني هذا التكريم لأديب كبير نفخر ونفتخر ونفاخر به في منطقتنا وفي لبنان والعالم".

والقى جوزف فالوغي كلمة بلدية بكفيا - المحيدثة جاء فيها: "ستون عاما مضت على غياب شاعر "وطن النجوم"، وما زالت قصائده تصدح في ذاكرة الوطن الجميل، ومن منا لا يتذكر اشعارا حفظناها على مقاعد المدرسة وبقيت راسخة في الاذهان حتى يومنا؟ مشيت هذا الصباح الباكر على طريق الدلب، قبل ان تنشط حركة مرور السيارات العابرة، كنت لا اسمع سوى صدى خطواتي. وحده كان قد استفاق باكرا ذلك الحسون المغرد على اغصان السنديانة المطلة على الوادي عند الجسر العتيق. وكان بالامس القريب قد اخبرني الجاران والصديقان بسام ماضي وبطرس كلنك، ان شاعر "وطن النجوم" كان قد نظم تلك القصيدة بالذات، هناك، على هذه الطريق لدى زيارته للوطن عام 1947، وبعد غياب في المهجر دام خمسا وثلاثين سنة.
عادت بي المخيلة الى صور تلك القصيدة صورة صورة. انا من طيورك بلبل. انا من مياهك قطرة. انا ذلك الولد الذي دنياه كانت ههنا. تراءى لي الشاعر المبدع لبرهة، يرتجل قصيدته الخالدة على هذه الطريق، وذلك قبل ان يسكن على جانبيها المبدعون المتعاقبون من شفيق عبود الى الرحابنة وفيروز وميشال بشير ووليد عقل وغيرهم".

وقال: "من جميل المصادفات ان قصيدة "وطن النجوم" وبعد مرور سنوات وسنوات، قام الاخوان رحباني بوضع ألحانها في هذا الموقع بالذات لتغنيها السيدة فيروز فيجتمع فيها أقطاب الشعر والصوت والموسيقى. وقد علمت مؤخرا، واضافة الى كبار المطربين، ان المطرب السوداني احمد المصطفى، عاد وغنى قصيدة "وطن النجوم" بألحان سودانية. كما ادى سواه من المطربين العرب قصائد لابي ماضي نذكر منها المطرب محمد الحداد الذي غنى قصيدة "قلت ابتسم".

وتابع: "على صعيد آخر، وبمقدار اغتباطنا في هذه المناسبة الجليلة، يحز في قلبنا ان شاعر "لست أدري" لم تكن لديه الجنسية اللبنانية، ولم يتمكن بنوه من الحصول عليها حتى اليوم، على الرغم من المحاولات الماضيات . فهل يعقل ان تستمر الامور على حالها؟ إزاء هذا الواقع غير الطبيعي، نرى وجوب تشكيل لجنة، ابتداء من اليوم، من محبي إيليا ابو ماضي ومن رجال القانون، تقوم بمتابعة هذه القضية بشتى الوسائل الكفيلة باستعادة الجنسية اللبنانية، لافراد عائلة شاعر المهجر الاكبر".

وختم: "واخيرا، يسرنا ان نعلن، باسم رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة الشيخة نيكول الجميل، ان قرارا قد اتخذ في المجلس البلدي، باطلاق اسم الشاعر ايليا ابو ماضي على الشارع الممتد من جسر المحيدثة الى جسر العشاق، المكان الذي شهد على ولادة قصيدة وطن النجوم".

والقى بسام ابو ماضي كلمة العائلة، قال فيها: "الشكر لكل من بيت المستقبل على رأسه الرئيس الجميل والقيمين عليه، بلدية بكفيا المحيدثة وعلى رأسها السيدة نيكول الجميل لتسمية احد الشوارع الرئيسية باسم الشاعر إيليا ابي ماضي، ولجنة الثقافة في لجنة النادي اللبناني للكتاب والسيدات والسادة الذين سيضيئون على قصائد الشاعر الكبير، اشكر الحضور الكبير وعلى هذه اللفتة لتكريم شاعرنا الكبير شاعر المهجر إيليا ابو ماضي الذي اغنى الادب العربي بأجمل القصائد التي اصبحت مغناة على كل الشفاه".

وذكر ان الشاعر ابو ماضي كرم في عدد من الدول مصر، الاردن، سوريا وفلسطين، وله ثلاث اولاد ذكور: ريتشارد وروبرت وادوارد. روبرت قصد لبنان عام 1968 وتكررت زياراته، وفي احدى المرات اصطحب والدته دوروتي دياب زوجة الشاعر الكبير ومكثت معنا ومع العائلة. والهدف من تكرار زيارات روبرت للبنان هو الحصول على الجنسية اللبنانية واسترجاع جنسيته ولكن حتى هذا التاريخ، لم يتمكن من الحصول على الجنسية اللبنانية، وما زالت تأمل من الدولة اللبنانية ان تكرم هذه العائلة وتعطيها الجنسية اللبنانية. واشكر حضوركم وحضور الجميع". 

وكانت اضاءات على شخصية الشاعر ابو ماضي الفكرية والشعرية، تحدث عنها كل من الدكتور لطيف زيتوني، الدكتورة نجوى نصر، ميشال معيكي وسليمان بختي. 

وقال زيتوني: "تناول ابو ماضي في قصصه الشعرية موضوعات سياسية. ويكفي ان نقرأ له قصيدة "الشاعر والامة" او قصيدة "الشاعر والملك الجائر"، لنكتشف كيف ينتصر فيها للضعيف والمظلوم في وجه الظالم والطامع. وفي قصصه الشعرية كلها تقريبا يلجأ ابو ماضي الى الخاتمة المفاجئة واحيانا الصادمة، التي تفتح وعي القارىء على الواقع الحي، وعلى الحياة العامة والشخصية، فيقارن ويستنتج ويتعلم".

اضاف: "نظر النقاد في القرن العشرين الى القصة الشعرية على انها وسيلة هروب من العالم او تعبير عن موقف فردي يائس من الاتجاه الذي يسلكه تطور المجتمع"، مشيرا الى ان ابو ماضي عبر عن "الروح الايجابية في الكثير من قصائده، وجعلها ضميرا ينبه القارىء الى وجوب تجاوز الذات الفردية نحو الذات الانسانية من خلال مشاركته في حماية مستقبل الانسان على امتداد الارض، وما تركيز ابو ماضي على القيم الا تعبير عن التزامه كشاعر قاص بالروح البناءة المتفائلة كوسيلة لمواجهة تحديات الحاضر وصعوباته ومآسيه".

وقال معيكي في كلمته: "ايليا ابو ماضي، المجهول لدى جيل الشباب - عامة - له علينا الكثير، تعريفا بأدبه ، شعرا ونثرا ومقالات فكرية، سياسية، نضالية مبعثرة في الولايات المتحدة، نشرت على صفحات "السمير" تنتظر جمعا ونشرا، اضافة الى سعي لاطلاق اسمه على احد شوارع العاصمة، الى اصدار طابع بريدي تذكاري الى اقامة الامسيات والندوات وتشجيع طلاب الاداب في الجامعات لتقديم اطروحات حول ادب هذا الرجل".

اضاف: "في الذاكرة، إيليا ابو ماضي، واحد من كبارنا من زمن الكبر والابداعات، عابرا حواجز الجغرافيات، امانة لاجيال تأتي لمجد لبنان".

واعتبر بختي "اننا، ونحن في تحية ابو ماضي، امام تجربة انسانية ابداعية كبيرة في الصحافة والشعر، وهذا ما يفسر تصالحه مع نفسه ومع القارىء". وقال: "لم ينس ابدا حبه للبنان ولهذه المنطقة وأزهارها وسفوحها وروابيها وقد ملأت قلبه بالدفء والنور... لبنان عنده قطعة من الوجود تساوي الوجود كظله. صلاة ترفعها الارض الى السماء بل هو سماء".

ورأى "ان تكريم الاديب بنشر أعماله وآثاره ولا تزال مئات المقالات في صحافة المهجر تدعونا لان نحررها من الظلمة الى ضوء الحب والحياة والنور الى ضوء الحق والخير والجمال، الى الامل الذي اعياه ولم يجد ظلا يستظله سواه".

ثم كانت قراءات شعرية من شعر ابو ماضي القاها ايفون الهاشم وجهاد الاندري. بعدها قصائد مغناة للشاعر ابو ماضي مع الفنانة جاهدة وهبة، فعرض شرائط سينمائية لقصائد غناها كبار المطربين من عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

  • شارك الخبر