hit counter script

أخبار محليّة

إبراهيم: لوعي حجم ما يحصل اقليميا وعالميا من حروب وتسويات سياسية جديدة

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٨ - 11:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إختتم إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، الليلة الثالثة لمهرجان الضاحية الثقافي الثاني، الذي ينظمه في باحة عاشوراء في الجاموس- الحدث.

حضر حفل الاختتام سفير دولة فلسطين أشرف دبور، النائب امين شري، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا ورؤساء واعضاء بلديات الضاحية الجنوبية وفاعليات سياسية وعسكرية وعلمائية وثقافية واعلامية واجتماعية.

بداية الحفل، آيات من القرآن الكريم، وبعد النشيد الوطني، ألقى اللواء ابراهيم كلمة قال فيها: "مجددا معكم ومع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية في سيرة تنموية ثقافية مستمرة، أجمل ثمارها احتفالنا اليوم بطلاب هم فخر الآتي من أيام. مجددا في الضاحية، وهي مثل لبنان وعلى مثاله، في العيش الواحد بين المسلمين كل المسلمين، والمسيحيين كل المسيحيين. مجددا في الضاحية علامة الجمع والوحدة بين الجنوب والبقاع والجبل والشمال وبيروت، لتكون حاضنة الوحدة الوطنية، وتبقى جامعة مع عائلاتها الكريمة لكل الذين وفدوا إليها من كل جهات لبنان مع أوجاعهم وآلامهم وعتبهم على الدولة بسبب اهمالها لهم. مجددا في الضاحية التي ما عادت ضحية منذ خرج منها رجال آمنوا بربهم، فكان نصر الله وعدا تحقق. مجددا من الضاحية ونحن في ذكرى النصر على العدوان الإسرائيلي، حيث الضاحية ما عادت قلقة، بل صارت مقلقة لأنها كانت تنهض من تحت ركام غارات الحقد الصهيوني صارخة "هنا الضاحية طمنونا عنكم". وصارت مقلقة أيضا وأيضا لأنها أدارت ظهرها لفتن التكفيريين المتأسلمين، وتصدت باللحم الحي للتفجيرات الإرهابية فسقط عشرات الشهداء بينهم شهيد الأمن العام عبد الكريم حدرج الذي سجل أسطورة في الإيثار والتضحية".

أضاف: "مجددا من الضاحية ومداخلها وشوارعها، حيث يشارك عسكريو الامن العام في الخطة الامنية لضمان السلم والاستقرار لهذا الشعب الأبي الذي عانى ما عاناه، ومن اجل تشجيع المؤسسات الخاصة والمجتمع الاهلي على الاستثمار في مشاريع تنموية مختلفة تساهم في انعاش هذه المنطقة وتطويرها. مجددا من الضاحية وبلداتها التي نعتز ان منها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحيث صارت وجهة تربوية وثقافية وتجارية وصناعية بعدما كانت حيزا للبؤس والتردي، فالعودة إلى الزمن القريب تظهر ما كانته هذه الضاحية وما صارته. حيث سجلت بكفاح أبنائها وعرقهم نهضة عمرانية ما كان لها ان تكون لولا زيادة عدد المدارس والمعاهد، فبالعلم وحده تصنع الأمجاد، وبه وحده تنتقل الأمم إلى الجانب المضيء من العالم. ولهذا نحتفل اليوم مع اتحاد البلديات الذي لا يوفر جهدا أو إمكانية إلا ويضعها في سبيل تطوير التعليم والثقافة، الذي هو مربع الأمل الذي ينهض على أضلع اربعة: مدرسة تحمل رسالة، معلم كاد ان يكون نبيا، طالب طموح وعائلة نذرت نفسها لتخرج مواطنين صالحين".

وتابع ابراهيم: "من المدارس والثانويات والجامعات والمعاهد الفنية يخرج صناع المجد وحراس الأوطان، لأن فيها تتألق المثل الوطنية والأخلاقية. ومنها العلم والمعرفة والإبداع والتفوق. وعبرها ترتقي الدولة ويعلو شأنها. فالأمم والحضارت لا تسمو إلا بالعلم والعلماء، ولهذا يجب التنبه الى معدلات التسرب المدرسي، وكذلك العمل المتواصل على غرار ما يفعل اتحاد بلديات الضاحية في دعم المدرسة الرسمية لأنها فرصة محدودي الدخل، ومعقد آمالهم بغد أفضل. فلا التبطل يوفر عيشا كريما مستقرا ولا الشوارع تقي من غائلات الدهر.
ان إتاحة التعليم بكل انواعه، وبجودة عالية وللجميع، وفي إطار نظام تربوي كفؤ وعادل ومستديم ومرن يرتكز على أرقى العلوم فنيا وتقنيا وتكنولوجيا، يؤسس لبناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهر لاجيالنا، بالتوازي مع بناء الشخصية الواثقة والمتوازنة بما يمكنها من اطلاق إمكاناتها وتحقيق طموحاتها. لذا يجب أن يبقى التعليم مشروعا وطنيا اخلاقيا ذا أولوية متقدمة وبما يتناسب مع معايير التعليم الدولي، ومع وجوب التركيز على تحصيل اللغات الأجنبية. وهنا لا بد من الثناء على ما يقوم به اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية من جهد نوعي في هذا الإطار، نتطلع الى تطويره أكثر فأكثر ليكون الاحتفال في العام المقبل مع عدد أكبر من المتفوقين والمبدعين. والمراهنة على دور اتحاد البلديات ليست من باب استنزاف ما يقوم به، بقدر ما هي دلالة بالغة الأهمية عن التفاعل المجتمعي بين الأطر الرسمية والبلدية والأهلية، وما يفضي إليه من نتائج هامة بدليل المهرجان الثقافي الثاني وحفلنا المميز هذا".

وقال: "إن التفوق هو تحد يجيده اللبنانيون وخبروه على الدوام ضد الاقطاع، وضد الاحتلال وضد الحروب. ولطالما نجحنا بالاصرار والثبات. واذا كان التفوق تحديا، فالتكريم هو تشجيع للطلاب للسير قدما نحو تحديات أعلى، وهو ايضا فخر لنا جميعا في ظل القدرة المدهشة على الاحتفال بمتفوقين في ظل همجيتين صهيونية ومتأسلمة. فنحن بلد يحترف التفوق والإبداع، لكن للأسف فإنه في المقابل يحترف بالمعنى السيء تبديد هذه القدرات والنجاحات المتراكمة عبر افتعال أزمات وطنية ما من مبرر لها على الإطلاق، وما يزيد من سخف هذه الحال أننا نواجه على الحدود مع فلسطين المحتلة عدوا يعتقد أنه يشن آخر حروبه على عروبتنا في فلسطين، وعلى مقدساتنا وأعني مصادرة القدس عبر إقرار قومية الدولة اليهودية لتتجلى قباحة الصهيونية على غرار الروح النازية. ان ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، يعني اننا أمام استحقاقات أشد ضراوة من كل ما سبقها، ويوازي لحظة اعلان قيام الكيان الصهيوني. واني على المستوى الوطني أنبه وأدعو إلى وعي استثنائي وعلى كل المستويات لخطورة المرحلة، فسقوط فلسطين والقدس وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير حق المصير، هو اعلان فاضح عن التوجه نحو صدام الحضارات وتأجيج الحروب الدينية والمذهبية، فضلا عن أنه يبعث هواجس لبنانية عن توطين من هنا أو هناك، سببهما لجوء فلسطيني أو نزوح سوري. إننا في لبنان لا خيار لنا غير التمسك بنهائية الكيان اللبناني وطنا نهائيا لجميع أبنائه، لا من باب النزعات الشوفينية، انما من مدخل الوعي الوطني "للحمى" الديموغرافية وللمنظومة الأهلية التي لم تتحول للأسف بعد إلى جسم وطني ذي مناعة حقيقية. فهي ما زالت نون الجماعات الكثيرة أقوى من نون الجماعة اللبنانية مجتمعة وموحدة ضمن التعددية الحضارية والدينية".

وختم ابراهيم: "إننا مدعوون الى وعي حجم ونوع ما يحصل على مستوى الإقليم والعالم من حروب ومشاريع حروب، ناهيكم عن تسويات ومعادلات سياسية جديدة ما كان يمكن تخيلها حتى في أسوأ السيناريوهات. هذا الواقع لا يواجه إلا بالوحدة الوطنية الحقة والصادقة، وبالدفاع عبر سلاح المعرفة والعقلانية بمواجهة التخلف ونزعات التقوقع. ثقوا بأن الأمن العام سيبقى وفيا لقسمه في حماية الدستور، كما عهده وخبره اللبنانيون جميعا في مختلف المحطات، خصوصا لجهة قيامه بواجباته الأمنية والإدارية على أكمل وجه، ووفقا للمصلحة اللبنانية اولا واخيرا ولا لشيء غيرها ايا كان اسمها، وفي ظل التمسك وباحترام شديد، بالاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية في ملفي اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري.
ختاما، كل التهاني القلبية الصادقة والحارة للأهل وللطلاب الناجحين والمبدعين خصوصا المتفوقين وهم بناة لبنان الافضل، ولبنان المتجدد".

ثم قدم رئيس الاتحاد، درعا تذكارية للواء ابراهيم، الذي كرم بدوره مع رئيس الاتحاد المخترع علي عماد عودة بشهادة تقدير والعشر الاوائل في الشهادات الرسمية من ابناء الضاحية الجنوبية وسكانها ومدارسها.

واختتم الحفل بأمسية شعرية للشعراء: عباس عياد (لبنان) ابراهيم صديقي (الجزائر) ايهم حوري (سورية) عاطف موسى (لبنان) زيد السلامي (العراق).  

  • شارك الخبر