hit counter script
شريط الأحداث

خاص - كارل قربان

مدير التوجيه في "الجيش": الجيش قادرٌ على حسم أي مشكلة داخلية بالقوّة

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لمناسبة عيد الجيش اللبناني، أجرى موقع "ليبانون فايلز" مقابلة مع مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد علي قانصوه لسؤاله عن الإنجازات التي حققها الجيش بعد معارك الجرود وبسط الأمن على الحدود اللبنانية-السوريّة وفي الداخل اللبناني عبر تفكيك المنظمات الإرهابيّة وشبكات التجسّس الإسرائيليّة، بالإضافة إلى التحديات التي تنتظر الجيش عند الحدود المشتعل مع الجماعات الإرهابيّة شرقاً، من جهة، والتهديدات والأطماع الإسرائيليّة جنوباً، من جهة أخرى. كل هذه المهام الصعبة والدقيقة التي يقوم بها الجيش اللبناني، تأتي في ظلّ عيد المؤسّسة الـ73 والتي يُجمِع كل اللبنانيون على أنّها صمام الاستقرار الأمني وضمان الوحدة الداخليّة.

تختلف مناسبة عيد الجيش هذا العام عن الأعوام السابقة

بعد انتصار "فجر الجرود" في العام الماضي بات لعيد الجيش نكهة جديدة لدى المواطنين مع رؤيتهم للإنجازات. ففي داخل المؤسّسة العسكرية، يرى العميد علي قانصوه أنّ "الروح المعنوية عند العسكريين تنبع من ثقتهم وفخرهم بإنجازات جيشهم الكبيرة والمتراكمة منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا، فكيف بإنجاز معركة "فجر الجرود" التي دحرت الإرهاب وطردته نهائياً إلى خارج حدود الوطن، ونالت إعجاب المجتمع الدولي وتقديره لدور الجيش في الحسم السريع والكفاءة القتالية العالية".
ويتابع قانصوه: "تختلف مناسبة عيد الجيش هذا العام عن الأعوام السابقة، كونها تأتي بعد تحقيق ثلاثة إنجازات وطنية كبيرة: الأولى، تتمثل بالانتصار الكبير في معركة "فجر الجرود"، التي أدّت إلى ضبط الوضع الأمني بشكل كامل على مختلف الأراضي اللبنانية من دون استثناء، والإنجاز الثاني، يتمثل بإنجاح الاستحقاق الانتخابي في أجواء من الحريّة والطمأنينة والديمقراطية، ما ساهم مباشرةً في ترسيخ الاستقرار السياسي العام وسير عمل السلطات الدستوريّة. أما الإنجاز الثالث، فهو إعادة ضبط الوضع الأمني في منطقة بعلبك – الهرمل عبر تشديد الإجراءات العملانيّة المتّخذة وتفعيلها من خلال تنفيذ حواجز ودوريّات ومداهمات، أدّت إلى توقيف عدد كبير من المطلوبين بجرائم سرقة ومخدّرات وتجارة أسلحة...إلخ. وكان آخر هذه الإجراءات، عملية الدهم في بلدة الحمّودية التي نُفِّذت بحرفيّة عالية".

المنطقة المحيطة بنا لا تزال تعاني من إجرام التنظيمات الإرهابيّة

أما على صعيد التحدّيات الأمنيّة الداخليّة والتهديدات عند الحدود من قبل الجماعات التكفيريّة والأطماع الإسرائيليّة، يقول العميد قانصوه إنّ "قطع الجيش ووحداته تنتشر على مختلف الأراضي اللبنانية، حيث تحفظ الأمن والاستقرار بناءً لتكليف سابق من مجلس الوزراء إثر الانتهاء من مرحلة الحرب الأليمة، ما أدّى إلى بسط سلطة الدولة وهيبتها، ودفع عجلة الاقتصاد مجدداً إلى الأمام". ويضيف قانصوه أنّ "مهمّة حفظ الأمن تتلازم في الداخل وتتكامل مع مهمّة التصدّي لخطر العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبيّة، ومواجهة خطر الإرهاب في الداخل، والمؤسّسة العسكرية على درجة عالية من الجهوزيّة للقيام بهذه المهمّات مجتمعةً".

وعن الحرب على الإرهاب وإذا ما أصبح لبنان بمأمن عن العمليّات الإرهابيّة وخطر الجماعات التكفيريّة عند الحدود، يعتبر مدير التوجيه في الجيش أنّ "عملية القضاء على الفكر الإرهابي تتطلّب نفساً طويلاً وجهوزيّة دائمة، وذلك لصعوبة السيطرة على أسلوب انتشاره المعقّد والواسع في العقول المريضة والنفوس الضعيفة". ويشير قانصوه إلى أنّ "المنطقة المحيطة بنا لا تزال تعاني من إجرام التنظيمات الإرهابية وعملياتها المباغتة بين الحين والآخر. ومن هنا، يضيف قانصوه، فإن توجيهات قائد الجيش العماد جوزاف عون تتركز بشكلٍ مستمر على وجوب التحلّي باليقظة الدائمة لملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة حتى استئصالها نهائياً".

أما من ناحية تطبيق الخطة الأمنيّة في المناطق اللبنانية وملاحقة المطلوبين، فأثبتت التجارب وآخرها ما جرى في البقاع الشمالي منذ أيام، أنّ الجيش قادرٌ على حسم أي مشكلة داخلية بالقوّة. وفي هذا السياق، يقول قانصوه: "إنّ المؤسسة العسكرية تحفظ الأمن والاستقرار في الداخل وهي على جهوزية دائمة لمواجهة المخلّين والعابثين بالأمن في أي زمان ومكان، لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص، من دون تمييز بين منطقة وأخرى، فكل بلدة أو محلة هي جزء عزيز من كياننا، وسنعمل بأقصى قدراتنا لضمان سلامة أهلنا وأمنهم". ويردف: "شعارنا الذي اخترناه لهذا العام "عيدنا يوم .... أمنك كل يوم"، ترجمةٌ لذلك".

لا يمكن إرهاق الاقتصاد اللبناني بشراء الأسلحة الحديثة

يختلف الجيش في العام 2018 عن الجيش في الأعوام السابقة. وقد ظهر هذا التباين في حسم معركة جرود عرسال بسرعة قياسيّة وتأمين الحدود مع سوريا ومنع دخول العناصر الإرهابيّة والسيارات المفخّخة. وفي هذا الإطار، يؤكّد قانصوه أنّ "مفهوم التطوّر والتقدّم نحو الأفضل، هو من المسلّمات والمبادئ الدائمة والمستمرّة في عمل المؤسّسات المختلفة. فكيف في نمط عمل الجيوش، وخصوصاً الجيش اللبناني الذي وضعت قيادته وعلى رأسها العماد عون، مبدأ تطوير المؤسّسة العسكرية كأولويّة مطلقة لا رجوع عنها".

لكن انضباط الجنود اللبنانيّين وشجاعتهم لا يبرّران حصول نقص في العتاد العسكري واللوجيستي وخصوصاً بعد اعتماد الحكومة اللبنانيّة على المساعدات والهبات الماليّة لتسليح الجيش. من هذا المنطلق، ينوّه قانصوه بـ"ثقة العناصر وكفاءة ضباطه ورتبائه وأفراده لسد النقص الحاصل في التسليح، وذلك من خلال التدريب الاحترافي المتواصل لاستثمار الأسلحة والمعدّات والأعتدة المتوافرة بشكل كامل". ويلفت مدير التوجيه إلى أنّ الـ"فيتو" على تسليح الجيش يأتي من "العدو الإسرائيلي الذي لا يألو جهداً لمنع الجيش اللبناني من الحصول على الأسلحة المتطوّرة، من خلال الضغوط السياسيّة التي يمارسها في المحافل الدوليّة". ومن جهة أخرى، يكشف قانصوه أنّه "لا يمكن إرهاق الاقتصاد اللبناني بشراء الأسلحة الحديثة كون كلفة الصفقات عالية جداً".

بعد تزويد الجيش من قبل الولايات المتحدة بطائرات "سوبر توكانو"، وعدد من العربات المدرعة من طراز "برادلي" وسيّارات "هامفي"، ذكرت المعلومات أنّ المزيد من الطوّافات وعربات القتال المدرّعة في طريقها لدعم الجيش. من هنا، يشدّد قانصوه على أنّ "علاقات التعاون والصداقة بين الجيشين اللبناني والأميركي، تاريخية ومستمرّة ولن تتوقف، وذلك لأسباب عدّة، ومنها ثقة المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية بالجيش اللبناني، وقدرته على حفظ الانتظام العام في البلاد، خلال الأزمات التي تشهدها المنطقة المحيطة بنا، بالإضافة إلى أنّ الجيش اللبناني أثبت وبجدارة عالية، أنه استطاع القضاء على الخطر الإرهابي ومنع تمدّده في الداخل وباتجاه الدول المجاورة".


سنبقى أوفياء للشهداء وسنحتضن عائلاتهم في السراء والضراء

بات الشعب اللبناني يثق بالجيش قيادةً وضباطاً وأفراداً، وكان لمديرية التوجيه فضل في هذا الأمر. ويعلن قانصوه أنّ "ورشة التطوير والتحديث قائمة على قدم وساق في مختلف أقسام المؤسسة العسكرية، وخصوصاً في مديرية التوجيه التي تعمل على مواكبة التطور الإعلامي الحاصل، تقنياً وفنياً، بالإضافة إلى الاستعانة بأصحاب الخبرات والاختصاصيين. وكما تقوم الوحدات العسكرية في الميدان بالتصدي للعدوّين الإسرائيلي والإرهابي، تعمل مديرية التوجيه على مواجهة هذين العدوّين إلكترونياً من خلال الإعلام والدعاية المضادة".

وفي الختام، يتوجّه مدير التوجيه لعائلات شهداء الجيش بالقول: "تعجز الكلمات والمشاعر، أمام عائلات الشهداء وأمّهاتهم، بالتعبير عن الألم والحزن لرحيلهم من هذه الحياة. ونحن كإخوة في السلاح، نقف إجلالاً لكل شهيد يرتقي على درب الشرف والتضحية والوفاء لينضم إلى قافلة شهداء المؤسسة العسكرية".

ويعاهد قانصوه "كل عائلات الشهداء، بالبقاء أوفياء لهم وبأنْ يكون الجيش عائلتهم الكبرى التي تحتضنهم في السرّاء والضرّاء".
 

  • شارك الخبر