hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

خالد تدمري دعا وزارة الثقافة الى وضع اليد على المعلم التاريخي في نهر أبو علي

السبت ١٥ تموز ٢٠١٨ - 12:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

دعا رئيس لجنة الآثار والتراث في مجلس بلدية طرابلس البروفسور خالد تدمري وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار فيها إلى "وضع اليد على الإكتشاف الجديد الذي تم العثور عليه اثناء الحفريات لمد شبكة المجارير الجديدة في منطقة التبانة- الزاهرية والعائد إلى "جسر الترامواي العثماني" الذي كان يصل بين ضفتي نهر ابو علي في المدينة، حيث تعرضت المنطقة قبل زهاء 60 عاما إلى عملية تخريب قضت إلى تحويل المجرى وسقف حوالى 300 متر منه وخلق أشكال مختلفة من الفوضى والتعديات".

وقال تدمري: "منذ يومين وأثناء قيام المتعهد المكلف من قبل مجلس الإنماء والإعمار بحفر الطريق الغربية لكورنيش نهر أبو علي عند تقاطعه مع شارع الزاهرية الأساسي بغية مد شبكة المجارير الجديدة، ظهرت تحت الطريق قنطرة حجرية واسعة معقودة من الداخل ومستندة على حائط عريض مدعم وممتد لعدة أمتار مرصوص بحجارة شبه متساوية جميلة المظهر، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي في تحليل وتخمين ماهية هذا الموقع".

وأوضح أن "القنطرة المعقودة والحائط القائمة عليه تشكل "جسر الترامواي العثماني" الذي كان يصل ضفتي النهر بين شارع الزاهرية ومدخل شارع سوريا، وهو الجسر التاريخي الثالث الذي كان يعبر فوق مجرى نهر أبو علي، بعد جسري السويقة واللحامين، والذي استحدث نهاية القرن التاسع عشر وبني خصيصا ليمر عليه خط عربات الترامواي الحديدي في عهد السلطان عبد الحميد الثاني".

وتناول تدمري "أهمية هذا الجسر ودوره في تفعيل الحركة الإقتصادية آنذاك في التبانة وربطها مع مرفأ طرابلس، الذي تحول إلى مرفأ بلاد الشام بخاصة حلب وحمص وعكار، تصدر عبرها كل المنتجات الزراعية والصناعات الحرفية إلى أوروبا وبالعكس".

وتابع: "اليوم وبعد ستين عاما، ومع إعادة إكتشاف "جسر الترامواي" الذي "نفد" من أعمال الهدم التي شملها مشروع تقويم مجرى نهر أبو علي والذي استغرق تنفيذه ثلاث سنوات بعد طوفانه (من 1955 إلى 1958)، هذا المشروع الكارثي الذي أباح هدم أقدم وأبرز المعالم الأثرية في وسط المدينة المملوكية، يتضح أن هذا الجسر العثماني أنقذ من الهدم لأن مجرى النهر الجديد مر بمحاذاته بعد أن كان يمر أسفله، حيث تم تحويل مساره القديم لجهة الشرق أكثر، فاستثني الجسر من الهدم بأعجوبة وتم الإكتفاء بطمره تحت أديم الكورنيش الجديد".

وقال: "من موقعنا المحافظ على آثار طرابلس وتراثها وإحياء ذاكرة المدينة، بالأخص ذاكرة النهر التي أبيدت عن بكرة أبيها بمشروع تخريبي في حينه، أتبعه مجلس الإنماء والإعمار منذ أعوام بمشروع تخريبي ثان قضى بسقف 300 متر من مجرى النهر وبناء مسطبة باطونية تحول سطحها مرتعا لمختلف أشكال الفوضى والتعديات وأسفلها لمكان مظلم تعشعش فيه النفايات والموبقات، فإننا نطالب وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار فيها بكشف كامل هذا المعلم التاريخي الذي يحيي ذاكرة نهر أبو علي التاريخية كما يرمز إلى حقبة الازدهار التجاري والحضاري لمنطقتي باب التبانة والزاهرية وطرابلس ككل، وأن لا تعمد إلى طمره كما حصل في كل الاكتشافات السابقة لقنوات مياه وأنفاق ظهرت خلال تنفيذ المشروع عينه، حيث اكتفت المديرية بتوثيقها فقط وسمحت بإعادة طمرها".

وختم تدمري: "كما نطالب مجلس الإنماء والإعمار بوضع خطة ضمن مشروعه القائم حاليا وتعديله بشكل يؤدي إلى إظهار هذا الجسر التاريخي القابل حتى للاستخدام مجددا، نظرا لمتانته ولوساعة وعرض التقاطع فوقه، والذي كان يتسع لمرور عربات الترامواي في خطين ذهابا وإيابا فضلا إلى المارة من المشاة، وتعويض المدينة عن خساراتها السابقة بإبرازه من جديد بعد كارثة مشروع سقف النهر التي قام المجلس بتنفيذها بإصرار، علها تكون كفارة عن خطأهم الفاضح بحق ذاكرة نهر أبو علي الذي يرتبط تاريخ طرابلس ارتباطا عضويا به وكونهم يطلقون على مشروعهم تسمية مشروع إحياء الإرث الثقافي لطرابلس". 

  • شارك الخبر