hit counter script

أخبار محليّة

هذه تفاهمات "هلسنكي"... بدءاً من "العودة الآمنة"!

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٨ - 06:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على دارج مبادراته الرامية إلى استنهاض البلد ورفع الأعباء المُثقلة على كاهله، تصدّرت الساحة الوطنية خلال عطلة نهاية الأسبوع مبادرة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى وضع لبنان على خارطة التفاهمات الكبرى الآيلة إلى رسم معالم الحل الدولي لأزمة النزوح السوري عبر بوابة مقررات «قمة هلسنكي»، وهو ما تجسد بطلبه من مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان التواصل مع المسؤولين الروس للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي أعلنتها موسكو بخصوص إعادة النازحين السوريين من لبنان والأردن. وفي ضوء ما نقله شعبان خلال اجتماعه السبت مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف من ترحيب الحريري بجهود موسكو في هذا المجال وتعويله على هذه الخطوة التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة النازحين في لبنان، يكون الحريري قد نجح، قولاً وفعلاً، في إيجاد كوة رسمية وطنية في جدار هذا الملف من شأنها أن تضع حداً لمعاناة النازحين الإنسانية ورفع أعباء هذه المعاناة عن المجتمع اللبناني المُضيف على حد سواء، عبر الوقوف صفاً واحداً مع موسكو على خط تأمين عودتهم «الآمنة» إلى وطنهم.

وإذ أكدت مصادر مواكبة لهذا الملف أنّ الرئيس المكلّف يعتزم خلال الأسبوع الجاري متابعة تطوراته مع المسؤولين الروس وممثليهم في لبنان، أوضحت لـ«المستقبل» أنّ الحريري كان قد بادر خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو إلى الطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون الإدارة الروسية الوسيط الأساس في موضوع إعادة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم، فأتت «قمة هلسنكي» لتضع اليد بقوة على هذا الملف وبنتيجتها عمدت موسكو إلى إعداد تقرير كامل من 20 صفحة حول كيفية إعادة النازحين من دول الجوار بما في ذلك من لبنان إلى سوريا، وإثر إرسال التقرير الروسي إلى الإدارة الأميركية انخرطت الأخيرة بهذه الخطة وتم التوافق خلال القمة بين الرئيسين الروسي والأميركي دونالد ترامب على المضي قدماً بموجبات تطبيقها. ومن جانبه، تابعت المصادر، واكب الرئيس الحريري على الفور هذا التطور الجديد وكلّف مستشاره للشؤون الروسية الاتصال بالإدارة الروسية فكان لقاؤه مع بوغدانوف الذي أطلعه على كامل التفاصيل المتعلقة بالمقترحات المحددة والتي كان قد أعلن عنها رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف «حول تنظيم عودة النازحين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب».

وفي المعلومات التي توافرت لـ«المستقبل» في هذا المجال، أنّ التفاهم الأميركي - الروسي الذي حصل في «قمة هلسنكي» يتمحور حول وضع «حل شامل تدريجي» لسوريا يبدأ من إعادة النازحين وإبعاد إيران وميليشياتها عن الجنوب السوري مسافة 100 كلم2 عن الحدود، وصولاً إلى تضمين التفاهم الأميركي – الروسي اتفاقاً حول مسألة الحدود السورية – العراقية.

وبينما بادرت المملكة الهاشمية إلى تشكيل لجنة لتمثيل الأردن في اجتماعات اللجنة المشتركة المعنية بإعادة النازحين، سينكب الرئيس الحريري خلال هذا الأسبوع إلى عقد اجتماعات مكوكية بغية تحديد التمثيل اللبناني في اللجنة المشتركة، والأغلب أنّ هذا التمثيل سيكون على مستوى أمني ربطاً بالطبيعة الأمنية لهذا الملف، وسط معلومات تفيد بأنّ اللجنة المشتركة ستضم، لبنان والأردن وسوريا وروسيا وربما أميركا، برعاية الأمم المتحدة، في حين كشفت المعلومات أنّ التفاهم الأميركي – الروسي يقوم على أن تتولى روسيا تأمين الجانب الأمني من عودة النازحين السوريين إلى وطنهم مقابل تولّي أميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مهام التمويل والإغاثة المواكبة لهذه العودة.
(المستقبل)

  • شارك الخبر