hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - راكيل عتيق

«زحمة خَير» نحو جونيه... برّاً بحراً وجوّاً!

السبت ١٥ تموز ٢٠١٨ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

أن تسلك الأوتوستراد المُمتد من وسط بيروت وصولاً إلى كازينو لبنان – غزير، يوم الجمعة، تكون اخترت (أو لم تَختر) «مِشوار طويل» على «طريق الموت»، خلال ذروة الزحمة.

إلّا أنّ الزحمة أمس، كانت زحمة فرح. فَرح المتّجهين إلى جونيه لمشاهدة عرض الألعاب النارية، «الأجمل والأضخم في لبنان»، فرح الجمهور الذي حجز مقاعده لمشاهدة العرض على وقع الموسيقى مع منسّق الموسيقى الشهير رودج Rodge، وفرح الطرقات بليلةٍ خلعت سوادَها وتلألأت بالأضواء من شاطئ الخليج إلى سماء حريصا حيث الصلاة والفرح متلازمان... وفرح أصحاب المطاعم والمقاهي والفنادق، الذين ينتظرون أيّ مناسبة كي ينفضوا السكون عن الكراسي والطاولات والأسرّة.

بعرض الألعاب النارية المُنتظر سنوياً، اختُتمت «مهرجانت جونيه الدولية» للعام 2018. وكعادتها ومنذ 8 سنوات، زرعت لجنة المهرجانات، «البَسط» في جونيه، حجراً وبشراً، من خلال المفرقعات النارية التي تجذب عشرات الآلاف من اللبنانيين والسيّاح، فتمتلئ الطرقات والشوارع بالسيارات، وبحر جونيه باليخوت.

من مدرج المهرجانات على قطعة أرض في غزير بمحاذاة البحر تطلّ على خليج جونيه، شاهد الآلاف الألعاب النارية التي امتدت لنحو 10 دقائق، على وقع الموسيقى التي لعبها Rodge، والتي استمرّت لخمس ساعات. «هيدا لبنان»، و«بدنا نسهر ونرقص»، «بدنا ننسى همومنا»، «بدنا ننبسط بالعجقة»... هذه الكلمات التي يسترقها سمعُك من الموجودين في ظلّ صخب موسيقي ضوئي.

من 30 نقطة على خليج جونيه انطلقت المفرقعات عند الساعة العاشرة والنصف ليلاً، فلامست السماء، وطاولت أعين متسمّرين على شرفات منازلهم، وهواة تصوير اختاروا منذ ظهر أمس «نقاطاً استراتيجية» على الشاطئ أو على طريق حريصا، لانتظار اللحظة واقتناص الصورة الأجمل، ناهيك عن آلافٍ يتوقون لتلوين أعينهم فقط.

هذه الاحتفالية انطلقت لهدفٍ واحد وتستمرّ لجنة المهرجانات برئاسة زينة افرام بإحيائها لهدف واحد: إحياء جونيه لإحياء لبنان. لبنان الجميل والنظيف، قُبلة السياح. لبنان الانفتاح والتنوّع والحضارة، الذي يحتضن كل الاختلافات ولا يلفظ إلّا المعتدين الطامعين. لبنان الصَخب الذي لا تغفو سماؤه عند تبديل المهام بين شمسٍ وقمر.

لبنان الذي لا يحيا بـ«النق» فقط، بل بأناسٍ لم يرموا حماستهم عند فقش موج أو على مسامع قديس أو نبيّ... بل «عبّوا» قلوبهم وعقولهم من شغف بحر جامح ويقين مؤمن، خيالية كانت قصته أم حقيقية. على صورة جونيه أمس نريد لبنان. و«عقبال كل سنة».

  • شارك الخبر