hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المطران مطر: علينا ألَّا نيأس مهما قسَتْ علينا الظروف،

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٨ - 16:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إحتفلت رعية مار الياس في القنطاري بعيد شفيعها إيليا النبي وترأس رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر ذبيحة إلهيّة عاونه فيها كاهن الرعيّة النائب الأسقفي المونسنيور انطوان عساف والآباء ريمون قسيس وغي سركيس وروجيه سركيس وعمانوئيل قزي. وبعد الإنجيل المقدَّس ألقى المطران مطر عظةً تحدّث فيها عن صاحب العيد وبطولاته وإيمانه، وقال:

تُفرحون القلب عندما نراكم تملأون هذه الكنيسة التي تحبونها وتعودون إليها للصلاة فيها على نيَّة عيالكم وأولادكم ومستقبل لبنان. هذه نعمةٌ من الله علينا وعليكم. والفضل في ذلك يعود لإيمانكم الحيّ ولخدمة الكهنة الأجلاء الذين يرعون نفوسكم بغيرةٍ ومحبَّةٍ لا حدود لها. نشكر الله على كل ما يجري في هذه الرعيَّة من خدمةٍ روحيَّة وحضورٍ كنسي وخدمةٍ للفقراء وأعمالٍ خيريَّةٍ. في هذه الرعيَّة حياة الله وروح المسيح الحالّ فيكم.

تعوَّدنا يا إخوتي، في كل سنة أن نزورَكم ليلة عيد مار الياس النبي وأن نقدّمَ القداس على نيَّتكم ونسأل الله لنا ولكم أن نثبتَ على إيمان آبائنا وأجدادنا كما دعا إيليا الشعب إلى أن يثبتَ على الإيمان بالرب الواحد.

إنَّ إيليا النبي قدّيسٌ عظيم، والبرهان على ذلك، عندما صعد يسوع إلى الجبل ليتجلَّى، أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنَّا، فتراءى يسوع بثيابٍ بيضاء كالثلج وأظهر ألوهته أمامهم وكان معه نبيَّان من العهد القديم: موسى وإيليا علامةً على أنَّهما أسَّسا بقوَّة الرب حياة الشعب القديم الذي كان عليه أن يهيّئ مجيء المسيح. أخرج موسى الشعب من مصر بقوَّة الله وفتح البحر وعبر الناس إلى صحراء سيناء أربعين سنة يأكلون المنَّ والسَّلوى والله يحرسهم ليصلوا إلى أرض الميعاد، حتى يعيشوا ويمجّدوا الربَّ بحريَّة ويكونوا مثلًا صالحًا بشهادتهم لله الواحد. ولكن هذا الشعب نسيَ ربَّه فعاش بالتجارة مع الفينيقيين وبالتخلّي عن الصلاة والنعمة الإلهيَّة فعبدوا الأصنام والعُجول وانقسموا، إلى أن ظهر إيليا نبيّ الله، الذي أراد أن يردَّ الشعبَ إلى عبادة الله الحي ويحاربَ كلَّ انحرافٍ فصنع العجائب ولكنه اضطُهِدَ فصرخ للرب: قتلوا أنبياءك وبقيتُ وحدي، خذْني إليك. فقال له ربُّه: لا يا إيليا أبقيْتُ لي سبعة آلاف رجل لم يجثوا على رُكبِهم للبعل، بفضلهم يجب أن يتمَّ الخلاص. علينا إذًا يا أحبائي، ألَّا نيأس مهما قسَتْ علينا الظروف، لا بدَّ أن ينتصرَ الحب والحق بفضل قديسينا وصلاتنا.

فلنتعلَّم يا إخوتي، من مار الياس غيرته وحماسه ومحبَّته لله وللآخرين وللوطن والتضحية في سبيله، ونتمنى لكم عيدًا مبارَكًا، ونطلب بشفاعته أن تبقى هذه الرعيَّة ناشطةً محبَّةً للمسيح. 

  • شارك الخبر