hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

جائزة الياس الهراوي السنوية لجمعية فرح العطاء

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٨ - 10:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منحت "لجنة إحياء ذكرى الرئيس الياس الهراوي"، لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لغيابه "جائزة الياس الهراوي" السنوية الى "جمعية فرح العطاء" ممثلة برئيسها ملحم خلف ومتطوعي ومتطوعات الجمعية، في دارة الرئيس الهراوي في اليرزة.

حضر الحفل رئيس مجلس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ممثلا بالدكتور غطاس خوري، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالسيدة رندة بري، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، الرئيس تمام سلام وعقيلته السيدة لمى، الرئيس فؤاد السنيورة، المحامي اميل جعجع ممثلا وزير الاعلام ملحم رياشي، النائبة بهية الحريري، الويزران السابقان روني عريجي وشكيب قرطباوي، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلا بالعقيد ايلي الديك، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالعقيد ياسر الضاهر، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالعقيد بيار براك، الدكتور بهيج طبارة، السيدة رباب الصدر، السيد فرانسوا ابي صعب، القاضي عباس الحلبي، الشيخ سامي ابي المنى، رئيس بلدية بعبدا انطوان الحلو، رئيس بلدية زحلة اسعد زغيب، الفنان جورج خباز، الناشط في جمعية فرح العطاء مارك طربيه وحشد من الوجوه السياسية والاجتماعية ومهتمون.

بداية النشيد الوطني اللبناني، ألقت بعد ذلك السيدة منى الهراوي كلمة ترحيبية جاء فيها: "يسعدني ان ارحب بكم في دارة الرئيس الياس الهراوي. واسمحوا لي أن استهل كلمتي بإلقاء هذا المقطع من فصل "العطاء" في كتاب النبي لجبران خليل جبران: "عندئذ تقدم منه رجل ثري وقال له: "ماذا تقول في العطاء؟" فأجاب: "اذا اعطيت القليل من كثير ما لديك، فإنك تعطي للتباهي، ولا تكون اعطيت. العطاء الحقيقي أن تعطي من ذاتك. جميل أن تعطي من يسألك اذا شعرت أنه بحاجة اليك. وعندئذ يكون لك فعلا فرح في العطاء".
وتابعت: "وانا اتلو عليكم هذه الكلمات، أشعر أن هذا القول قد لا ينطبق على نقاء روح وقلب واندفاع، كما ينطبق على مكرمنا اليوم. أقول هذا واخشى ان اجرح تواضعه النبيل، هو الذي يوم أبلغته بإجماع لجنة الجائزة على منحه اياها لهذا العام، كاد ان يعتذر عن قبولها الا بشرط وحيد: ان نمنحها لا لشخصه المفرد بل للجمع في جمعيته، ونحن فخورون وسعداء ان هذا الرجل هو في ذاته مفرد بصيغة الجمع".

وتابعت: "وخلال المداولات التي نعقدها دوريا للتباحث في اختيار مستحق الجائزة كل عام، يبقى مبدأنا واحدا: أن تذهب الجائزة الى من تنطبق عليه صفات ومواصفات تتطابق مع جوهر الجائزة الذي يكافىء سنويا من يعمل على ترسيخ الميثاق الوطني. وأي رسوخ للميثاق الوطني ابلغ ممن يبادر لا استجابة لطلب، ولا جوابا عن سؤال، فينادي رفاقا له نبلاء مثله اصفياء، يرافقهم ويخاصرهم ويساعدهم على نقش فرح العطاء في ضمير الوطن: هنا شارع دمره انفجار، هناك بيت يحتاج الى ترميم، هناك مدرسة شاخت على جدرانها السنوات، فاذا بالملحم ورفاق الملحم، ورشة عمل دينامية فعالة منتجة في صمت تعمل وفي صمت تنجز وفي صمت تغادر، تاركة وراءها أنقى وأنبل معاني فرح العطاء. وهذه جمعية "فرح العطاء"، تبادر ذاتيا بنداء من ضمير وطني، لا تنتظر شكرانا ولا امتداحا، فرحها ان تزرع الفرح في القلوب، كي تهنأ بعدها القلوب بهذا الفرح".

وختمت الهراوي: "لهذا، لكل هذا، وللكثير سواه، يسر لجنة جائزة الرئيس الياس الهراوي، ان ترفع جائزتها هذا العام الى جمع في عطاء مفرد، الى جمعية في صيغة فريدة، الى رفاق ملحم خلف فردا فردا، وهم حتما يشعرون بأن الجائزة وصلت الى كل فرد منهم، حين يتسلمها عنهم جميعا، كما عن كل فرد منهم، المواطن المثال: المحامي الدكتور ملحم خلف. مبروك لجمعية فرح العطاء هذه الجائزة ".

ثم ألقى الوزير السابق رشيد درباس كلمة جاء فيها: "أسمح لنفسي باسمكم ان ارفع خطابي للرئيس الياس الهراوي وهو في سدة سمت على الألقاب، وصفت من الرغائب، لأشهد ان شجاعته وايمانه بالدولة والوطن، وحنكته ودرايته ومقدرته على الانتقال بين الالغام وتمرسه باللعبة السياسية كانت عوامل اساسا لبناء الدولة التي تشتتت بين ملوك الطوائف، فأمسك بزمامها في مقر رئاسة مكتوم القيد، وعين قائدا للجيش على ورقة عادية وتخطى الشكليات فقدم فكرة الدولة على المراسم والمراسيم، واعلن في خطابه الأول وقبل ان يجف دم الشهيد الرئيس رينيه معوض، ان الرد على الجريمة سيكون باسترداد الوطن من خرائط الاقتسام الى جدارة نشيده "بحره بره درة الشرقين".

أضاف:" بعد هذا احيي السيدة الدائمة الحيوية الامينة على الشبكة الوطنية التي تنشرها كل عام في دار اعلاها من فض الاشتباك الوطني، السيدة منى التي نعمت بلطفها كما بثقة لجنة جائزة الرئيس الياس الهراوي، بأن جرى استدعائي للمرة الثانية الى شرف الوقوف على هذا المنبر بعد ان تكلمت سابقا على ولية طربوش رياض الصلح السيدة ليلى التي توزع لمساتها الخضراء بالطول وبالعرض، فوق خرائط الطوائف وتضاريس المذاهب واخاديد الهوى السياسي".

وتابع: "إن جمعية فرح العطاء وافرادها ونشاطاتها واسمها المستمد من معاكسة ما استشرى من فرح الاخذ والاستيلاء حتى البشم فاذاقتنا لذة العطاء، فهي لا تدعي مشروعا بديلا ولا تحاوله، ولكنها تؤطر عملها في مؤسسة الغريزة الانسانية البريئة من المراتب والرتب والرواتب. انها الجمعية التي تستجيب للفطرة فالفطرة خير عفوي والشر تدبير".

وسأل: "كيف تأتى للمتطوعين في جمعية فرح العطاء ان يكسبوا جمعيتهم صفة الورشة، وان يصبحوا هم من امهر عمالها فيزيلوا الركام ويرفعوا المداميك ويدقوا المسامير ويدهنوا الحيطان ويرمموا النفوس ويوطدوا جسور الالفة حتى كادت الجمعية ان تعرف بنقيضها لأنها كانت دائما بعد كل نكبة، ومن غير انتظار، وقبل ان ينقشع الغبار ويفرح بفعلتهم الأشرار، تظهر على هيئة فصائل من ملاءكة خفيفة الحركة شافية اللمسة لها على اغوار العيون سحر يستبدل بالدموع بريقا وباليأس رؤية ويزرع الليل بنجوم الأمل".

وأشار درباس الى أن "فرح العطاء ليست ردة فعل بل هي فعل أصلي معاكس للفعل الفاحش، وافحش الافعال هذه الأيام، السياسة". وقال: "يقولون ان الملاءة المالية في خطر، وان القلق الاقتصادي ترتفع وتيرته، واقول ليس هذا بالامر الادهى، لأن الافلاس السياسي هو الذي يفضي حتما الى افلاس اقتصادي، اما الملاءة السياسية فكفيلة برأب التصدع المالي والاقتصادي. اعتذر، غير اننا تعبنا من ادمان الدورات العقيمة، بإنفاق الوقت في الزمن الرهيب، فلا تتشكل الحكومات إلا بشق الأنفس، ولا ينتخب الرئيس الا بعد ان يمل الكرسي من فراغه وفراغ الحضرة السياسية. هذا يخلخل البنيان الغالي، كما لم تفعل الحروب، ولعل في اختيار لجنتكم الموقرة هذه المناسبة، ميقاتا حاذقا والتفاتا ماهرا، لان انظار اللبنانيين ترى الآن في هذه اللحظات التفافا حول شابات وشبان مجهولين، ما زالوا منذ العام 1985، على مبادىء جمع شمل العائلة اللبنانية والالتزام بالمحبة والتسامح والاحترام وبالمساحة المشتركة كممارسة يومية".

وختم: "كلما بث احدنا شكوى من وضعنا الراهن، نهز رؤوسنا موافقة على ما يقول، فيما اركان الوطن تهتز بسبب اختلافاتهم التي لا سبيل الى رأبها؛ ننظر الى ما حولنا فنقلب الشفاه ازدراء والدهر بنا يزدري ويستخف بنا المتربصون الذين امنوا، حتى الآن، الى ان اللبنانيين يهملون الامساك بالمبادرة بحجة العجز ولكن هذا اللقاء المتجدد والمثابر يذكرنا بأن مكرميه ينظمهم خيط واحد هو دأبهم على الغرس رغم سوء الاحوال الجوية والزرع رغم ملوحة التربة والصدق في ارض يغزوها النفاق والتفاؤل ضد نعيب البوم؛ ترى الا تجمع هؤلاء صلة نسب وحسب بإرادة وروح وعناد الياس الهراوي. الا ان ارفع الوطنية ان تنقض على العمل حين ينفض اليائسون. احيي فرح العطاء واحيي أم هذا الفرح".

ثم ألقى الفنان جورج خباز شعرا للمناسبة، وقدم المتطوعون والمتطوعات شهادات عن تجربتهم في "فرح العطاء"، ثم سلمت الهراوي جائزة الرئيس الياس الهراوي الى رئيس الجمعية ملحم خلف والتقطت الصور التذكارية وشرب الحضور نخب المناسبة.
 

  • شارك الخبر