hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مركز ترشيد السياسات الصحية في الـAUB: الرعاية التلطيفية حق وليست رفاهية

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٨ - 13:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تتزايد معدلات في لبنان الأمراض غير المعدية والشيخوخة بين السكان، مما يجعل "الرعاية التلطيفية" مكونًا أساسيًا للخدمات الصحية اللازمة للتخفيف من معاناة المريض. ففي حين تشير الأرقام الصادرة عام 2017 الى أن 15000 مريض يستطيعون الإستفادة من خدمات الرعاية التلطيفية كل عام، ليس من المتوقع إلّا أن تزداد الحاجة لهذه الخدمات وبوتيرة سريعة.

لكن ما هي الرعاية التلطيفية ولماذا هي حاجة في لبنان؟ تعرّف منظمة الصحة العالمية الرعاية التلطيفية كنهج يحسن من نوعية حياة المرضى وأسرهم الذين يواجهون المشاكل المقترنة بالأمراض والتي تهدد الحياة، وذلك من خلال منع وتخفيف المعاناة من خلال تقييم وتحديد علاج الألم اللازم في وقت مبكر، بالإضافة الى تقييم المشاكل الأخرى الجسدية والنفسية والروحية منها.

وبحسب الأدلة العلمية المحلية والعالمية العالية الجودة التي تم جمعها من قبل مركز ترشيد السياسات الصحية (K2P) في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت(AUB) ، فإن الرعاية التلطيفية ترتبط مباشرةً بتحسين جودة حياة المرضى ونتائجهم الصحية وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن الرعاية التلطيفية في لبنان تبقى صعبة المنال لشريحة واسعة من المرضى بسبب الحواجز القائمة على المستوى النظامي والمؤسساتي والمهني وعلى مستوى المريض.

ونظرا لأهمية المشكلة وحق جميع المرضى في الحصول على الرعاية التلطيفية، عقد مركز K2P في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، وجمعية بلسم -المركز اللبناني للرعاية التلطيفية، حوار السياسات بهدف "دمج الرعاية التلطيفية في القطاع الصحي في لبنان" وعملوا على وضع التصور المناسب وبلورة خطة عمل لإدماج هذه الخدمات الملّحة في القطاع الصحي في لبنان، في فندق روتانا جفينور، بيروت. وقد تم تمويل هذه المبادرة جزئياً من خلال منحة من Souk.lb وهي برنامج تموله السفارة البريطانية في لبنان وتم تنفيذه من خلال DAI و AlFanar و AltCity Impact.

وجمع حوار K2P أصحاب المصلحة الرئيسيين بما في ذلك المدير العام لوزارة الصحة العامة، الدكتور وليد عمار ، والدكتورة هبة عثمان ، مؤسِسة جمعية "بلسم"، الدكتور ريمون الصايغ، رئيس نقابة الأطباء في لبنان، الدكتور سليمان هارون، رئيس نقابة المسنشفيات، الدكتورة ميرنا ضومط، نقيبة الممرضين والممرضات في لبنان، الدكتور ميشال ضاهر، بروفيسور في الجراحة في مستشفى سان جورج، الدكتور صلاح زين الدين، المدير التنفيذي لجمعية "بلسم"،الدكتورة سلام جلّول، المديرة الطبية لجمعية "سند"،السيدة لبنى عزّ الدين، مؤسِسة جمعية "سند" الدكتورة ماري - كلير أنطاكلي، مديرة وحدة الرعاية التلطيفية في مستشفى أوتيل ديو، الدكتور جوزيف عطيّق، الشريك المؤسس في مجموعة APIS للاستشارات الصحية، بالإضافة إلى أكاديميين وباحثين وقادة في القطاع الصحي.

وقد تم دعم الحوار من خلال موجز السياسات من K2P ، الذي يجمع أفضل الأدلة العلمية المحلية والإقليمية والدولية المتاحة ، ويقدم اقتراحات لعناصر السياسات الصحية ويأخذ بعين الإعتبار بعض الإعتبارات خلال عملية التنفيذ. وقد تم تعميم موجز السياسات على جميع اصحاب القرار والمصلحة ذوي الصلة ، قبل الحوار، لإثراء المحادثة وفسح المجال لمناقشات مركزة.

ولفت مدير مركز ترشيد السياسات الصحية، د. فادي الجردلي الى المناقشات البناءة التي أجراها أصحاب وصانعى القرار الذين استندوا إلى الأدلة العالية الجودة المذكورة في موجز السياسات من مركز ترشيد السياسات الصحية عند مناقشة طرق دمج هذه الخدمة الضرورية والمعتبرة من حقوق الإنسان الأساسية في النظام الصحي في لبنان

بدورها، أكدت مؤسِسة جمعية بلسم د. هبة عثمان أن "هدف هذه المبادرة هو جمع الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاع الصحي اللبناني لمناقشة الأولويات ووضع استراتيجية للنمو وتطوير الرعاية التلطيفية وتأمين الدمج المطلق لهذا المكون الأساسي لرعاية المصابين بأمراض خطيرة في القطاع الصحي اللبناني". وأشار د. وليد عمار المدير العام لوزارة الصحة في لبنان، الى أن "وزارة الصحة تعمل حالياَ على تأسيس نظام تمويل للرعاية التلطيفية للمستشفيات التي تمتلك فريق عمل مؤهل لتأمين هذه الخدمات، حيث تشمل الرعاية التلطيفية داخل المستشفى والعلاج في المنزل.

ناقش المشاركون خلال الحوار أربعة من عناصر السياسات المقترحة المستندة الى الأدلة العلمية والمذكورة في موجز السياسات:
• العنصر 1: دمج الرعاية التلطيفية داخل مؤسسات الرعاية الصحية
• العنصر 2: توفير الرعاية التلطيفية في محل إقامة المرضى
• العنصر 3: تقوية التعليم وزيادة التدريب في مجال الرعاية التلطيفية بين المتخصصين في الرعاية الصحية
• العنصر 4: زيادة الوعي العام حول مفهوم وأهمية الرعاية التلطيفية

وشدد المشاركون على ضرورة العمل بوتيرة أسرع من أجل الاستجابة للطلب المتزايد على الرعاية التلطيفية للمسنين، الكبار والأطفال.
 

  • شارك الخبر