منذ سنوات ألغيت "خدمة العلم" في لبنان، أي الخدمة العسكرية الإلزاميّة التي كانت تحصل لمدة عام للشبّان الذين لديهم أشقاء وأنهوا دراستهم المدرسيّة أو الجامعيّة وأصبحوا بالغين. ومنذ ذلك الحين فَقَدَ الشباب اللبناني الشعور الوطني، وضرورة التضحية في سبيل الوطن، وفَقَدوا حسّ الانضباط في حياتهم اليوميّة.
الحياة العسكريّة تعلّم الكثير، بدءا من الانضباط مروراً بالأخلاق ووصولاً إلى القوّة وإتقان وسائل الدفاع عن النفس والذود عن الوطن وحماية الحدود والمواطنين. وتعلّم كذلك مبادئ "الشرف والتضحية والوفاء"؛ ولكن بات الشباب يعيش في لبنان اليوم في الملاهي الليليّة وعلى شواطئ البحر والمنتجعات الفاخرة، وبات لا يتنقل سوى بسيّارات فاخرة، وعدد لا يستهان به إنجرّ خلف المخدّرات والمعاصي.
وهنا بتنا بحاجة إلى إعادة تطبيق "خدمة العلم" ولكن ليس لمدّة سنة كاملة. ومن الضروري تقديم مشروع قانون يعيد تفعيل هذه الخدمة لمدة 3 أشهر فقط، في خلال فصل الصيف، حيث يتم إدخال الشباب إلى مخيّمات صيفيّة على غرار ما يحصل في الدول الأوروبية والغربية كلّها؛ وخصوصاً في الولايات المتّحدة حيث يتمّ تعليم الشبان التضيحة والدفاع عن الوطن ويتم تدريبهم على السلاح، ويصبح الشاب منضبطاً ولا ينجرّ خلف المخدّرات والإفراط بالمشروبات الروحيّة، ويغدو تعاطيه مناقبياً مع المواطنين الآخرين.
الخدمة لـ3 أشهر جيّدة وسريعة وليست عبئاً على غرار تلك التي كانت تستغرق سنة قبل إلغائها. فيجب إعداد قانون جيّد يراعي حالات الشباب اللبناني من عمر وعمل وتحصيل جامعي، لكي يعود الشباب إلى رحاب حضن الوطن.
أخبار ذات صلة
