hit counter script

خاص - غاصب المختار

هدنة التشكيل وترييح العهد

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٨ - 06:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إنصرف المسؤولون المعنيّون بتشكيل الحكومة إلى إجازاتهم الصيفيّة تاركين البلد يتخبّط بحالة إرباك وغموض، بعد أنْ وَضَعوا أسس مصالحاتهم وتعويم اتفاقاتهم وتفاهماتهم على إثر خلافات الانتخابات النيابيّة التي عصفت بمن يُفترض أنّهم حلفاء في الشارع الواحد. وينطلق المسؤولون المعنيّون في إجراء التفاهمات الجديدة من قاعدة أنّها ستساعد حكماً في تدوير الزوايا الحادة المتعلقة بمطالب القوى السياسية لتشكيل الحكومة، بعدما عاد الحوار المقطوع مباشرة لا سيّما بين ركني "تفاهم معراب".

وترى المصادر المتابعة لما جرى خلال الأيام الماضية أنّ المصالحات الجديدة والهدنة السياسيّة التي اتّفق عليها المسؤولون المعنيّون، من شأنها أيضاً ترييح العهد الجديد، الذي يهمّه ترييح الساحة السياسيّة من التشنّجات والخلافات وفتح الحوار المباشر بين القوى السياسيّة المختلفة لحل خلافاتها قبل تشكيل الحكومة حتى لا تنتقل الخلافات إلى داخل مجلس الوزراء وتُعطّل الكثير من الأمور كما حصل في السابق في عهود الحكومات الماضية.
لكنّ مصادر وزاريّة مقرّبة من العهد ترى أنّه بات من واجب القوى السياسيّة التفاهم على وضع خطة شاملة سواء داخل الحكومة أو خارجها قبل تشكيلها، من أجل معالجة المشكلات الكبيرة القائمة في البلاد والتي لم تجد لها حلاً بعد نتيجة الخلافات والكيديّات التي كانت قائمة، طالما أنّ الجميع بات يتكلّم عن مخاطر استمرار الوضع على ما هو عليه، ويُجمعون على ضرورة مكافحة الفساد.
إلا أنّ مصادر وزارية أخرى ترى أنّ هذه الهدنة السياسيّة ولو تحوّلت إلى حوار مباشر، ليس بالضرورة أنْ تُسهِم في تسريع تشكيل الحكومة طالما أنّ معظم الأطراف -إن لم يكن كلّها- متمسّكة بمطالبها في الحصص وفي توزيع الحقائب. وتخشى المصادر أنْ يطول أمر التأليف أكثر من الوقت الذي تتم المراهنة عليه، إلا إذا أنتج الحوار قناعة بتسهيل تشكيل الحكومة وبالنتيجة تسهيل الطريق أمام العهد ورئيسه، عبر التواضع في المطالب والنزول عن الشجرة التي صعد إليها الجميع و"تعمشق" بأغصانها وتدلّى إلى المجهول.
وعليه دخلت البلاد في إجازة تشكيل الحكومة حتى الأسبوع المقبل، لتتفرّغ لعمليّة تصحيح العلاقات بين الأطراف السياسيّة واستعادة التوازن السياسي، وتحديد الأحجام والأوزان بدقة وعدالة خارج المعادلات التي طُرِحَت وأدّت إلى بلبلة في الوضع السياسي وإلى تعميق الخلافات التي نتجت من الانتخابات النيابية. ولعلّ رعاية رئيس الجمهوريّة ميشال عون للحوار وتدخّله شخصياً فيه من خلال اللقاء مع رئيس "القوّات اللبنانية" سمير جعجع ودعوة رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى القصر أمس، سيكون عاملاً مهماً في إرساء التفاهمات التي تؤدّي إلى الحلحلة إنْ لم يكن الحل الأوسع.
 

  • شارك الخبر