hit counter script

الحدث - مازن دبوس

"الثنائي الشيعي" يتفرّج... حسم الحصص الحكوميّة والأسماء

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بينما تشق عمليّة التأليف الحكومي الطرق السياسيّة الصعبة، يتفرّج كل من "حزب الله" و"حركة أمل" على عمليّة التأليف عن بُعد، بعدما ثبّتا حصصهما الحكوميّة بالحصول على المقاعد الوزاريّة الشيعيّة الستّة، وخصوصاً حقيبتي الماليّة للحركة، والصحّة للحزب، وأخضعا مسألة تحديد الحقائب الأخرى للتفاوض بعد انتهاء الآخرين من حلّ مشاكلهم العالقة.

الترقّب لا يعني أنّهما غير متمسّكين أو معنيّين بتمثيل حلفاء لهما. لكنّهما حيّدا الحصّة الشيعية عن النقاش الحكومي الدائر الآن، بعدما حصلا على الأغلبيّة الساحقة من المقاعد النيابيّة الشيعيّة، بموجب اتّفاق ثابت بينهما، ومنعا تالياً أيّ تدخّلٍ في شؤون الحصّة الشيعيّة النيابيّة والحكوميّة، ولاحقاً في التعيينات الإداريّة.
وأراد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع أن يتمثّل بهذا النموذج لبت الحصص الحكوميّة المسيحيّة بين حزبه و"التيّار الوطني الحر"، فواجه عقبات ناجمة، أوّلاً، عن سوء فهم أو تفسير لـ"تفاهم معراب" الذي تمّ بين الطرفين، وثانياً عن ازدياد عدد نوّاب تكتّل "لبنان القوي" إلى ٢٩ نائباً، مقابل ١٥ نائباً لكتلة "الجمهوريّة القويّة"، الأمر الذي رفع من سقف خطاب "الوطني الحر"، أمام مطالب "القوّات".
يهتم "الثنائي الشيعي" بما يحصل من تفاوض مفتوح بشأن التأليف، لكنّه يعتبر في مجالسه، أنّ الكرة ليست في ملعبه، ولا هو يتحمّل مسؤوليّة تأخير التأليف، ولا تداعياته السلبيّة على البلد. لذلك أخذ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إجازته الخاصّة في موعدها من دون تأخير ولا إلغاء، لأنّه أنجز دوره كاملاً، وبات ينتظر إنجازات الآخرين.
في الغضون، يترقّب "الثنائي الشيعي" بتّ أمر حقائبه الحكوميّة المتبقيّة لديه، والتي يُرجّح أنْ تكون، إضافة إلى الصحّة والماليّة ووزارة دولة، ثلاث حقائب أخرى من بين الشؤون الاجتماعية، الزراعة، الصناعة، الشباب والرياضة، السياحة، العمل، والتنمية الإدارية.
أما بالنسبة للأسماء، فقد أصبح محسوماً لدى دوائر الحزب اسم الوزير محمد فنيش، ويُرجّح أنْ ينال وزارة دولة من دون حقيبة، أي للعب دور سياسي في مجلس الوزراء، لا أدوار حكوميّة تنفيذية في الوزارات. وكذلك حُسم أمر تولي محمود قماطي حقيبة وزاريّة، وسيترك الحزب الاسم الثالث، الذي سيكون من حصّة البقاع، للّحظة الأخيرة وسيتولى حقيبة الصحّة. وتتردّد أسماء عدّة في مداولات الجلسات والصالونات السياسيّة، من دون تأكيد أيّ واحد منها، لأنّ الحزب قد يلجأ لتكرار تجربة الرئيس نبيه بري في الإعلان عن مفاجآت إيجابيّة في الأسماء الحكوميّة.
"حركة أمل"، بدورها، ستحافظ على توزير علي حسن خليل في حقيبة المالية، علماً أنّ هناك من يربط وجوده في الحكومة بوجود رئيس "التيّار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، الذي سيكون وزير دولة في حال بقائه وزيراً في الحكومة العتيدة. وبالنسبة إلى الوزيرين الآخرين للحركة، فقد حُسِمَ اسم حسن اللقيس الذي تبلّغ توليه حقيبة من حصّة البقاع، وليَترُك برّي الاسم الثالث مفاجأة اللحظة الأخيرة بديلاً من الوزيرة عناية عز الدين التي أصبحت نائبة في عداد الجسم التشريعي. وقد اعتاد برّي تقديم مفاجآت حكوميّة، لا يعلم بها أحد سواه حتى لحظة إعلان الحكومة، ليضرب بها كل التوقّعات التي تسود طيلة فترة التأليف.
لكنّ المطّلعين يقولون إنّ "الثنائي الشيعي" عازم على تقديم تجارب حكوميّة ناجحة، بعد تدني نسبة المقترعين في الانتخابات النيابيّة، واستياء المناصرين من تكرار الأسماء ذاتها منذ سنين طويلة.
وإذا كان جعجع يتطلّع إلى التشبّه مسيحياً بتجربة "الثنائيّة الشيعيّة"، فإنّ "الثنائي الشيعي" يتطلّع إلى التشبّه بـ"القوّات" التي تُقدِّم تجارب حكوميّة جديدة وناجحة، وقادرة على محاكاة الرأي العام والتعبير عن الموقف بكل حنكة سياسيّة.
 

  • شارك الخبر