hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

جمعية مار منصور - فرع شحتول احتفلت بعيد القديسين بطرس وبولس

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 11:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت جمعية "مار منصور دي بول"- فرع مار بطرس - شحتول لمناسبة عيد مار بطرس وبولس، قداسا إلهيا ترأسه النائب البطريركي العام على ابرشية جونية المارونية المطران انطوان نبيل العنداري، عاونه فيه كاهن الرعية الاب طوني بو عساف ولفيف من الكهنة، في حضور حشد من المؤمنين وابناء البلدة والجوار.

بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران العنداري عظة بعنوان "بطرس وبولس جوهرتان رصع بهما تاج البيعة المقدسة"، جاء فيها: "تكرم الكنيسة المقدسة الرسولين بطرس وبولس، عمودي الكنيسة، في عيد واحد ويوم واحد: بطرس هامة الرسل وبولس الاناء المختار. واي مديح يفوق مديح يسوع لهما حين قال في بطرس: "انت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي". وقال في بولس: "اخترته ليكون حاملا اسمي بين الامم". على رئاسة بطرس وتعاليم بولس قامت كنيسة المسيح، وستبقى ما دام الرب وعد: "ابواب الجحيم لن تقوى عليها" وهاءنذا معكم طوال الايام الى نهاية العالم".

وتناول صفات هذين الرسولين، فقال: "يتمتع القديس بطرس، العفوي المتحمس والجريء الغيور، بصفات كثيرة، نذكر منها: الامانة، الثقة، التواضع، التجرد والشهامة. كان يمتاز بالامانة حين سأل السيد المسيح رسله، بعد ان تخلى عنه الكثير من تلاميذه، بعد كلامه عن القربان المقدس، الخبز النازل من السماء، قائلا: "وانتم الا تريدون ان تذهبوا؟" فأجابه بطرس: "الى من نذهب وعندك كلام الحياة الابدية" (يو 6). وكان بطرس صاحب ثقة عظيمة بمعلمه حتى سار على المياه طوعا لكلام الرب: "اذا كنت انت هو فمر ان آتي إليك على المياه"(متى 14). وامتاز بالتواضع. ندم على النكران، واعترف بخطاياه وانه غير اهل لاتباع يسوع، اذ خر على قدميه قائلا: "ابتعد عني فإني رجل خاطىء"(لو 5). وتجرد بطرس عن كل شيء من اجل المسيح: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك" (متى19). نعم كان فقيرا بحسب قول القديس غريغوريوس الكبير، لكنه ترك كثيرا لانه لم يحتفظ بشيء. مثله مثل الارملة التي ألقت بفلسها في هيكل الرب.أما الشهامة فقد عبر عنها اولا في العشاء الاخير لما رفض ان يغسل الرب قدميه، وثانيا بستان الزيتون مدافعا عن يسوع اذ ضرب بالسيف أذن عبد رئيس الكهنة، وثالثا بعد القيامة حيث رمى بنفسه في البحر، في مشهد الصيد العجيب، لما علن انه هو الرب الذي ظهر".

أضاف: وتميز بولس الرسول، المثقف المهتدي، بصفات نذكر ثلاثة منها: أولا: الارتباط الكلي بالمسيح. "من يفصلني عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم عري أم خطر أم سيف أم اضطهاد. اني واثق بأنه لا الموت ولا الحياة. ولا شيء يفصلني عن محبة المسيح"(روم 8). وبعد ان أحب يسوع، دعا الكل الى محبة يسوع بقوة: "ان كان احد لا يحب الرب فاللعنة عليه" (1قور 16). قال عنه القديس يوحنا فم الذهب: "ان قلب بولس هو قلب المسيح". ثانيا: الغيرة الرسولية: أحب بولس كل نفس أحبها المسيح. وعبر عن ذلك مرارا عديدة: "إني أغار عليكم غيرة الله". "من يضعف ولا أضعف أنا، او من يشكك ولا أحترق أنا" (2 قور 11). "إني أبذل ذاتي لأجل نفوسكم" (2 قور 12). "والويل لي إن لم أبشر، إن التبشير فريضة لا بد منها". ثالثا: البطولة في سبيل المسيح: يمكننا القول بأن بولس الرسول هو رجل ليس كالرجال، هو بطل في ما احتمله من اجل إعلان البشارة: "نجوع ونعطش ونعرى. نشتم فنبارك. نضطهد فنتحمل. لقد صرنا كأقذار العالم كأوساخ يستخبثها الجميع. جلدني اليهود خمس مرات. ضربت بالعصي ثلاث مرات. قضيت ليلا ونهارا في عمق البحر. كنت في اخطار من امتي ومن الامم. (2 قور)".

وتابع العنداري: "هذه الصفات للرسولين بطرس وبولس تدعونا لنقتدي بهما، لترسيخ محبتنا ليسوع المسيح كما هو أحبنا، كي نكون على استعداد دائم لنجاهد الجهاد الحسن وحفظ الايمان. ويدعو قداسة البابا فرنسيس بدوره، الى الاتعاظ من هذه الرسولين العظيمين بثلاث كلمات جوهرية: الاعتراف والاضطهاد والصلاة. الاعتراف بيسوع المسيح مثل اعتراف بطرس عندما سأل الرب تلاميذه: "من يقول الناس إني أنا ابن الانسان"؟ فنجدد اليوم خيار حياتنا بدافع ايمان وثقة ومحبة ورجاء، ليكون ايماننا ايمان بطرس وجواب بطرس: "انت هو المسيح ابن الله الحي. وتابع الاب الاقدس: لنسائل ذواتنا ان كنا مسيحيي صالونات وثرثرة او رسل امناء يتبعون المسيح في الواقع والممارسة الى النهاية، اي إتباع درب الحياة الجديدة، درب الفرح والقيامة، مرورا بدرب الصليب والاضطهادات. يؤكد بولس الرسول في هذا المجال: ها أنذا أعد قربانا للرب. لقد كانت حياته المسيح، وبالتحديد المسيح المصلوب الذي بذل حياته من اجله". يعلمنا بطرس وبولس ان المسيحي الذي يتشبه ويتتلمذ للمسيح لا وجود له دون اضطهاد وصليب. لأن طريق الصليب هو طريق المجد".

وختم: "ان الاعتراف بالمسيح والتضحية في سبيله هي حياة المسيحي التي تفيض مسيرته بالصلاة. ان الصلاة هي ماء الحياة التي تغذي الرجاء وتنمي الثقة وتجعلنا محبين ومحبوبين. الصلاة تعضدنا في الكنيسة، تحفظنا وتجعلنا نتخطى المحن. انها القوة التي تجمعنا، والعلاج ضد العزلة والاكتفاء الذاتي الذي يقود الى الموت الروحي. ان الرب يتدخل عندما نصلي. وكما رافق الرسل يرافقنا ويقوينا. نسألك ايها الرب يسوع، بشفاعة الرسولين بطرس وبولس، ان تمنحنا ايمانا ثابتا، ومحبة كاملة ورجاء مستمرا. احفظنا في كنيستك بعيدا عن كل البدع والهرطقات، عن الموبقات والاغراءات، وعن كل الانقسامات، وليكن ايماننا وهتافنا واحد على لسان بطرس هامة الرسل: "انت هو المسيح ابن الله الحي".

وفي الختام، افتتح المطران العنداري معرض منتوجات الفرع ويتضمن الاشغال اليدوية والمونة البلدية والمأكولات القروية في ساحة الدار. 

  • شارك الخبر