hit counter script
شريط الأحداث

خاص - أنطوان غطاس صعب

حرب الصلاحيّات الدستوريّة تُعطّل التأليف؟

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تعتقد أكثر من جهة سياسية أنّ مسألة تشكيل الحكومة تخطت أبعادها الداخلية لتصل إلى المعطى الخارجي لاسيّما في ظلّ الحملات المتبادلة بين حلفاء كلّ من المملكة العربية السعودية وإيران في لبنان وكلّ يرمي الكرة في ملعب الآخر، في حين أنّ التفاهمات السياسية التي تبخّرت أو كادت تنتهي، هي أيضًا، تلعب دورها في فرملة تشكيل الحكومة خصوصًا "تفاهم معراب". وبالتالي فإنّ زيارة رئيس "حزب القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع منذ أيام قليلة إلى "بيت الوسط" واعتباره أنّ اللقاء مع الرئيس المكلّف سعد الحريري ذكّره بالمحطّات التحالفيّة والتنسيقيّة الماضية فذلك يدلّ على أنّ هناك مرحلة جديدة من إعادة التناغم بين بعض مكوّنات "قوى الرابع عشر من آذار"، وتحديدًا الثلاثي "تيّار المستقبل" و"حزب القوّات اللبنانيّة" و"الحزب التقدّمي الاشتراكي"، في وقت يُحمِّلُ فيه "التيّار الوطني الحرّ" كلاً من "القوّات" و"الاشتراكي" المسؤوليّة في تأخير تشكيل الحكومة، عبر إصرار الأوّل على نيل حصّة وازنة فيها مع نيابة رئاسة الحكومة، وخلق الثاني ما يسمّى بالعقدة الدرزيّة وإصرار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على الاستئثار بالحقائب الدرزيّة الثلاث.
واللافت في فرملة التشكيل، ما صدر عن رئاسة الجمهوريّة من بيان تفصيلي محوره صلاحيّات الرئاسة الأولى الواضحة وعدم إمكانيّة تجاوزها من قبل أحد، وكذلك ردّ الرئيس الحريري على البعض بأنّه هو من يشكّل الحكومة وأنّه لا يريد أيّ وزيرٍ من سُنَّة "قوى 8 آذار".
هذه العناوين تؤشّر إلى صعوبة عمليّة التأليف واحتدام الصراع السياسي إلى ما هو أبعد منها، خصوصا وأنّ البعض يشير إلى وجود كلام عن مؤتمرٍ تأسيسيٍ وإلى ضرب "اتّفاق الطائف" والتعدي على الصلاحيّات وكلّها مسائل تعيق ولادة الحكومة.
ومن هذا المنطلق، قرأ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي كل هذه العناوين واستشفّ أنّ هناك تأخيراً في التأليف، فغادر في إجازة عائلية خاصة. وبمعنى أوضح، يبدو أنّه ليس بوسع أيّ طرف تحديد توقيت تشكيل الحكومة لأنّ الأمور أضحت بحاجة إلى جهود أكبر من المساعي الحاليّة. وبالتالي يؤكّد البعض أنّ ولادة الحكومة لن تحصل إلا عبر تدخّلات من دول صديقة وشقيقة تُسهِّل عمليّة التأليف، وهذا ما ستتوضّح معالمه نهاية الأسبوع الحالي، وإلاّ فإنّ الأزمة ستكون مفتوحة على مصراعيها.

  • شارك الخبر