hit counter script

مقالات مختارة - د. طوني وهبه

شهادة نعيش طعمها كل يوم ولن تكون ذكرى

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 17:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الى روح أخي الشهيد ماجد وهبه وأرواح شهداء القاع الذين سقطوا في 27 حزيران 2016
سنتان وكأنها الآن، تلك الفاجعة الرهيبة، لا تمحوها الايام ولا السنين، 27 حزيران 2016 بالنسبة لنا ليست ذكرى، إنها فاجعة رهيبة تعيش معنا ولم تغب ولو للحظة واحدة عن بالنا حتى نتذكرها، لحظات لم ولن ننساها، تعيش معنا في كل تفاصيل حياتنا. وكلما اقترب منا حزيران يشتد بنا الألم، وفي كل عيد وكل مناسبة قلوبنا تشتعل بالشوق والحنين، وتجتاحنا مشاعر الحرقة واللوعة، اليك يا شقيقي يا أخي الغالي ماجد، اليك يا بطل.
ومن ضعفنا وشدة ألمنا، نقول في أنفسنا، لو أنك يا أخي، وعند صوت ذلك الإنفجار المرعب، في ذلك الفجر الرهيب، تسلل ولو لمرة واحدة، بعض الخوف الى قلبك، وتغلب الذعرعلى نخوتك وبطولتك، لكنت اليوم بيننا يا بطل...
لو أنك تهيبت قليلا، وتباطأت في اندفاعتك ورجولتك المعهودتين، وتوانيت في نخوتك عن صراخ واستغاثات الجيران ولو لمرة واحدة...، لكنت اليوم بيننا، يا بطل...
لو أن حب الأنا، تغلب عندك، على روح التضحية، وبذل الذات من اجل الاهل والاحبة...، لكنت اليوم بيننا نتظلل قامتك البهية البطلة...
ولكن هكذا، هكذا أبدا، يكون قدرالابطال، بأرواحهم الغالية يفتدون الأهل والوطن، باستشهادكم العظيم يا شهداءنا الأبطال ذكّرتم العالم بنا، وجسدتم أعلى مراتب الفداء، فلم تكونوا شهداء فئة أو حزب أو مذهب بل كنتم شهداء الوطن، كل الوطن، الذي توحّد بكل أطيافه حولكم.
- واليوم وبعد مضي سنتين على استشهادكم، نسأل الدولة الصماء...
- أهكذا يكافأ الابطال الذي افتدوا الوطن بأرواحهم، بأن يترك ملفهم للنسيان؟
- الا تستحق دماء ابناؤنا الابطال الابرياء الذين باستشهادهم جنبوا الوطن مجازر لم يكن لأحد أن يتوقع نتائجها الرهيبة، اجراء تحقيقات واضحة تظهر حقيقة ما جرى؟
- ألا يستحقون، أن تدرج هذه الجريمة المرعبة على المجلس العدلي؟
نعدكم يا فلذات أكبادنا يا دمنا الشهيد، وحتى لا تقتلون مرتين، أننا لن نكل ولن يهدأ لنا بال الا عند اظهار الحقيقة في هذه الجريمة الارهابية الرهيبة.

  • شارك الخبر