hit counter script

أخبار محليّة

البطريرك العبسي: نريد أن نكون دومًا حاضرين على الساحة اللبنانيّة

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 15:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك عشاءه السنوي في كازينو لبنان برعاية وحضور البطريرك يوسف العبسيّ، كما حضر العشاء وزير العدل سليم جريصاتي ممثلاً الرؤساء الثلاثة والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ونائب رئيس المجلس الأعلى الوزير ميشال فرعون والأمين العام المهندس لويس لحود وأمين الصندوق فادي سماحة والنواب: نقولا صحناوي ممثلاً رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، جورج عقيص ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ميشال ضاهر، نعمة افرام، فريد البستاني وأنطوان حبشي والسيد اسطفان عسال ممثلاً تيار المردة ومدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا والعقيد ايلي الديك ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم والعميد جوزف غضبان ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون والمطران أنطونيوس الصوري ممثلاً البطريرك الأورثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي والمطارنة كيرللس بسترس، عصام درويش، جورج حداد وميخائيل أبرص، وممثلين عن رؤساء الأحزاب وقادة الأجهزة الأمنية، وحشد من أبناء الطائفة وأصدقائها.

استهل العشاء بكلمات قدّمها عريف الحفل مدير تحرير جريدة النهار الصحافي غسان حجار، ثم رحّب أمين الصندوق فادي سماحة بالحضور.

بعدها ألقى أمين عام المجلس الأعلى المهندس لويس لحود كلمة جاء فيها:"نرحّب بفخامة رئيس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الدين الحريري ممثَّلين بابن زحلة الأصيل معالي وزير العدل الأستاذ سليم جريصاتي، ومن خلاله نحيي فخامة الرئيس على مواقفه الوطنية الجامعة وترفعه عن الحسابات السلطوية الضيقة ونصرته قضايا المشرقيين المحقة، من مسيحيين ومسلمين، وفي مقدمتها قضية القدس الشريف، وفقه اللّه في كل خطاه لما فيه رفعة لبنان وإزدهاره وإستقراره".

وقال: "نتمنى لدولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري التوفيق في رئاسته للمرة السادسة السلطة الأم، أي السلطة التشريعية. ونتمنى لدولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الدين الحريري التوفيق في تشكيل الحكومة الجديدة، وهو اهل لهذه المهمة".

وتابع: "كما أنني أرحب ترحيبًا حارًا بغبطة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي، الذي حضر هذا العشاء للمرة الأولى، وهو بهذا الحضور يعطي قيمة مضافة لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، ويؤكد حرصه على التعاون مع كل الطوائف، والتواجد في مناسباتها الكبيرة وهذا ليس غريباً عنه، هو الذي عُرف بانفتاحه على الجميع ليس فقط في لبنان بل وفي الخارج أيضًا، عنواناً للتواصل في تجواله وترحاله في ارجاء المعمورة، وحرصه على إعلاء شأن القيم الإنسانية على ما عداه من إعتبارات"..

واضاف: "أما سيّد الدار والطائفة غبطة البطريرك يوسف العبسي، فكيف لي أن أرحب به بين ابنائه وهو المضيف الدائم لنا جميعاً والأب الصالح الذي يسهر علينا، نحن جماعة المؤمنين على إختلاف إنتماءاتنا ومشاربنا، وبمناسبة الذكرى السنوية الاولى لإنتخابه بطريركاً نتوجه اليه بالشكر والإمتنان والدعاء لسنين عديدة يا سيّد، الآتي إلينا من أفق الألم الى وطن الأمل.

كما ارحب بمطارنة سينودوس طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان وباصحاب المعالي والسعادة والسيادة والمقامات الروحية والسياسية والإدارية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية والقضائية وبالفعاليات الإجتماعية والإقتصادية".
وقال: "أيها الأعزاء.
يهدف هذا العشاء إلى أمرين:
فهو العشاء الأول في ولاية المجلس الأعلى الجديد لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك،
وهو يهدف إلى جمع أبناء الطائفة كعائلة واحدة لا تفرقها السياسة ولا المآرب الخاصة.
كما أنّ تزامنَه مع عيد الأب في الحادي والعشرين من حزيران أمرٌ له دلالاتُه، فكما الأب يعطف على أبنائه ويضحي من أجلهم ويعمل ليلَ نهار من أجل مصلحتهم، كذلك فإنّ غبطة البطريرك العبسي، هو الأب لأبناء طائفته لا بل أب لكل أبناء الوطن اللبناني العزيز، يعمل مع الجميع ومن أجل الجميع كي يبقى الوطن وكي ينمو ويزدهر في ظلّ التفاهم والتعاون والتعاضد بين جميع مكوّناته.
ولا بد من الإشارة إلى هذا النمط الجديد من العمل الذي بدأ غبطته بإعتماده عن طريق الزيارات إلى الأبرشيات والمناطق وحتى في الخارج، متمنياً له التوفيق والنجاح الدائم".

واضاف: "أيها الإخوة، هذا العشاء هو العشاء الأول للمجلس الأعلى بعد الإنتخابات النيابية التي جرت خلال شهر أيار الماضي، والتي وصل بنتيجتها عددٌ من خيرة أبناء الطائفة إلى المجلس النيابي، والذين سيمثلون طائفتهم وسائر ابناء وطنهم خير تمثيل، وبالمناسبة فإنني أبارك لهم بهذا النجاح وأدعو الله ليمدّهم بالقوة والقدرة على تحمّل هذه المسؤولية والقيام بما هو مطلوب منهم، خاصةً في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة والتي يتأثر بها لبنان أكثر من سواه".

وتابع: "إنّ دور المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك هو دور جامع يساهم في جمع شمل أبناء الطائفة وتوحيد كلمتهم كما أنه يدعم حضورهم في الإدارات العامة وسائر مؤسسات الدولة، في القضاء والعدل كما في الدبلوماسية والسلك الخارجي، ومختلف الإدارات الأمنية والمالية والإقتصادية وسواها، ويعزز حضور الطائفة في الداخل والخارج ، كل ذلك إنطلاقًا من مبدأ الشراكة في بناء هذا الوطن والتعاون من أجل تحقيق ازدهاره ورفعته ومنعته.
إنّ المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، وانطلاقًا من إيمانه بأنّ في الوحدة قوةً وفي التفرّق ضعفًا، جعلَ وحدةَ أبناء الطائفة هدفًا أسمى له، وهو يعملُ من أجل تحقيق هذا الهدف عن طريق السعي إلى نسيان المشاكل والإبتعاد عن الزواريب الضيقة وعن الأمور التي تفرق، وتعزيز كل ما من شأنه أن يجمع الكلمة ويوحد الصفّ ويقوي الموقف، بالإنفتاح على الجميع وبالتعاون مع كل المخلصين والمحبين في هذا الوطن".

كما تحدث نائب الرئيس الوزير ميشال فرعون قائلاً:"مع انتخابِك سيّدنا، وبرعايتِك، تمَّ توطيدُ التضامنَ والوحدة في الكنيسة بجسدِها الكنسي والمدني، ومعالجةُ الكثيرِ من الملفات للمزيدِ من الاستقرار ومنها في المجلس الأعلى الذي بَقِيَ متماسكاً في ظروفٍ صعبة منذ سنواتٍ عدّة.
واضاف: "هذه الأجواء تفسحُ المجالَ لأن يوطَّدَ العملُ من اجلِ لبنان ومن اجلِ طائفتِنا التي تعرّضت خلالَ آخرَ خمسينَ عاماً لتحدياتٍ كثيرة في هذا الشرق، من فلسطين وسوريا ومصر والأردن، وصولاً الى لبنان".
وتابع: "تزامنت الأزمات مع هجرةٍ كثيفة من منطقةٍ الى أخرى، ومن بلدٍ الى آخر، وصولاً الى أوروبا واستراليا وأميركا الشمالية والجنوبيّة، حيث أصبح أبناءُ طائفتِنا يتجاوزون في العدد القاطنين في البلدانِ العربية. وباتت الصيغةُ اللبنانية الفريدة والميثاق الوطني شاهدَين على التاريخ المسيحي العربي –المشرقي العريق، على مختلف الأصعدة، ممّا يخوّلُ لبنان لأن يكونَ ارضَ الحوار، حوار الحضارات والأديان برعايةِ الأمم المتحدة، كما اقترحه المجلس الأعلى منذ سنوات، وكما طالب به فخامة رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون من أعلى المنابر والمحافل الدوليّة".

وقال: "لطائفةِ الروم الكاثوليك الدورُ الفاعل في صنعِ استقلالِ لبنان والدفاعِ عن سيادتِه ووحدتِه وإرساءِ الاعتدالِ وتحصينِ العيشِ المشترك، وفي محطاتِ تأليفِ الحكومة لا بدّ من استغرابِ ترسيخِ بدعةِ تقسيمِ الحقائبِ الوزاريّة بين السياديّة وغيرِ السياديّة، واحتكارِ طائفة لوزارة أو إبعادِ طائفةٍ عن حقائب أخرى. هي بدعةٌ معاكسة لثوابتِ الوفاق الوطني والميثاقِ والدستور والعرف التاريخي ، في وقتٍ نتشاركُ فيه مواجهة التحديات والمخاطر على الأصعدةِ السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والحياتيّة والمعيشيّة والإنمائيّة والماليّة التي تهدّدُ لبنانَ بأكملِه، بالإضافةِ الى مرضِ الفساد الذي يجتاح الدولة، وخطرِ أزمة النازحين السوريّين الوجوديّة.
لبنانُ رسالةُ للعالم، وحُسْنُ الحفاظ على هذه الرسالة يبدأُ باحترامِ الخصوصيّاتِ والتوازناتِ والحقوق، من دونِ الوقوعِ في فخِّ التجاوزاتِ أو المتاريس والمزايداتِ الطائفية لأغراضٍ مشبوهة، ممّا يشكّلُ تحدياً لجميع المسؤولين من كل الطوائف والمذاهب في ممارستهم الحكم، وهذا ما نسعى إليه في الظروف كلِّها لأنَّ غبنَ أيِّ طائفــــــة يُعتبر غُبناً للطوائفِ كلِّها، اما اللعب في الغرائز فيدفع ثمنه الجميع".
واضاف: "لا بدّ هنا إلا أن نسلّطَ الضوءَ على منطقةِ البقاع الشمالي التي شَهِدت منذ سنواتٍ أزماتٍ متتالية وآخرها في بلدات رأس بعلبك والقاع ، والتي تمّ تنظيمُ وَرشةَ عملٍ وتوصياتٍ من أجلِها نرجو من جميع المسؤولين في الطائفة وخارجِها إيلاءَها الاهتمامَ الكبير، لأنها تعني ليس اقل من الحفاظ على التاريخ من جهة، وحماية فرص مستقبل كريم لأبناء هذه المنطقة".

أخيراً ألقى البطريرك العبسي كلمة جاء فيها:" باسم المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيّين الكاثوليك في لبنان أحيّيكم وأشكركم على تلبية الدعوة إلى المشاركة في هذا العشاء السنويّ الذي هو أوّلاً مائدة المحبّة نجتمع إليها نحن وأصدقاؤنا لكي نعبّر عن محبّتنا بعضِنا لبعض وعن وحدتنا، ليس على مستوى الطائفة وحسب بل أيضًا على مستوى لبنان كلّه لأنّ وحدة لبنان تبتدئ بوحدة كلّ مكوّن من مكوّناته ولأنّ قوّة لبنان من قوّة كلّ مكوّن من مكوّناته".

وقال: "نحن الملكيّين أردنا ونسعى إلى أن نكون متّحدين وأقوياء لأنّنا أردنا لبنان ونسعى إلى وحدته. هذه الإرادة عينها هي التي حدّدت دورنا في الدولة وفي المجتمع اللبنانيّين: أن نكون متوسّطين موفّقين جامعين، نرتاح إلى الجميع ويرتاح الجميع إلينا، نحاور الجميع والجميع يحاورنا. إنّنا في المصطلح الإنجيليّ الخميرة والملح. لذلك نريد أن نكون دومًا حاضرين على الساحة اللبنانيّة وأن تكون لدينا الإمكانات والفرص والآليّات التي تمكّننا من تفعيل هذا الحضور، وأوّلها المشاركة الكاملة غير المنقوصة في مفاصل الدولة اللبنانيّة ومؤسّساتها على جميع المستويات".

واضاف: "في هذا المعرض أهنّئ باسم الجميع نوّابنا الجدد وأتمنّى لهم التوفيق في المسؤوليّة التي أناطها بهم الشعب اللبنانيّ وأن يكونوا على قدر الثقة والآمال التي وضعها فيهم. أشكر السادة الوزراء الحاليّين على عملهم راجيًا أن تبصر الحكومة العتيدة النور لتوفير مصالح المواطنين ومتأمّلاً أن تكون مشاركتنا فيها على قدر مشاركتنا في بناء لبنان وازدهاره. وأستنح الفرصة لأهنّئ السيّد شارل عربيد على انتخابه رئيسًا للمجلس الاقتصاديّ الاجتماعيّ وأشكر سلفه السيّد روجيه نسناس على عمله التأسيسيّ فيه".

وتابع: "أيّها الأحبّاء، يصادف اليومَ الحادي والعشرون من شهر حزيران الذكرى السنويّةَ الأولى لانتخابي بطريركًا.أشكر أخي غبطة السيّد البطريرك مار بطرس بشارة الراعي وإخوتي السادة الأساقفة الحاضرين الذين أحبّوا أن يشاركوني في هذه الذكرى. أستنح المناسبة لأشكر إخوتي السادة الأساقفة أعضاء السينودس المقدَّس على الثقة التي أولوني إيّاها أوّلاً بانتخابهم لي ومن ثمّ بالتفافهم من حولي ومساندتي وتيسير الأمور لي، بمحبّة أخويّة وغيرة رسوليّة ومسؤوليّة رعائيّة، من أجل كنيستنا. أسأل الله أن يقوّيني على أن أتابع المسيرة مع الجميع وعلى أن أبذل ذاتي وأكون القدوة الحسنة والراعي الصالح. ولابدّ لي في هذا المقام من أن أحيّي سلفي غبطة السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث وأن أشكره على خدمته وأعماله خلال بطريركيّته. كافأه الله وأعطاه العافية والعمر المديد".

وختم: "أيّها الأحبّاء، في هذا العام الأوّل لانتخابي بطريركًا، طالعني أوّلَ ما طالعني استحقاق كبير بالنسبة إلى طائفتنا في لبنان، هو الانتخابات في المجلس الأعلى. سعيت منذ اللحظة الأولى مع من سعيت معهم من أبنائنا إلى أن يكون التوافق والتفاهم رائدينا. وقد نجحنا بعونه تعالى وعون الجميع. فلا بدّ لي من أن أحيّي وأشكر الأعضاء الكرام على وعيهم وتحمّلهم لمسؤوليتهم الكنسيّة والوطنيّة، راجيًا أن نبقى هكذا متّفقين متفاهمين بعيدين عن التجاذبات المختلفة. إلاّ أنّ الانتخابات ما كانت سوى نقطة انطلاق راح المجلس من بعدها يسعى إلى وسائل تجعله يكون أكثر فاعليّة وحضورًا في المجتمع والمؤسّسات اللبنانيّة. من بين الوسائل التي اعتمدها تأليفُ اللجان وتفعيلها وتحديث النظام الداخليّ بحيث يكون أكثر وأعمق تمثيلاً وبحيث يلبّي المتطلّبات الجديدة في كنيستنا وفي لبنان. أدعو له بالنجاح شاكرًا الإدارة الجديدة على سعيها الجدّيّ الحثيث، نائب الرئيس الوزير ميشيل فرعون، وسعادة الأمين العامّ لويس لحّود، وأمين الصندوق فادي سماحة. وأدعو الجميع إلى الاستمرار في العطاء والتعاون، آملاً أن تكون قوانا المتنوّعة الموجودة على الأرض مترادفة ومتكاملة". 

  • شارك الخبر