hit counter script

أخبار محليّة

الجيشان اللبناني والسوري يطوّقان توتراً حدودياً

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تكثفت الاتصالات والاجتماعات على مستوى عشائري وحزبي لتطويق التفلت الأمني الذي سجل على مدى الأيام الأربعة الماضية على الحدود الشمالية البقاعية اللبنانية مع سورية على خلفية عملية ثأرية ذهب ضحيتها المواطن اللبناني محمد شامل جعفر، الذي استدرج إلى بلدة زيتا اللبنانية المتداخلة أراضيها مع الأراضي السورية انتقاماً لمقتل لبناني من آل الجمل قبل أكثر من شهر. واستبعد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر في حديث إلى «الحياة» أي أبعاد سياسية أو أمنية لما يحصل على علاقة بالمنطقة الحدودية، حاصراً الأمر «بجريمة ارتكبت ويجب تسليم الجاني».


وعقد اجتماع موسع لوجهاء ​العشائر​ في ​سهلات المي​ في أقصى الشمال الشرقي اللبناني للبحث في إيجاد مخرج للمشكلة المتفاقمة بين ​عشيرة آل جعفر​ وعائلة الجمل لسحب المسلحين من الجرود وعودة الهدوء بين الجانبين.

وقال زعيتر: «نتابع أنا ووزير حزب الله حسين الحاج حسن (وزير الصناعة) المشكلة مع الطرفين ونحن لسنا في وارد اتخاذ الأحكام. الجاني يجب أن يسلم على رغم أن آل الجمل يربطون الحادث بحادث وقع قبل أكثر من شهر». وأضاف: «كلفنا لجنة التواصل مع الطرفين والجيش اللبناني موجود في المنطقة».

ولفت إلى أن «الحوادث في منطقة بعلبك- الهرمل على خلفيات بسيطة تتفاعل في بعض الأحيان وتتطور نتيجة العصبية العائلية، علماً أن بين عشيرة جعفر وعائلة الجمل مصاهرات عديدة».

وكان يفترض أن تؤدي المساعي أول من أمس إلى تطويق الحادث، إلا أن المظاهر المسلحة على مشارف بلدة العصفورية التي يعيش فيها آل الجمل بقيت موجودة، ورد زعيتر الأمر إلى «خشية العائلة ربما من أن يقدم مسلحو عشيرة جعفر على إطلاق النار عليهم رداً على مقتل محمد شامل جعفر». لكنه اعتبر أن الكلام عن تعرض موكب تابع لنوح زعيتر لإطلاق نار، وهو مطلوب من الدولة اللبنانية ومحكوم غيابياً بالسجن المؤبد في ملفات تتعلق بجرائم محاولات قتل عسكريين وتجارة المخدرات، «يستوجب التدقيق والتحقيق في الأمر أكثر».

وكان نوح زعيتر ظهر أول من امس في تسجيلات صوتية وشرائط مصورة وهو يتحدث عن تعرض موكب تابع له في منطقة يطلق عليها اسم العصفورية إلى إطلاق نار من آل الجمل، ومنع تصويره حاملاً سلاحه وهو يقف بين مجموعة مسلحين مستنفرين، وفق كلامه بعد الحادث.

وعما إذا كانت الأجهزة الأمنية أو عشيرة جعفر تعرف الجاني، قال زعيتر لـ «الحياة»: «في العادة حين تقع جريمة من هذا النوع يرتكبها شخص أو شخصان، ولتمويه الموضوع يتم التحدث عن 6 أو 7 أشخاص ارتكبوا الجريمة في محاولة لتضييع التحقيق ومعرفة الحقيقة».

وأشار زعيتر إلى أن الجيش اللبناني انتشر على الجانب اللبناني من الحدود، فيما انتشر الجيش السوري على الجانب السوري في المنطقة المعنية بالتوتر الحاصل».

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) ذكرت «أن اشتباكات دارت بين مسلحين من عشيرة جعفر وآخرين من آل الجمل داخل الأراضي اللبنانية السورية المتداخلة إثر إطلاق مسلحين النار عند أطراف بلدة حاويك باتجاه موكب من سيارات عدة يقل نوح زعيتر وأشخاصاً من عشيرة جعفر، وجرى تبادل لإطلاق النار من أسلحة حربية أصيبت خلالها سيارات الموكب إصابات مباشرة، ما أدى إلى تحطم زجاج وانحراف عدد من السيارات إلى جانب الطريق وإصابة شخص بجروح. وقام عشرات المسلحين من عشيرة جعفر من المناطق الحدودية المجاورة بسلوك طرق جبلية خارج نطاق الانتشار العسكري للجيش اللبناني والجيش السوري وهاجموا بلدة العصفورية بالأسلحة المتوسطة».

وكان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية إيهاب حمادة استغرب في تصريحات إعلامية «كيف يمكن لموكب نوح زعيتر عبور حواجز للجيش اللبناني في المنطقة والتمكن من دخول الأراضي السورية».

وعزز الجيش مواقعه على الجانب اللبناني من الحدود ونشر حواجز في منطقة الهرمل، فيما انتشر الجيش السوري من ناحيته، سعياً لوقف الاشتباك الذي تراجعت وتيرته صباح أمس.

إلى ذلك، نشرت وحدات من الجيش اللبناني دوريات وأقامت حواجز متنقلة داخل مدينة بعلبك ووسط سوقها التجاري وضــمن محــيط متنـــزهات رأس العين بهدف حفظ الأمن في الـــمديــنة وضواحيها.

وأوقفت دورية من مخابرات الجيش مطلوباً داخل مقهى في بلدة فلاوى في قضاء بعلبك، بحقه مذكرات توقيف بجرم إطلاق النار على متاجر في بعلبك

وقالت قيادة الجيش- مديرية التوجيه إن «المدعو حمزة صبحي الكيال مطلوب بجرم إطلاق نار باتجاه محال تجارية في مدينة بعلبك ومشاركته في الأحداث الأخيرة بالمدينة، أحيل الموقوف على القضاء المختص وبوشرت التحقيقات».

وفي المواقف، أسف النائب العميد أنطوان بانو في بيان «لتدهور الوضع الأمني في منطقة بعلبك- الهرمل بسبب الأحداث التي شهدناها أخيراً». واعتبر أن «المؤسسة العسكرية لطالما كانت ولا تزال الحامي الأول للمواطنين في أنحاء الوطن وهي المؤسسة التي لم تتوان يوماً عن السعي والعمل والتضحية من أجل أمن الوطن والمواطن، على رغم التجاذبات السياسية والمحاولات الكثيرة لتطويقها والتدخل في عملها». وأكد «الدعم للجيش قيادة وضباطاً وعسكريين لتنفيذ الخطة الأمنية التي أصبحت حاجة ملحة لتحقيق الأمن المطلوب الذي هو من مسؤولية الجميع».

  • شارك الخبر