hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

مطر: المسيحيون أعرف الناس بالإسلام والمسلمين ورفض الإرهاب مسؤولية الجميع

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 11:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أطلق منتدى "التنمية والثقافة والحوار"، بالشراكة مع جمعية "الأمل العراقية" ومنظمة "الدان ميشن" الدنماركية وبدعم من الاتحاد الأوروبي، المؤتمر الإقليمي "التفاهم بين الأديان والعيش المشترك"، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلا بالنائبة بهية الحريري، في جلسة افتتاحية في جامعة هايكازيان- القنطاري- بيروت، في حضور رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأب نقولا سميره ممثلا متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، الشيخ خلدون الحسنية ممثلا شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، العقيد الركن فادي نصرالدين ممثلا مدير المخابرات في الجيش العميد الركن طوني منصور، المقدم الركن منير ضاهر ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، العقيد عماد دمشقية ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، النائب ادكار طرابلسي، رئيس منتدى التنمية والثقافة والحوار القس الدكتور رياض جرجور، رئيس جمعية الأمل العراقية جمال الجواهري، رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي القاضي عباس الحلبي، رئيس قسم الحوكمة والأمن والتنمية الاجتماعية والمجتمع المدني - الإتحاد الأوروبي رين نيلاند، رئيس مؤسسة الخوئي جواد الخوئي، رئيس جامعة هايكازيان الدكتور بول هايدوستيان، أمين عام "الدان ميشن" الدكتور يورغن سكوف سورشن ممثلا بالمديرة الاقليمية ماريا لينهارت، وبمشاركة ممثلين عن مؤسسات وقيادات دينية وسياسية وأكاديمية وأهلية من لبنان والعراق والأردن وسوريا ومصر والمملكة العربية السعودية والدنمارك.

والقت الحريري كلمة، اعتبرت فيها "ان الشراكة الانسانية في بيروت هي الحقيقة الثابتة والوحيدة، وإن دولة لبنان الكبير هو وطن للمعرفة والمحبة والسلام لما احتضنته بيروت من جامعات ومدارس ومعاهد ومؤسسات فكرية وثقافية واعلامية".

وقالت: "رغم أبشع أنواع النزاع والحروب والاحتلال والدمار الذي شهده لبنان على مدى سنوات طوال، ما كنا اليوم في هذا الاجتماع لولا تمسك اللبنانيين بوحدتهم المجتمعية وحرصهم على إقامة دولتهم المدنية الحديثة، واستطعنا أن نتجاوز الكثير من تحديات الحرب والاحتلال واعادة الإعمار، وكانت المعرفة والوحدة المجتمعية القوى الرافعة التي استطعنا من خلالها استعادة التماسك المجتمعي وحماية تراثنا العريق"، منوهة "بمبادرات الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين وحرصهم الشديد على الاستقرار في لبنان ودعم التماسك الاجتماعي"، داعية اللبنانيين الى "التعاون في بلورة الخطط والاستراتيجيات والأهداف الواضحة للافادة من الدعم الخارجي".

من جهته، أكد المطران مطر "أن العلاقة بين المؤمنين من أديان مختلفة يجب أن تكون علاقة قبول للآخر وأن يطبق الجميع القاعدة الذهبية التي تقول، إن الله وحده هو الديان العادل". وقال: "ان المسيحيين كما المسلمين يرثون جميعا تاريخا متأزما في العلاقات في ما بينهم، فيما التاريخ يحتوي على الكثير من الأخطاء التي لا علاقة لها بالأديان"، داعيا إلى "العودة لصفاء الحقيقة التي عرفتها المسيحية كما الاسلام، والتي للحوار دور أساسي فيها".

كما دعا المطران مطر الى "الشروع في تنوير الرأي العام في المدارس والجامعات حول حقيقة الأديان حتى لا يبقى تسييس الدين خطرا محتملا"، مشددا على "ضرورة الفصل بين الحوار العقائدي والحوار المهتم بالحياة الاجتماعية والانسانية المشتركة بين الجميع والذي بات ضروريا، خصوصا بعد ان تساكن الناس معا"، منبها الى "أن المسيحيين أعرف الناس بالأسلام والمسلمين وأن رفض العنف والإرهاب مسؤولية الجميع".

من جانبه، أكد نيلاند أن "دعم هذا المشروع جاء انطلاقا من ايمان الإتحاد الأوروبي القوي بالقدرة التحويلية للحوار الثقافي والديني، وأن النجاح الذي يواكب أعمال الاتحاد يرتكز الى الديموقراطية وحقوق الانسان وحماية الأقليات والاحترام المتبادل وتقدير التنوع الثقافي"، مشيرا إلى أن "الانخراط في تجربة تعليمية مشتركة جاء سعيا لتحقيق أفضل النتائج لجميع الأعضاء في مسائل التعاون والسلام".

وقال: "انطلاقا من التجارب المؤلمة، فان اللقاءات والحوارات هي الوسيلة الوحيدة لتعزيز التفاهم والتسامح، وهي التي علمت الاوروبيين كيفية العيش والتعاون بعضهم مع بعض على الرغم من اختلافاتهم".

وأكد القس جرجور أن هذا المؤتمر "يندرج في إطار الجهود التي يبذلها كل من المنتدى وشركائه لتعزيز الاحترام المتبادل وصون التنوع والحريات والمواطنة، ويهدف بشكل أساس إلى ضمان استمرارية المنصات الحوارية في ظل النزاعات المهلكة التي تفتك بالمنطقة والتيارات المتطرفة التي لا تزال تحاول الانقضاض على الإرث الحضاري والغنى الثقافي والديني والاجتماعي الذي نتغنى به. كما سيفسح المؤتمر المجال أمام عرض تحديات المرحلة الحالية والمقبلة، وتسليط الضوء على دور كل من القيادات الممثلة، كل من موقعه، لطرح أفكار وتحديد آليات تعزز العمل المشترك والمتكامل لمواجهة هذه التحديات وبشكل خاص ظاهرة التطرف والتطرف العنيف".

بدوره، قال الخوئي: "إن رؤية النجف الأشرف بحوزتها العلمية ومرجعيتها الدينية واضحة جدا تاريخيا وفي الحاضر، فلا تقاطع بين الأديان إنما هناك اختلافات في الرؤى والمباني العلمية لكنها لا تستدعي الإلغاء والإقصاء والتهميش والتكفير".

اضاف: "إن المشكلة الحقيقية تكمن حينما يسيس الدين ويستعمل سلاحا في الصراعات الشخصية وتستغل المقدسات في الصراعات الدولية والحزبية"، مؤكدا "دعوة النجف لقيام مجتمع متدين ودولة بلا دين اي فصل الدين عن الدولة، حتى نستطيع ان نبني دولة عصرية ومجتمعا متقدما ومتحضرا يحقق المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات ويطبق العدالة الإجتماعية"، معتبرا أنه "لو طبقت هذه المفاهيم الانسانية والدينية والأخلاقية في دولنا فلن نرى احدا يدعي المظلومية أو تتولد عنده روح الثأر والانتقام".

اما الدكتور هايدوتسيان، فقد ذكر "بالتنوع والاختلاف الذي شهدته جامعة هايكازيان طيلة اكثر من ستة عقود، وكيف تعاقبت الاجيال على هذه المؤسسة الاكاديمية التي لم تعتبر يوما اي فئة من الفئات اقلية، رغم ما شهدته مناطق بيروت من تغييرات ديموغرافية وهجرات". وقال: "الثابت الوحيد يبقى في ان اي مجتمع صحي لا يمكن ان يعيش ويستمر بمعزل عن الآخر، وأننا نعيش مع الآخر ايا يكن وندين بمن نحن عليه لأشخاص يشبهوننا أو جد مختلفين عنا".

وفي مسألة الإيمان والحوار بين الأديان، شدد على أن "المفاتيح ليست في التسويات او القوة والضعف انما في السلام وفي نوعية الحياة وفي معرفة الذات والآخر".

والقت لينهارت كلمة أمين عام "الدان ميشن"، مثمنة "دور الشركاء في منطقة الشرق الاوسط، وفي مقدمتهم منتدى التنمية والثقافة والحوار، على الجهود التي يبذلونها في مجال الحوار". وأكدت "ان هذا المؤتمر يسير في طريق الريادة باتجاه تعزيز العمل في المنطقة ولمزيد من التشبيك مع المجتمعات المحلية وفي ما بين الشركاء من اجل احداث التغيير المنشود"، معتبرة ان "العمل لا يمكن ان يكون يوما بشكل منفرد، وان الايادي المشبوكة مع بعضها البعض تسعى لتحقيق حياة أفضل في مجتمعاتنا".

يذكر أن المؤتمر يعقد خلال الفترة الممتدة بين 20 و22 حزيران في بيروت، ويهدف إلى إلقاء الضوء على الدور الفاعل والاستباقي للمؤسسات التعليمية التربوية والدينية والمجتمع المدني في تعزيز الفهم المتبادل والتماسك الاجتماعي انطلاقا من الاحترام والمساواة في المواطنة والعيش المشترك ومواجهة التطرف، سعيا لبلورة رؤية مشتركة تترجم في وثيقة أو مدونة تكرس "الاحترام المتبادل والتفاهم بين أهل الأديان" وتمهد لتعاون مستقبلي بين مختلف الهيئات المشاركة في إطار مبادرات مجتمعية محلية.

 

  • شارك الخبر