أقام السفير الايطالي ماسيمو ماروتي وعقيلته حفل استقبال، لمناسبة اليوم الوطني لبلاده، في "ذو ليجيند" في منطقة نهر الكلب، شارك فيه وزير الدولة لشؤون الرئاسة بيار رفول ممثلا رئيس الجمهورية ميشال عون، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب جان اوغاسبيان ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وسفراء وديبلوماسيون وشخصيات سياسية ودينية وعسكرية واجتماعية واعلامية.

بعد النشيدين اللبناني والايطالي، ألقى السفير ماروتي كلمة استهلها بالاشارة الى المعالم الرومانية الاثرية الموجودة في منطقة نهر الكلب والتي استحدثها الرومان لجر المياه، وقال: "لطالما اشتهرت إيطاليا بجر المياه وحاليا تقوم شركة إيطالية بهذا الامر في منمقة الدامور، حيث يتم جر المياه منها الى مدينة بيروت. انه اعادة احياء للشراكة العريقة بين شعوب المتوسط".

اضاف: "اذا ما نظرنا من حولنا، نرى المنتجات الايطالية المختلفة من سيارات ودراجات نارية وألبسة ومأكولات ونبيذ وأثاث والتي هي في أساس نجاح صورتنا في العالم، وهي خير دليل على الطابع المشترك الذي هو الجودة. ونحن نعمل على الاستمرار في تحسين جودة منتجاتنا وابتكاراتنا. ان نوعية منتجاتنا هي من الخصائص المهمة للبنانيين الذين يتوقعون ويتطلعون الى الأفضل عندما يشترونها. وانا أشكر الشعب اللبناني الذي يعطي الافضلية للمنتجات الايطالية. وخلال السنوات الثلاث التي أمضيتها في لبنان، عملت في مجال التعاون النوعي وهذا يثبت مساعدتنا للبنان".

واشار ماروتي الى افتتاح معرض "ماكسي" للفن المعاصر تحت عنوان " بيت بيروت" في مؤسسة عوده، والى مشاركة فرقة موسيقية إيطالية في مهرجانات بعلبك، لافتا الى ان الشركات الايطالية ترمم جزءا كبيرا من الارث الأثري في لبنان".

وقال: "ان الجودة ايضا في محور برنامج التدريب للجيش والقوى الامنية اللبنانية، اذ ان افضل المدربين الإيطاليين يساعدون في تدريب وحدات من الجيش اللبناني بهدف بناء قدراتها وتحسين ادائها العسكري، وقاموا بحوالي 20 دورة تدريبية، وذلك بعد انعقاد مؤتمر روما منذ ثلاثة اشهر، والمهم ايضا ان النساء اللواتي يخدمن في لواء الحرس الجمهوري تم تدريبهن خلال خمسة أسابيع واليوم هناك من يفكرن في المشاركة في الالعاب الأولمبية عن فئة الرماية".

ولفت الى "ان مؤتمر روما لدعم الجيش والقوى الامنية الذي انعقد في شهر اذار الماضي، كان ناجحا"، مشددا على ان الجيش والقوى الامنية اللبنانية "يحظيان باحترام على الصعيد الدولي، ونحن نحترم هاتين المؤسستين".

واشار ماروتي الى مشاركة "القبعات الزرق في إطار اليونيفيل والتي تعمل مع الجيش اللبناني منذ أربعين سنة"، مؤكدا أن "إيطاليا ولبنان طورا خلال العقود الأربعة الماضية، شراكة قوية جدا". وقال: "منذ العام 2006 تساهم ايطاليا في قوات اليونيفيل المعززة من خلال كتيبتها والمعدات، وايضا الدعم المادي الذي فاق 100 مليون دولار في السنة، وذلك للحفاظ على المستوى ذاته من الجودة في إتمام المهمة الموكلة اليها".

كما تحدث ماروتي عن "أهمية الارث الثقافي وعن التزام بلاده في الدفاع عن قيمة هذا الارث، اذ ان المحافظة على الماضي والإرث الثقافي يساعدنا على ان نتذكر دوما من نحن وماذا يمكن ان نفعل. ان اللبنانيين اخترعوا التجارة العالمية في المتوسط، وبقيت المحرك للتقدم على مر التاريخ ولغاية اليوم، وأعطونا الأبجدية من اجل ان نكون قادرين على الكتابة في مختلف اللغات، واستثمروا في مجال القطاع الخاص".

وختم: "على الرغم من كل ما نشهده اليوم من صراعات وصعاب تمر بها المنطقة، لا يمكن ان ننكر قوة الارث الثقافي. ان الصراعات في المنطقة والازمة الاقتصادية وازمة النازحين والتحديات الجمة والتغييرات التي نشهدها على الصعيد الدولي، لا يمكنها ولن تغير من الأمور الاساسية، ولبنان سيبقى بلدا حيث البراغماتية والحنكة والأفكار الجديدة لن تضمحل أبدا. ان دور لبنان ودور قطاعه الخاص في التجارة العالمية هو امر أساسي وبالتالي سيبقى احد المفاتيح الاقوى والكبرى والأرضية التجارية الاساسية في التجارة العالمية كما كان ودائما. وستبقى بيروت احدى المدن التي تؤمن استمرار الحضارات".