hit counter script

خاص - غاصب المختار

مشكل "التيّار" و"القوّات": لا حلّ في الأفق

السبت ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تفاقمت المشكلة بين "التيّار الوطني الحر" وبين "القوّات اللبنانيّة" وارتفعت وتيرتها مع دخول رئيس حزب "القوات" سمير جعجع مباشرة على خط الردود على اتهامات "التيّار" لـ"القوّات" بالتقصير في ملف النازحين السوريين ورمي الكرة في ملعب وزارة الشؤون الاجتماعيّة التي يقف على رأسها الوزير القوّاتي بيار بو عاصي. ما يُنبئ بأنّ العلاقة ذاهبة إلى توتّرات أكبر ما لم يتدخّل العقلاء بين الطرفين لمعالجة جوهر المشكلة الحقيقيّة بين الطرفين، وهي كما يقول بعض المتابعين "من يُمسك بقرار الشارع المسيحي"، ومن ثمّ التمثيل في الحكومة بعد نتائج الانتخابات النيابيّة التي تفوّق فيها الطرفان كلُّ بنسبة معيّنة. لكن يبدو حسب المؤشّرات المتوافرة أنّ لا حل قريباً في الأفق، طالما أنّ أزمة تشكيل الحكومة لم تجد لها مخرجاً حتى الآن.

لذلك يعتقد المتابعون للمشكلة بين الطرفين أنّ موضوع التمثيل في الحكومة جاء كنتيجة وهو ليس السبب المباشر للخلاف بين الطرفين، عدا عن أنّ "تفاهم معراب" لم تتم ترجمته كما يجب وسط تناقض في كلام الطرفين حول ما تم التفاهم عليه بالنسبة لمساواة حصّة "القوات" بحصة "التيّار" في الحكومات. عداعن اعتقاد "القوات" أنّ "التيّار" يريد انتزاع منصب نائب رئيس الحكومة ووزارة الصحّة منها - حسبما قال نائب رئيس الحكومة ووزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني لمجلة "المسيرة - النجوى".
لكن مصادر "القوات" تؤكد وجود خشية لديها من "مسعى جدي لدى "التيار" لإضعاف تمثيلها الوازري بهدف إحراجها فإخراجها من التركيبة الحكوميّة ودفعها إلى المعارضة النيابيّة حتى لا تكون هناك معارضة حكوميّة قوية من الداخل". وتَعتَبر المصادر أنّ "التيار الحر" وإن كان لا يُفصِح عن حقيقة رغبته بإقصاء "القوات" إلا أنّ ممارساته تدل على ذلك. ورغم هذا الأمر، فهي ما زالت تفتح باب الحوار لتسهيل تشكيل الحكومة وعن طريق الرئيس المكلّف مباشرة باعتباره المعني سياسياً ودستورياً بالدرجة الأولى بتشكيل الحكومة.
 بالمقابل يتحاشى العديد من نواب "تكتل لبنان القوي" الحديث عن الخلاف القائم، لكنّ مصدراً في التكتل يقول: "إنّ الخلاف بين الطرفين له أسباب كثيرة إجرائية وسياسية، ويبدو أنّ مجال حلّ الخلاف ليس متاحاً الآن وخصوصاً في المدى المنظور". وتابع ممازحاً: "على الأقل يجب أنْ يكون هناك تنوّع على الساحة المسيحيّة".
ويُصرّ أركان "التيّار" على أنّ الحصص الوازريّة هي أساس المشكل إضافة إلى الخلافات التي جَرَت إبّان مرحلة التفاوض على ملف الكهرباء واستجرار الطاقة المحرزة من البواخر، واعتراض "القوّات" إضافة إلى قوى أخرى على ملف التلزيم. لكنّها تنفي أنْ يكون هناك نيّة لإلغاء أحد أو استبعاده من التشكيلة الحكوميّة، فالمشكلة بالتشكيلة الحكوميّة هي توزيع الحصص ليس حصّة "القوّات" فقط بل حصص الآخرين أيضاً.
 

  • شارك الخبر