hit counter script

الحدث - غاصب المختار

الخلافات المسيحيّة: مصالحات مستقرّة أم تنظيم الاختلاف؟

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تسود الخلافات والالتباسات في العلاقة بين معظم القوى والأحزاب السياسيّة المسيحيّة، ما ينعكس سلباً على كل الأمور الإجرائيّة والعامة المتعلّقة بإدارة الدولة وعلى جمهور هذه الأحزاب ما دفعه إلى اللجوء نحو المستقلّين أو المجتمع المدني. هذه هي حال الخلاف بين "التيّار الوطني الحر" و"تيّار المردة" من جهة و"القوّات اللبنانيّة" من جهة ثانية، وبين "المردة" و"التيّار الحر"، ما عدا الخلاف بين حزب "الكتائب اللبنانيّة" وكل هذه القوى المسيحيّة الأخرى تقريباً. وهو الأمر الذي يستوجب تصحيح العلاقات بين الأحزاب المسيحيّة وإيجاد معالجات جذريّة لهذه المشكلات المتراكم منها والمستجد على قواعد واضحة.

لكنّ صراع "الديوك المسيحيّة" على شارع واحد، ومناطق مشتركة جغرافياً، طمعاً بسلطة أو موقع رسمي أو تمثيلي، يجعل من الصعب إيجاد قواسم مشتركة ثابتة أو تفاهمات مستقرة لا تخضع لمؤثرات داخلية أو خارجية، والدليل تجميد – إن لم نقل سقوط – تفاهم معراب، واقتصار العلاقة بين "الكتائب" و"القوّات" على تحالف انتخابي محدود في زحلة والأشرفية، والصراع الحامي بين "المردة" و"التيّار الحر" الذي يمنع حصول أيّ تفاهم ولوعلى حدود دنيا.
يضاف إلى ذلك فشل محاولات مرجعيّة بكركي لإيجاد أرضيّة تفاهم أو مساحة لقاء مشتركة بين الأطراف المسيحيّة، وهي المحاولة التي سقطت عند امتحان انتخاب رئيس للجمهورية، حيث تعذّر التفاهم إلا بعد وقت متأخّر وكان تفاهم الإكراه والضرورة لا تفاهم الاستقرار، كما أن "تيّار المردة" و"الكتائب" بقيا خارج تفاهم "القوات" و"التيّار" على انتخاب رئيس الجمهورية.
وفي اعتقاد مصادر حزبيّة مسيحية أنّ هذه الخلافات إذا استمرّت سيستفيد منها أخصام كل طرف من الأطراف المسيحية، وقد تدفع بقوى غير مسيحيّة إلى فرض أمر واقع عليها، كما هو الحل حالياً في مشاورات تشكيل الحكومة، حيث يلعب "تيّار المستقبل" دور الوسيط والمنسّق بين "القوّات" و"التيّار الحر" لإيجاد تفاهمات على الحصص الوزاريّة، وهو أمر قد يؤدي إلى فرض معادلات حكوميّة كحل وسطي ربما لا يكون فيها مصلحة كليّة لهذا الطرف المسيحي أو ذاك.
لكن قيادياً في حزب مسيحي فاعل يرى أنّ الوضع القائم بين الأحزاب المسيحيّة هو جزء من الحياة السياسيّة اللبنانيّة القائمة على التنوّع والاختلاف وهذا التنوّع أمر إيجابي لا سلبياً، ويقول: "إنّ الشارع المسيحي عموماً كان كل همّه حصول المصالحة بين التيار الحر والقوات اللبنانية، وتجاوز المرحلة الماضية الدموية والخلافية السياسية، وليس المطروح حصول تفاهم مسيحي عام، طالما أنّ هناك تفاهمات تحصل بين هذا الحزب أو ذاك على ملفات معيّنة، كما حصل مثلاً في بعض الدوائر الانتخابيّة، وكما حصل من تفاهم بين القوات والكتائب حول مرسوم التجنيس في الآونة الأخيرة، حيث التقيا على رفضه وربما الطعن به".
ويضيف القيادي: "أما في ما خص العلاقة بين القوات والمردة فقد مرّت الانتخابات في مناطق تواجدهما المشتركة بسلاسة وهدوء ولم يعكّرها الخلاف القائم، هذه هي حدود الاشتباك بين القوى المسيحية، والمهم تنظيم الاختلاف، فإنْ حصل تفاهم على ملف معيّن يكون خيراً، وإنْ استمر الخلاف على الملف فلا مشكلة طالما أنّه تحت سقف الانتظام العام والحوار".
 

  • شارك الخبر