إذا أردنا تجاوز الجدال السياسي العبثي الذي جرى في الأيام الأخيرة حول الدواء، نستطيع الإفادة من الشروحات التقنية المسهبة التي قدّمها وزير الصحة غسان حاصباني للتأسيس لمرحلة جديدة في ثقافة الدواء، أو بالأصح الإضاءة على الأدوية البديلة المتوفرة في الصيدليات والمعروفة بالجينيريك.
شرح وزير الصحة آلية التسعير الدورية للأدوية وأيدّه فيها نقيب الصيادلة جورج صيلي، كما طرح الوزير موضوع أدوية الجينيريك التي تحمل نفس التركيبة الكيميائية للدواء الأصلي ويخضع لرقابة المختبرات العالمية ويتم إنتاجها بعد انتهاء مدة براءة الإختراع وحصرية الدواء للشركة المنتجة الأصلية وتُباع بسعر أقل كثيراً من المُنتَج الأساسي.
توفّر الدواءين الأصلي والجينيريك ضروري ويبقى للمريض أن يختار ما يشاء تبعاً لإمكانياته، ولكن المسؤولية هنا تقع على الأطباء بشكل خاص لكتابة إسم الدواء وبديله الأقل سعراً للمريض على الوصفة الطبية لأن المريض يميل إلى الثقة بطبيبه أكثر من الصيدلي، وبذلك يمكن المحافظة على حق الشركات الموزعة في التسويق للدواء كما حق المريض بالحصول على العلاج المناسب لقدرته.