hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

الحريري في دوامة المقاعد السنية ومطالب مجموعة "العشرة"

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تقتضي الأصول في تشكيل الحكومة الجديدة، منْح النواب السنّة العشرة الفائزين من خارج تيار "المستقبل" مقعدين وزاريين أو ثلاثة، إلا أن عوامل كثيرة لن تصب ربما في مصلحة حصول هؤلاء النواب حتى على وزيرين. أحد هذه العوامل يتعلق بعدم رغبة الرئيس المكلَّف سعد الحريري بذلك وعدم اعترافه بحجم خصومه، كما يلعب عامل تشتت أصوات النواب العشرة في تكتلات وصعوبة جمعهم في إطار واحد مشترك، دوراً في صعوبة وصولهم إلى بغيتهم. وعليه، فإن البحث عن مخارج لهذه "العقدة" السنية لن يكون من دون شك على حساب رئيس الحكومة، الذي يحرص على تمتين شارعه السني وحصته في الحكومة.

والحريري الذي خرج من الانتخابات النيابية بغير ما اشتهى، بسبب القانون النسبي الذي أدى إلى تراجع تمثيله في مجلس النواب ووصول عدد من خصومه ممن يسمَّون بـ"الرموز السورية"، ليس في وارد التنازل في ما خص التمثيل السني، وعلى رغم الإشارات الواضحة إلى أنه المعني الرئيسي والقادر على حل "العقدة" السنية، إلا أن القراءة السياسية الواقعية لما يفكر به تبيِّن أنه ينوي القتال من أجل محاصرة المجموعة وعدم إعطائها أكثر من حقيبة.
وتتطلع قوى سياسية كثيرة كذلك إلى مقاعد سنية (هي ستة في مجلس الوزراء)، فرئيس الجمهورية يتطلع إلى مقعد، وفريق 8 آذار ينتظر الحريري "على الكوع" ليستكمل في السلطة التنفيذية انتصاره في السلطة التشريعية، ويطالب بحقيبتين، وهذا ما ليس مسموحاً به على الإطلاق في حسابات الحريري، فيما يطالب النائب نجيب ميقاتي بحصة لطرابلس أيضاً، ما يُدخل الرئيس المكلف دوامة المقاعد السنية ويضعه في دائرة الإحراج، فالحريري ليس في وارد التفريط بأكثر من مقعد سني واحد من الستة، أو مقعدين مضطرّاً في حال برزت تعقيدات كبرى (مقعد سني لـ8 آذار يكون للنائب فيصل كرامي تحديداً، ومقايضة بعبدا بمقعد ثان، بحيث يستعيض الحريري عنه بمسيحي من حصة الرئيس).
وهذا المخرج قد يكون أبسط الحلول وأكثرها منطقية، فرئيس تيار المستقبل الذي خاض مواجهة قاسية ومفتوحة مع الرئيس نجيب ميقاتي، منافسه الأول بعد سقوط أسطورة أشرف ريفي في طرابلس، لا يمكن ان يسلفه أوراق قوة وضغط في الشارع السني، وخصوصاً بعد أن استطاع ميقاتي بناء إمبراطورية خدماتية وسياسية وشعبية ذات امتدادات في الشارع الطرابلسي وتم استخدامها في الانتخابات لضرب هيبة الحريري الشعبية.
ووفق أوساط شمالية، فإن توزير كرامي الآتي من صلب 8 آذار هو "أهون الشرور" بالنسبة إلى الحريري، "فتوزير ميقاتي سوف يشكل عبئاً كبيراً يجثم على صدر الحريري، إذ يُعتبر من الأسماء المنافسة له على الزعامة السنية، وكذا على رئاسة الحكومة، كونه من نادي رؤساء الحكومات المطلوبين في كل العهود".
وعليه، يمكن استنتاج أن الرئيس المكلف الذي يواجه عقداً مسيحية ودرزية، ومشكلة أعداد وأوزان، سيعمد إلى المناورة في خصوص العقدة السنية، لكنه لن يعطي خصومه حبلاً يلفونه حول عنقه، إذ يكفيه مشهد 8 آذار البرلماني، علماً أن رأسمال "الحَرَد" السني لن يتعدى حدود ميقاتي، كون كل من 8 آذار ورئيس الجمهورية سينالهما نصيب من مقاعد السنة.

  • شارك الخبر