hit counter script

الحدث - عادل نخلة

الرياض تحصل على الثلث الضامن أو ايران على الثلثين؟

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يدخل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري دائرة التأليف الصعبة في حين أن كل القوى تطمح لتحسين حصتها الوزارية في التركيبة الحكومية الجديدة.

تبدو القوى السياسية كأنها تعيش حرب باردة فيما بينها، عنوانها الاكبر والابرز توزيع الحقائب الوزارية.

تفرز الانتخابات في كل بلدان العالم أكثرية واقلية، وتتشكل الحكومات على هذا الأساس، الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، وعندما تتفاقم الأزمات السياسية في أي بلد ديموقراطي يتم الدعوة الى إنتخابات نيابية مبكرة لحل النزاع.
اما في لبنان، فاللعبة مختلفة تماماً، وبدلاً من ان تشكل الإنتخابات مدخلاً الى إنتاج سليم للسلطة، إلا أن الجميع يختلف على تفسير نتائجها.

وتكثر التحليلات حول الاكثرية النيابية والاكثرية الشعبية، ويلجأ أي فريق، سواء كان رابحاً أو خاسرا، الى تحليل النتائج وفق منظاره الخاص.

إنتهت الإنتخابات النيابية وتحدد حجم كل فريق، فيما ساهم القانون النسبي في تقليص نسبة الإعتراضات، من هنا فان الجميع يستعجل تأليف الحكومة.

وتؤكد مصادر مستقبلية لموقعنا أن مبدأ تأليف حكومة سياسية محسوم، وفي الاصل لم تطرح حكومة تكنوقراط لان وضع البلد يحتاج الى حكومة تتصدى للأزمات السياسية والاقتصادية على حد سواء.
وتشدد المصادر على أن القوى السياسية كافة ستمثل في الحكومة وعلى رأسها القوات اللبنانية وفقاً لأحجامها، والحريري لن يستثني أحدا.

لكن المعضلة الاكبر التي أفرزتها الإنتخابات النيابية هو الحجم السياسي داخل البرلمان، اذ ان كل قوى 14 اذار مجتمعة اي تيار "المستقبل" وحزبي القوات والكتائب تملك 40 نائبا فقط، فيما تملك قوى الوسط اي تكتلا جنبلاط وميقاتي 13 نائبا.ً
في المقابل فان فريق 8 آذار و"التيار الوطني الحر" ومستقلين يدورون في فلكهم يملكون الغالبية اي 75 نائبا.

وهذا الامر يترك اشكالية كبرى اذا ما تم المطالبة بحصة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون منفصلة عن حصة التيار، وهذا أصلا ما سيحصل.
وامام الهجمة السعودية وفرض عقوبات جديدة على "حزب الله" وصلت الى الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ومهما قيل عن أن الرياض لا تتدخل في الاستحقاق الحكومي، فهل ستقبل بعزل "القوات اللبنانية" اولا، وهل سترضى بتأليف حكومة لا يكون لحلفائها الثلث الضامن وتترك السلطة التنفيذية لـ"حزب الله"؟

ومن جهة اخرى، وأمام اصرار قوى 8 اذار وعلى راسها "حزب الله" بتمثيل جميع حلفائه، واذا تم فصل حصة رئيس الجمهورية عن حصة "التيار الوطني الحرّ"، وعدم إعطاء القوات" عددا كبيرا من الوزارات مثلما تطالب، فهل سنكون امام حكومة فيها أغلبية الثلثين لـ"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" والحلفاء؟
واذا تم هذا الامر، فان البعض يعتبر أن ايران وحلفائها سيطروا على الحكومة وانتصروا على المحور السعودي ومن ورائه الأميركي، وسط التشدد المتجدد العربي والغربي ضد "حزب الله"، ونكون أمام تجربة "حماس" ثانية إنما في لبنان وليس في غزة.

لا ينفصل الصراع على الحكومة عن الصراع الكبير في المنطقة بين الرياض وطهران، فمن سيكون المنتصر، فهل تحصل الرياض عبر حلفائها على الثلث الضامن، أو إن إيران ستأخذ الثلثين وتحكم؟
 

  • شارك الخبر