hit counter script

خاص - جورج غرّة

عن تشكيل الحكومة واسماء الوزراء والضغط الداخلي والخارجي

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة العهد الثانية، فتحت شهية الأحزاب على حصد مقاعد وزارية، فالإنتخابات أفرزت احجاما، وبحسب هذه الأحجام سيأخذ كل فريق نصيبه.

بحسب ما يبدو فإن الحكومة ستكون ثلاثينية، والعدد ثابت ولن يتغير، والجميع يهرب اليوم من حقائب "وزير الدولة"، وهذه الحقائب سيأخذها اطراف لديهم 3 نواب وربما اقل، وإلا فلا مكان لهم في الحكومة.
القوات اللبنانية ضمنت دخولها الحكومة خصوصا بعد حملة شائعات بثتها جهات "رخيصة" بهدف عرقلة التسميات ودفع القوات نحو إشكال مع الرئيس ميشال عون، وكل تلك الأمور تبددت في لقاء الرئيس عون مع الدكتور سمير جعجع، ودخول القوات بحقائب اساسية الى الحكومة حسم، ولكن العدد يقرره الرئيس الحريري حصرا بعد التشاور مع القوات اليوم.
وفيما تطالب القوات بـ4 مقاعد، يرغب البعض بأن تأخذ 3 مقاعد فقط، او 3 مقاعد بالإضافة الى وزير دولة، وبحسب المشهد الحالي قد نشهد تمديدا لوزراء في وزاراتهم، وخصوصا ربما من جهة القوات، والتغيير قد يحصل فقط في الوزراء وليس في الحقائب.
ومن جهة التيار الوطني الحر فهو يفصل بين كتلة الجبل التي يرأسها النائب طلال ارسلان وكتلة لبنان القوي وحصة الرئيس عون، فكتلة لبنان القوي حصتها 7 وزراء وكتلة الجبل وزير واحد وكتلة الرئيس 3 وزراء، ما يعني الثلث المعطل من 11 وزيرا بيد الرئيس عون، وهذه الحصة ستنخفض طبعا خلال المفاوضات بسبب التوزيع الطائفي، كما ان اسماء وزراء التيار بينهم اسماء ثابتة وهم الوزراء جبران باسيل وسيزار ابي خليل وبيار رفول.
تيار المستقبل حصته معروفة ولا احد ينافسه عليها، وهو سيقوم بنفضة وزارية شاملة وسيحافظ فقط على إسم الوزير جمال الجراح ولكن هذه المرة في وزارة الداخلية والبلديات، فيما استبعد الحريري البعض متحججا برغبته بفصل النيابة عن الوزارة في تيار المستقبل، كما ان كتلة العزم التابعة للرئيس نجيب ميقاتي ستحصل على مقعد وزاري، فيما يجري السعي لتوزير النائب فيصل كرامي.
تيار المردة عبر تكتله في كتلة من 7 نواب سيحصل على وزير وربما اثنين في حال نجحت المفاوضات ولكنه لن يحافظ على وزراة الاشغال، بينما الكتائب عبر تسميتها الرئيس الحريري وتخفيض السقف ادخلت نفسها في البازار الحكومي في محاولة لأخذ مقعد وزاري لان المعارضة من الخارج ادت الى خسارة مدوية للكتائب في الانتخابات النيابية.
حركة امل لا يهمها سوى وزارة المالية وبقاء الوزير علي حسن خلال بها، وبقية الامور بالنسبة لها قابلة للتفاوض، اما حزب الله فهو يسعى الى وزارة سيادية او خدماتية لانه لا يريد ان يبقى بعد اليوم خارج الحياة السياسية، لانه دخلها بقوة اليوم عبر تحالف انتخابي عريض امن له نصف عدد نواب المجلس بين الثنائي الشيعي والحلفاء، كما ان حزب الله مستعد لتقديم التنازلات هذه المرة ايضا لانه يريد تسريع تشكيل الحكومة بسبب الضغط الاميركي - الخليجي عليه من خلال العقوبات المتتالية.
على ابعد تقدير سيستلزم تشكيل الحكومة شهرا واحد، وفي حال الدخول في إشكالات كبيرة غير قابلة للحل فسنشهد ازمة جديدة تعرقل مسيرة العهد ايضا، ولكن بحسب ما يبدو فالجميع مستعد للتخلي عن عروشه مقابل تشكيل سريع للحكومة، لوضع اللمسات على بيانها الوزاري الذي سيشكل مشكلة ايضا ما بين النأي بالنفس وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.


 

  • شارك الخبر