مجتمع مدني وثقافة
مركز التراث في الـ"LAU": بيروت بالصورة والذكرى قبل نصف قرن
الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٨ - 15:25
دعا "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية إِلى لقاءٍ خاص ومعرضٍ فوتوغرافـيٍّ لإِطلاق كتابه الجديد: "الصورة ذاكرة الـمَكان - رحلة 10 أَيام بالكاميرا سنة 1965 في رُبُــوع لبنان"، للمصوِّر الأَميركي الراحل تشارلز كوشمان (1896-1972) وهو تَـجَوَّل في المناطق اللبنانية قبل نصف قرن، والتقَطَ صُوَرًا طريفةً نادرةً، بعضُها زال نهائيًّا، وبعضُها الآخَر تغيّرَتْ اليومَ معالـمُه كُليًّا أَو جُزئيًّا، ولـم تَبْقَ منها سوى الذكرى في صورةٍ تحمل ذاكرة الـمكان.
حضر اللقاءَ حشد من الإعلاميين والمسؤولين في الجامعة، واستهلّه رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا، بكلمة جاء فيها:
"هذا الكتاب يضمّ حوالي مئة صورة فوتوغرافية لبيروت وجبيل وبعلبك، تعود الى اكثر من خمسين سنة، وتحمل الينا صفحاتٍ من تاريخٍ قَيّمٍ لوطنٍ يجُّسّد في هذه المَعَالمِ المدِينية الثلاث، مُجَسَّماً لتَعَاقُبِ حضاراتْ وتُعَانُقِ ثقافاتْ،
لكإنما أرادَ هنري، في هذا الكتاب الغنيّ الذي يضيفُ قيمةً الى منشوراتِ مركز التراث اللبناني في (LAU)، ان يحفظ الزمن في إطارِ صورة تكاد، لجمالها ومدلولاتها، ان تِنْطُقَ وأن تُحَدِثَنا."
واضاف" : نصفُ قرنٍ في عمرِ وطنٍ ليسَ بالكثير، ولكن نِصفَ قرنٍ مضموماً بين دَفَتي كتابٍ يعني الكثيرَ الكثير، لأنه يُلَخِصّ لنا تعاقبَ جمالٍ ومَجْدٍ، لحَقَبةٍ من زمنْ، في وطنٍ استحقَّ ذاتَ يومٍ ان يكون "جنّة الرب"، وأن يحملَ اسمَ "سويسرا الشرق"
وما فعله هنري، جديرٌ بأن يَلْقى التحية والشكر، فهو في واحدةٍ من ابداعاتِهِ، يوجّهُ قُبْلةَ حبٍ الى الوطن الذي نَظمَهُ سعيد عقل شِعْراً دَرَراً، والى الوطن الذي عرفناه في صبانا، ونـأمل ان يعرفه ابناؤنا وطلابُنا".
ثم ألقى مدير "مركز التراث اللبناني" الشاعر هنري زغيب كلمة شرح فيها ظروف الكتاب والسماح بنشره من جامعة إنديانا الأميركية صاحبة الحقوق في الصور، وكيفية العمل على إصدارها في كتاب. ومما جاء في كلمته: " إِنه لبنان قبل نصف قرن، يحملُنا إِليه هذا الكتاب: في مجموعة صُوَرٍ قديمة التقطها مصوّرٌ تجوّل في لبنان عشرة أَيام فقط، من أَول أَيار إِلى 10 أَيار 1965، بين بيروت، شاطئًا ومواقعَ وأَحياءَ وشوارعَ، ونهر الكلب عُبُورًا، وجبيل قلعةً تاريخية، وبعلبك هياكلَ مَهيبة...".
وأضاف: "صُورُ بَيروتَ التقطَها كوشمان عن سطح فندق "إِكسلْسيور"، الـمُطلِّ على شَطّ بيروت وعلى أَبنيتِها، متباهيًا عهدئذٍ بعراقته وفخامته. ولكنه اليوم لَـمْ يَعُد موجودًا، بل هو مبنًى كبيرٌ مهجورٌ كئيبٌ، كأَنه قطار جاثمٌ صَدِئَت عليه السنواتُ في محطةٍ نسيَت من زمانٍ صوتَ صفّارة القطار. لم يبقَ منه على جداره البارد إِلَّا حَرفُهُ الرمز وشعارٌ لـملهى "الكاڤ دو رْوَى" كان مقصد الطبقة المخملية في ستينات بيروت الـمُشعّة بالحياة ليلًا أَكثر من النهار"، واليوم لا الفُندُقُ باقٍ هناك، ولا "الكاڤ دو رْوَى". كلُّ ما يَـبـقى: ذكرياتٌ حزينةٌ من زمان الفرح في ذاكرة بيروت، وهذا الكتاب شهادةً في ذاكرةِ مَن يَعمَل على حفْظ الذاكرة في تُـراثنا الغنيّ..
وختم: "قيمةُ هذه الصُوَر اليوم، أَنها تَستعيدُ مناظرَ وواحاتٍ ومَشاهدَ وأَشخاصًا ومعالِـمَ ولحظاتٍ كانت نابضةً بالحياة قبل نصف قرن من اليوم، بعضُها ما زال باقيًا، مع تعديلٍ أَو تَـحويرٍ أَو ترميم، وبعضُها الآخَـرُ اندَثَر كُلِّيًّا فغابَت ملامحُه ولَـم تَبْقَ منه إِلَّا لحظةٌ نوستالجيٌّة جَـمَّـدَتْها كاميرا تشارلز كوشْـمَن ذاتَ أَيار 1965. وهكذا تكونُ صورةُ الزَمان وفيَّـةً لذاكرةِ الـمكان".
بعد اللقاء تجوّل الحضُور على بعض الصُوَر الـمُكبَّرة من الكتاب في معرضٍ استعاديٍّ لـمناظر ومشاهد من بيروت وجبيل وبعلبك.