hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

المطران مطر رقى 5 شمامسة إلى الدرجة الكهنوتية: كونوا مستعدين لكل عمل صالح

الأحد ١٥ أيار ٢٠١٨ - 16:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 وضع رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، يده لترقية الشمامسة جورج (ماريو) الهبر، يوسف (ناصيف) عون، جورج قليعاني، داني درغم ونقولا مقصود، إلى الدرجة الكهنوتية المقدسة عشية عيد العنصرة، فاحتفل بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في بيروت، عاونه فيها النائب الأسقفي المونسنيور انطوان عساف والأباء، القيم العام في أبرشية بيروت شربل بشعلاني، طانيوس خليل وعمانوئيل قزي وشارك فيها إلى الأساقفة سمعان عطالله، مارون العمار والمطران حبيب شامية ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب آلان عون والنائب حكمت ديب وممثل قائد الجيش العماد جوزف عون وشخصيات سياسية واجتماعية وذوو الكهنة الجدد.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة من وحي المناسبة استهلها بتحية تقدير لرئيس الجمهورية قال فيها:
"سعادة النائب العزيز ممثل فخامة رئيس الجمهورية، إننا مغتبطون وفخورون أن يكون فخامة الرئيس العماد ميشال عون، حاضرا هذا الإحتفال عبر حضوركم يا صاحب السعادة، هو أب جميع اللبنانيين وحامل همومهم والساهر على مصير هذا الوطن سهرا دؤوبا والذي يرعى مصالحه العليا، والذي يضمن تقدمه، نحو ما هو أفضل له ولشعبه الكبير، صلاتنا من أجله أن يوفقه الله، في كل ما يقوم به من مبادرات لخير هذا الوطن وبنيه جميعا".
حضوركم معنا في هذا الاحتفال الذي نرسم فيه خمسة كهنة جدد للأبرشية هو بركة لنا جميعا لأبرشية بيروت راعيا وكهنة ومؤمنين وإكليريكيين، نطلب صلاتكم على الدوام، صلاتكم مدموغة بصلاتنا مع أبينا البطريرك، مار بشارة بطرس الراعي، هي دائما من أجل كنيستنا وشعبنا وهذا الوطن العزيز لكم منا كل احترام وشكر في هذا اليوم المبارك".

أضاف: "في أبرشية بيروت، وفي غيرها من الأبرشيات، منذ زمن بعيد يعود إلى مئة عام، يرسم الكهنة الجدد في عيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على التلاميذ، عيد انطلاقة الكنيسة في حمل الانجيل والبشارة إلى أصقاع الأرض. فالكهنة الجدد ينضمون في هذا اليوم، إلى طغمة الرسل والكهنة والأساقفة الذين يحملون إنجيل الرب إلى أصقاع الدنيا، لذلك نطلب منكم صلاة في هذا اليوم المبارك، على نية كنيستنا وعلى نية كهنتنا الجدد والحاليين، كي نقوم بدورنا وواجباتنا خير قيام أمام الله والناس.
الرب يسوع هو الذي استمر بعد قيامته الجديدة على مدى أربعين يوما، يزور تلاميذه ويظهر عليهم في العلية وعلى شاطئ البحر، يقول لتوما هات اصبعك وضعه في جنبي وكن مؤمنا. الرب كان يريد من خلال الأربعين يوما، أن يعيد للتلاميذ قوتهم بعد الصدمة الكبرى بقتل معلمهم وصلبه وموته. قام من القبر وكان عليه أن يقيمهم هم من صدمتهم فاهتم بهم اهتماما حسيسا. وعندما أراد بطرس أن يصطاد في تلك الليلة، بعد القيامة انتظره يسوع مع رفاقه على شاطئ البحر، وهناك تعلم بطرس أنه إن عمل لوحده لن يوفق، أما إن عمل مع المسيح فيصطاد سمكا كثيرا، مع المسيح هم هذا. ما أفهمهم إياه قبل أن يرسل الروح القدس إليهم. وعندما غير حالتهم النفسية وهيأهم لقبول الروح القدس، صعد إلى السماء صعودا مدهشا، يدل على صعودنا نحن، أيها الأحباء، إلى ما هو أعلى من قاماتنا، صعودا يصل بنا إلى السماء. ومن هناك من عند الآب، أرسل الروح القدس على التلاميذ المجتمعين في علية صهيون، فتحول هؤلاء الصيادون والضعفاء والجبناء والخائفون، إلى رسل لا يهابون شيئا ، بل يقولون للقادة السياسيين وغيرهم، لن نسكت. خير لنا أن نخضع لله لا للبشر. وانطلقوا في الدنيا شرقا وغربا يجوبون الأقطار ويزرعون كلام الله ويقيمون الكنيسة إلى يومنا هذا وإلى آخر الدهر".

وتابع: "هذه الكنيسة التي خرجت من جنب المسيح عندما طعن برمح وخرج دم وماء، رمزان في المعمودية وللقربان، هذه الكنيسة ولدت من الروح القدس في يوم العنصرة وانطلقت إلى رسالتها العظيمة، رسالة الحضور في العالم علامة على قيامة الرب وعلى الرجاء الذي يتركه في الأرض لإنسانية مفتداة مغيرة بالروح والحق، حتى يتم كل شيء في ملكوت الله إلى الأبد. وكان الرب يريد لهذا العمل أن يتم وأن يعتمد المؤمنون باسمه ويتناولون القربان المقدس زادا للطريق، وهو الذي اختار رسلا منذ بداية حياته العلنية، علامة على أنه هو الذي يدبر الأمور ويعطي الدعوة الكهنوتية لمن يشاء هو، وعلامة على ذلك، عودوا إلى الإنجيل في أول لقاء تم بين سمعان بطرس وبين المسيح لم يكن بطرس قد التقى المسيح قبل ذلك ولا المسيح التقى ببطرس. من أول نظرة قال له يسوع: أنت ستدعى بطرس، سأقيمك صيادا للناس، أي أن هذا الإنسان لم يختر هو أن يكون رسولا، الرب اختاره علامة فارقة. إن هذا العمل هو عمل الرب. ومنذ ذلك الحين، نحن نؤمن أن الكهنوت ليس مبادرة خاصة وليس عمل نقوم به نحن بإرادتنا، إن اختيار الرب لنا عبر الكنيسة يقول، كما قال يسوع للرسل تعالوا معي، اتركوا كل شيء ستكونون تلاميذي، أنتم ستكونون معلمي هذا الشعب وتعطونه القربان المقدس".

وأردف مطر: "الشمامسة الذين يتقبلون اليوم الكهنوت المقدس، ثقوا ثقة مطلقة، أن الرب هو الذي اختاركم، لستم أنتم من اختار الكهنوت، لذلك اليوم تسلمون أنفسكم للرب إلى الأبد. أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. الرب يسوع يمسك يديكم ولن يترككم فلا تتركوه، كونوا مستعدين لكل عمل صالح، لبذل أنفسكم في سبيل الخراف التي توكل أمرها إليكم. هذا هو أمر يجب أن تدركوه إدراكا تاما، الكهنوت دعوة وليس مهنة، الكهنوت، أيضا، رسالة واضحة المعالم، الرب يرسلكم بين الشعب لا لتسودوا عليه. والرب قال لرسله: رؤساء الأمم يسودون عليها أما أنتم فليس هكذا، بل الكبير يكون بينكم كالخادم، أنتم خدام الشعب وخدام المسيح من أجله، تحملون إليهم القربان وتغفرون خطاياهم وتعلنون كلام الله وتشرحونه لهم وتجمعون الصفوف في مثلكم الصالح وفي كهنوتكم، تسيرون أمام الرعية لتتبعكم إلى المراعي الخصبة وصولا إلى الملكوت السماوي.
هذه الرسالة تخولكم الإهتمام بالكبار والصغار وبالعائلات، والعائلات بحاجة ماسة إليكم، تجرون فيها المصالحة والإستعداد سابقا لعائلة ناجحة بكل معنى الكلمة، تهتمون بالصغار وتعلمونهم التعليم الديني وتحضرونهم لقبول الأسرار المقدسة وعيشها وتهتمون باليتامى والأرامل والذين هم ضعفاء. أنتم كل منكم نصير الضعفاء ونصير المظلومين، أنتم روح المسيح في العالم، أنتم يده وعيناه، أنتم تكملون رسالته في هذا العالم حتى آخر الدهر ما حييتم، أنتم صرتم، اليوم، رسلا للمسيح تبشرون به وتعملون من أجله حتى الرمق الأخير من حياتكم، ولذلك إفرحوا، لقد التقيتم بيسوع المسيح والتقى بكم، إفرحوا لأنه ملأ قلوبكم سعادة وفرحا، إفرحوا لأنه اختاركم وجعلكم رؤساء بمعنى الخدمة لا بمعنى السيادة أبدا".

وتابع: "كونوا واثقين أن النعمة ستكون معكم إلى الأبد واعرفوا أن العذراء مريم هي أمكم وأم كل كاهن وأم كل عائلة، تسهر عليكم سهرا دؤوبا. مريم ستكون رفيقتكم لأنها تريد نجاح ونجاح رفاق ابنها نجاحا تاما وكبيرا. العذراء مريم سيكون لها دور كبير في حياتكم، كونوا مستعدين لكل عمل صالح، إعملوا لا كأفراد ولكن كجماعة في كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية. طبعا سيكل إليكم رعايا معينة في الكنيسة، لكن هم الكنيسة كلها سيكون في قلبكم، أينما كانت هذه الكنيسة والكنيسة تحمل هم العالم كله. هي الخميرة المنطلقة في عجين هذا العالم تعلن ظفر المسيح وغلبته بالمحبة وتعلن أن الناس جميعهم إخوة لا فرق بين يوناني ويهودي ولا بين إمرأة ورجل ولا بين كبير أو صغير. تشهدون للحق وللعدل وللسلام في العالم كله، مع كنيسة المسيح، تكونون هذا الحضور الإلهي من أجل أن يعرف العالم الرب يسوع بفضل وجوهكم وأعمالكم وأقوالكم كلها. أي عظمة أكبر من هذه، أيها الأحباء، عظمة التواضع والإنسحاق؟ لأن الرب يسوع على أيديكم في القربان وفي قلوبكم بالمحبة".

وختم: "نحن في هذا اليوم المبارك سعيدون أن ينضم خمسة كهنة جدد في الأبرشية وعندنا من يعملون من الكهنة والرهبان معا أكثر من مئة وستين كاهنا في الأبرشية، نحن في حاجة إليكم، حاجة ماسة والعالم بحاجة إليكم وإلى شهادتكم الحقة، ونشكر الله عليكم، ونشكر أهلكم الأحباء، الذين قدموكم وبكل فرح للكنيسة، أنتم، أيها الآباء والأمهات، إذا سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم، اعتبروا أية دعوة كهنوتية ورهبانية ومكرسة في بيوتكم هي بركة لكم ونعمة من الله لا تقدر، لا ترفضوها، بل على العكس أشكروا الله عليها، نشكركم أنكم احتضنتم دعوة أولئك الشبان الأعزاء وصليتم الآن وستصلون حتى نهاية أعماركم. نحن نطلب من الله أن يبارككم جميعا الحاضرين هذه الرسامة المقدسة، نشكر المدارس الإكليريكية التي مررتم بها سواء في غزير الإكليريكية البطريركية أم في كفرا إكليريكيتنا سابقا أم في مدرسة أم الفادي للموعوظين الجدد. نشكر الرؤساء والآباء الذين اهتموا بكم واعتنوا في تقديس حياتكم وإعدادكم إلى هذا اليوم المشهود المقدس. نطلب من الله أن يبارككم وأن يبارك مساعينا في سبيل أن تستمر الكنيسة في عملها حتى آخر الدهر. ونحن نطلب منكم ،أيضا، أن تصلوا من أجلنا كما نحن نصلي من أجلكم . تضعون أيديكم على المحراث لا تنظروا إلى الوراء أبدا لا تستهينوا بالنعمة التي فيكم، كما أن صلاتنا سترافقكم حيثما حللتم وتكونون شهودا ليسوع حتى أقاصي الأرض. أقول لكم أيها الأحباء، نحن لا نخاف. المؤمن لا يخاف، الخوف والإيمان لا يلتقيان إما نحن مؤمنون فلا نخاف أو خائفون فنحن خارج الإيمان. الرب معنا وإن كان الرب معنا فمن علينا؟ بالحب والنعمة والأيادي البيضاء نؤمن حضورنا في هذا العالم، لأن الرب يريد ذلك ولنا أن نتكل عليه في كل حين. كان الله معكم وبارككم ومبروك هذا الكهنوت. خذوه نعمة من الله لا مثيل لها واشكروه على الدوام طالبين نعمته عليكم باسم الاب والابن والروح القدس الأله الواحد آمين".

  • شارك الخبر