hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

نادر استقال... ماذا عن مصير الثنائية مع باسيل؟

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قدم نادر الحريري استقالته من المستقبل، الخبر لم يكن عاديا بالنسبة الى كثيرين بل يشبه الصدمة داخل المستقبل وخارجه، فمدير مكتب سعد الحريري لسنوات ومهندس الازمات في المستقبل هو الرجل الثاني في التيار الازرق والاقرب والاحب الى قلب رئيس الحكومة، فلماذا وماذا حصل؟ البحث لا يزال جاريا حول اسباب الاستقالة المفاجئة لرجل يوصف بانه من فئة "النادر" لدى المستقبل في توقيت لافت عشية احتفالات يزعم انها لفوز تيار المستقبل في الانتخابات، فنادر الحريري ليس رقما في المستقبل وهو شخصية لعبت ادورا كثيرة منذ عودة الحريري الى السلطة وهو الذي خاض في معركة احتجاز الحريري حرب تحريره من الرياض.

قد يكون من السذاجة ربط الاستقالة او حصرها بنتائج الانتخابات التي ادت الى خسارة تيار المستقبل وتراجع كتلته النيابية او بفشل عمل الماكينات الحزبية والمنسقيات او لاسباب تنظيمية بحتة، الموضوع ابعد واعمق من ذلك بكثير وذات صلة وتشعبات تتصل بالمرحلة المقبلة وتموضع وموقع التيار ورئيسه في المعادلة السياسية ما بعد الانتخابات، فكل المؤشرات تدل على حاجة المستقبل الى التغيير واحداث الانقلاب على كل شيىء من السياسة الى التحالفات الى العلاقة مع القوى السياسية والدول الممسكة بالملف اللبناني، لا يعني ذلك ان وجود نادر الحريري هو السبب او العائق لكن الاخير شكل في المرحلة السياسية التي مضت عرابا لكل التسويات السياسية التي حصلت ولطالما لعب ادوارا في وثبات الحريري وقفزاته الكبيرة.
من هنا يقول عارفون في الدائرة اللصيقة بالمستقبل ان نادر اجرى قراءة لايجابيات وسلبيات ما حققه المستقبل ليتبين ان سعد الحريري انجز الكثير من الخطوات في طريق العودة الى السلطة ولكنه اخفق ايضا في محطات كثيرة ومنها الانتخابات التي اثبتت التراجع الشعبي للتيار الازرق نتيجة خيارات اعتمدها من التسوية السياسية التي اوصلت الرئيس ميشال عون الى العلاقة مع التيار الوطني الحر التي لم تهضمها غالبية القاعدة السنية فذهبت لخيارات سنية اخرى في الانتخابات، الى التموضع الهادىء بدون مشاكل مع حزب الله والتعاون في مجلس الوزراء وخارجه الى الابتعاد عن 14 آذار وخوض انتخابات يمكن وصفها بانها كانت "مع" ولكن ضد معراب والمختارة.
هذه المراجعة ادت الى قرار الاستقالة وهي بدون شك منسقة مع رئيس الحكومة بدون ان تكون بالضرورة وليدة اختلاف او خلاف مع ابن "العمة بهية"، وبدون شك ايضا فان نارد الحريري قدم خدمة استثنائية لسعد بالتواري عن الانظار لبعض الوقت ريثما يستجمع سعد الحريري كل اوراقه ويعيد كتابتها من جديد، فاستقالة نارد مطلوبة اقليميا، الرجل لم تستقم علاقته بالمملكة بعد ولا يزال مغضوبا عليه في الرياض رغم ان سعد الحريري رتب علاقته بالمملكة، الامر لم ينسحب على نادر الذي وجهت اليه الدعوة للانضمام الى سعد الحريري ورفضها في تشرين الثاني الماضي في فترة الاحتجاز، وقد تم تحميله ولا يزال جزءا من فشل المخطط السعودي لغاية اليوم. وبالتالي فان ازاحته من الصورة اليوم تخدم كثيرين وترضي السعودية بدون شك التي لم تفتح صفحة جديدة مع نجلي بهية الحريري "احمد ونارد" ولا حتى معها، هي بدون شك مقدمة لمرحلة مختلفة لدى المستقبل ولسعد الحريري الذي يتحضر للدخول الى السراي مجددا بـ"نيو لوك" مختلف يتضمن مصالحات مع كل القوى السياسية واقفال باب الخصومة مع الجميع، فسعد الحريري لم يعد يستطيع الاستمرار بسياسة "لا معلق ولا مطلق" بل هو مقدم على خطوات مختلفة عن الحقبة الماضية.
في هذا كله ماذا عن ثنائية باسيل ونادر؟
شكلت الاستقالة ضربة موجعة لثنائية امسكت بزمام المبادرات وبإدارة المرحلة السياسية ووضع خطوطها العريضة، فهذه الثنائية لعبت ادوارا بارزة في رسم السياسة المحلية وبانجاز وتسهيل ملفات كثيرة بالتكافل والتضامن والتنسيق وفي اتمام التعيينات والتشكيلات على مستوى الدولة، لكن ثمة من يرى ان الضرر الذي يلحق بالثنائية هو "موضعي" فقط ولا تأثير له على مستقبل علاقة الازرق والبرتقالي، فما تم تحقيقه بينهما غير قابل للكسر او الاستعاضة عنه بخيارات اخرى، رئيس الحكومة سعد الحريري لن يكون في وارد التخلي او تعريض علاقته بالرئاسة الاولى لاي اهتزاز، لكن رئيس الحكومة ربما سيملك هامشا اوسع ومختلفا يتلطي به بشعار التغيير للذهاب الى خيارات معينة، فالتحالف" الاعمى" مع التيار اضر بالمستقبل شعبيا بعدما نجحت الشائعات في تصوير المستقبل انه اصبح في حضن حزب الله وبدل ان يعادي حزب الله فان التحالف مع باسيل اخذ المستقبل للتخاصم مع رئيس المجلس، بعد الاستقالة فان الحريري سيجد نفسه قادرا على القيام بتكتيكات ووثبات بدون رابط باسيل ونادر.

  

  • شارك الخبر