hit counter script

الحدث - عادل نخلة

برّي ينتخب... بلا ميثاقية مسيحية؟

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا شكّ أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي من أكثر الشخصيات اللبنانية حرصاً على الصيغة اللبنانية، كما انه من القلائل الذين يفهمون جيداً التركيبة الداخلية المعقّدة.

يُعتبر بري أكثر رئيس مجلس نواب صمد، إذ إنه أصبح بعد "الطائف" مسلماً به كحامل للمطرقة الشهيرة من دون معركة تذكر.
عندما فازت "14 آذار" بالغالبية المطلقة بعد إنتخابات 2005 وكانت تتمتع بغطاء دولي قلّ نظيره وبدعم شعبي ناتج عن إنتفاضة الإستقلال، لم تتجرأ على إنتخاب رئيس مجلس بديل عن برّي، كما أن التجربة تكرّرت عام 2009 مع فوز "14 آذار" بالغالبية مجدداً والإبقاء على بري رئيساً لمجلس النواب.
ويسلّم الجميع بأن إنتخاب بري بات أمراً محسوماً، ففي السابق كان هناك نواب شيعة من خارج إصطفاف "امل" و"حزب الله" حتى لو فازوا بأصوات سنية أو مسيحية أو درزية، ففي إنتخابات 2009 كان هناك كل من النواب: عقاب صقر، أمين وهبة، غازي يوسف، عباس الهاشم خارج دائرة الثنائي الشيعي.
أما الآن فقد نجح الثنائي الشيعي في الإطباق على الـ26 مقعداً شيعياً، فيما بقي مقعداً وحيداً هو للنائب المنتخب مصطفى الحسيني غير البعيد عن بيئته والذي لن يترشح حكماً في وجه بري.
وبما ان بري هو من اكثر السياسيين اللبنانيين حنكةً فانه من الصعب حشره في مكان معين، ويبتدع الحلول دائماً. لكن بري عندما رفض التمديد لمجلس النواب من دون تصويت أحد الكتل المسيحية الكبرى كرّس عرفاً، وباتت أي جلسة لا تكون فيها المكونات الطائفية الأساسية تعتبر غير ميثاقية.
وتكررت هذه الحالة عندما رفض "التيار الوطني الحرّ" و"القوات" النزول الى الجلسة التشريعية لاقرار بنود مالية أساسية من دون وضع قانون الإنتخاب وقانون إستعادة الجنسية على جدول الأعمال، وكادت البلاد أن تذهب نحو مواجهة طائفية لا تحمد عقباها لولا حلول ربع الساعة الأخير.
أفرز مجلس 2009 كتلاً نيابية مسيحية كانت 27 نائباً لتكتل "التغيير والإصلاح" الذي ضم "المردة" والطاشناق، و13 نائباً لـ"القوات" والكتائب، فيما توزع بقية النواب على الكتل الإسلامية وبقي قسم منهم مستقلا.
أما إنتخابات 2018 فقد أفرزت 29 نائباً لتكتل "لبنان القوي"(التغيير والإصلاح سابقاً)، و15 لتكتل "القوات" (الجمهورية القوية)، و3 لحزب الكتائب و3 لتيار "المردة".
وحتى الساعة، من المستبعد أن يصوّت كل من "التيار الوطني الحرّ" و"القوات" والكتائب لبري، فيما النواب الثلاثة للمردة لا يؤمنون الميثاقية التي تحدث عنها بري سابقاً.
عند إستحقاق التمديد لمجلس النواب عام 2013، قال بري إن تكتل "التغيير والإصلاح" يؤمن الميثاقية، وإذا رفض التمديد فـ"القوات اللبنانية" كتكتل ثاني، أما اليوم ففي ظل تعذر تأمين تصويت هؤلاء الكتل الأساسية، فان إنتخاب بري بعد 26 سنة على تربعه على عرش مجلس النواب سيكون ناقصاً، ومن دون غطاء مسيحي وماروني، على رغم أن أحداً من التكتلات المسيحية لم يعلن موقفه.
وبالتالي، فان مقولة أن هناك نوابا آخرين مسيحيين يؤمنون الميثاقية غير صحيح، لأن عددهم لا يتجاوز الـ15 نائباً، وبالتالي فان الغالبية موجودة في مكان آخر. فهل يتغير موقف أحد الكتل المسيحية الأساسية وتقرر إنتخاب بري، او إنه سينتخب بلا ميثاقية مسيحية؟
 

  • شارك الخبر