hit counter script

الحدث - مروى غاوي

باسيل للقوات ..."اوعا الطاقة"

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يزال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يحتفظ بالكثير من الاوراق المستورة في شأن ما يريد في الحكومة المقبلة ولمن سيصوت لرئاسة المجلس النيابي. فرئيس القوات يخطط كثيرا ولا يعبر الا بعد ان يكون احاط الموضوع دراية كبيرة وانتظر مبادرة الخصم، لكن ما لم يقله جعجع في الموضوع الحكومي عبر عنه الوزير جبران باسيل الذي افتتح معركة الاحجام والاوزان وتوزيع الحصص في الحكومة المقبلة محذرا القوات "اياكم والاقتراب من الطاقة... انتم لا تحسنون العد"، العبارة وحدها كانت كافية بتوتير الوضع مجددا بين التيار والقوات كما انها كشفت المستور عن مستقبل العلاقة بين القوات والتيار، اضف اليها الهجوم على وزير الشؤون الاجتماعية بيار ابو عاصي في موضوع النازحين للتعيير على القوات بانها لم تنخرظ في مهمة التصدي ومعالجة ملف النازحين .

هجوم الوزير باسيل على القوات في احتفال الانتصار العوني لم يأت من العدم، فباسيل كما تقول اوساط معنية تقصد ان يرد على اتهامات القوات بإنتقاص حصته النيابية مقابل تمدد القوات، وبان باسيل استبق الامور وطموحات القوات ليصوب عليها قبل ان تنطق بما تريد في الحكومة بعد ان صار حجم كتلة القوات كبيرا ويجعلها شريكا اساسيا في التأليف وقادرة على فرض شروطها الحكومية، فسجل باسيل هدفا في مرمى القوات ليرد على القواتيين وعلى "حكيم" معراب الذي لا يزال يشرب كأس الربح في انتخابات 2018 على الجميع ليسجل سكورا مسيحيا لم تحلم به القوات في تاريخها ومراحلها السياسية الراهنة والسابقة. وقد حمل كلام باسيل الكثير من الرسائل تقرأ من عناوينها، ان ما بعد الانتخابات مع القوات لا يشبه ما قبله اذا لم يكن اسوأ، وان الرهان على عودة تفاهم معراب الى سابق عهده او الكلام عن ثنائية مسيحية موحدة وتجديد الحوار بين الفريقين المسيحيين الذين لم يتحالفا في اي دائرة انتخابية ليس واردا .
ويمكن قراءة ما بين السطور العونية ايضا، ان فوز القوات بالانتخابات لا يجعلها شريكا مضاربا بالحكومة، وان المراهنة على احياء تفاهم "اوعا خيك" ليس مطروحا فما للقوات هو للقوات وما للتيار هو له، الرسالة الابرز من باسيل للقوات "حذار الطاقة" بعدما تسرب عن رغبة القوات بالطاقة خصوصا في مرحلة الخلاف بين وزراء القوات والتيار في شأن ملف البواخر وتأكيد وزراء القوات ان لديهم خططا اصلاحية لقطاع الكهرباء وقد كانت وزارة الطاقة في حكومة العهد الاولى محور تجاذب وخلاف بين القوات والتيار وادت الى تكهرب العلاقة بينهما في حينه.
في اعتقاد كثيرين ان ما حصل بين التيار والقوات في الانتخابات حيث لم يجتمعا في اي دائرة انتخابية مرشح للاستمرار راهنا، وبالتالي لا يمكن لثنائية القوات والتيار ان تلتحم مجددا على شاكلة الثنائي الشيعي، فحجم القوات انتفخ وحده بنتائج الانتخابات فيما التيار اصلا "لا يرى احدا اكبر منه او يوازيه قوة وتمثيلا" وهو يستند على صخرة بعبدا كما يقول قواتيون، والحزبان المسيحيان الاقوى تمثيلا على الساحة المسيحية كما هو مرجح لن يظهرا في اي اطار سياسي مشترك، والاختلاف سيقع في عدد كبير من المحطات والاستحقاقات.
القوات تتكل على رصيدها النيابي وقياسا الى حجمها الجديد، فالحكومة الجديدة اذا كانت ثلاثينية تريد فيها القوات اربعة وزراء ويقال ان القوات وليس الكلام منسوب الى معراب تطالب بحقيبة سيادية وحقيبتان خدماتيتان استنادا الى عرف في التشكيل يقضي باعطاء وزير لمن حاز اربعة نواب، يعني ذلك ايضا ان التيار يحصل على اربعة وزراء يضاف اليهما ثلاثة لرئيس الجمهورية مما يرفع الرقم الى سبعة للتيار على ان يتوزع الرقم مسيحيا على من تبقى من تيار المردة الذي يتردد ان المردة سوف تعمل غلى رفع تكتلها لتضم نوابا ربحوا في دوائر مختلفة من كسروان الى جزين وطرابلس الضنية بما يسمح لها برصيد وحصص وزارية وازنة .
مع كل هذا الخلاف ثمة من يرى ان التنافس والاختلاف سيبقى محصورا في الانتخابات وربما التسابق الى الحكومة لكن المصالحة المسيحية لن تهتز او تقع، وان التوتر الذي حصل اليوم على اثر كلام باسيل ما هو الا رد من قبل التيار على من انتقص من حجمه التمثيلي ليس اكثر وان التوتر لن ينسحب على الاربعة سنوات القادمة .

  • شارك الخبر