hit counter script

الحدث - عادل نخلة

لماذا يحرم المسيحيون من حقيبة الزراعة؟

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قد تكون الحقائب الأساسية والتي تعرف بالسيادية والخدماتية، مدار بحث ومطلب أساسي للأحزاب المسيحية، لكن هناك حقائب مهمة تطال شرائح واسعة من اللبنانيين تعطى لفئة واحدة دون سواها.
ومن أبرز تلك الحقائب، حقيبة الزراعة، التي تذهب الى المسلمين بشكل عام أقله منذ عام 2000، فيما الأحزاب والشخصيات المسيحية لا تطالب بها او تطالب بها ولا تحصل عليها.
عند تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري الأخيرة عام 2016، طالبت "القوات اللبنانية" بحقيبة الزراعة من ضمن حصتها الوزارية، لكنها لم تحصل عليها، بل أخذت حقائب الصحة والشؤون الإجتماعية والإعلام.
وكدليل على أهمية هذه الحقيبة "المخفيّة"، إرتضى رئيس مجلس النواب نبيه برّي إستبدال حقيبة الأشغال العامة والنقل التي اراد تسليمها لتيار "المردة" بحقيبة الزراعة، وإنتقل الوزير غازي زعيتر من الأشغال الى الزراعة.
وفي نظرة الى من تولّى حقيبة الزراعة بعد عام 2000، نكتشف ان معظم الوزراء هم من المذاهب الإسلامية، في حين أن الإنطباع السائد بأن المزارعين بأغلبيتهم مسلمين ليست صحيحة، إذ إن مزارعو التفاح ينتشرون من القبيات مروراً باهدن وبشري وتنورين وجبل لبنان وصولاً الى جزين، في حين أنّ الكورة هي المنطقة الأشهر بزراعة الزيتون، وزحلة بزراعة العنب، كما ان حجم ملكيات المسيحيين في سهل البقاع وعكار ليست قليلة.
وفي عودة الى أسماء وزراء الزراعة، فقد شكلت إنتخابات عام 2000 عودة قوية للرئيس الشهيد رفيق الحريري الى السلطة بعدما إكتسح مقاعد بيروت، وإكتساح النائب وليد جنبلاط مقاعد جبل لبنان الجنوبي، وقد تولى حقيبة الزراعة في حكومته التي دامت الى عام 2003 الوزير الشيعي علي عبدالله، من ثم تولى وزير حركة "امل" علي حسن خليل تلك الحقيبة في حكومة الحريري التي دامت حتى التمديد للرئيس اميل لحود عام 2004.
وخرق السيطرة الإسلامية مرور خجول للوزير الراحل الياس سكاف في حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي التي سقطت بعد زلزال 14 شباط 2005، ولم تدم الوزارة سوى سنة.
وفي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ميقاتي التي أشرفت على انتخابات 2005، تولى الوزير الشيعي طراد حمادة حقيبة الزراعة، ليخلفه الوزير الشيعي أيضاً طلال الساحلي في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى التي إستمرت حتى اتفاق الدوحة عام 2008 وشهدت إعتكافاً للوزراء الشيعة.
وشهدت حكومة السنيورة الثانية التي أشرفت على إنتخابات 2009 عودة يتيمة لسكاف أيضاً دامت نحو سنة قبل الدخول في فترة تصريف أعمال طويلة.
أما حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى التي إستمرت من عام 2009 الى عام 2011، فقد شهدت تولي وزير "حزب الله" حسين الحاج حسن حقيبة الزراعة، فيما عاد الحاج حسن الى الزراعة في حكومة ميقاتي التي استمرت حتى عام 2013، ليأتي بعده الوزير الدرزي أكرم شهيب في حكومة سلام التي أدارت الفراغ الرئاسي حتى إنتخاب عون في 31 تشرين الأول 2016.
وفي الحكومة الحالية تسلّم الوزير الشيعي غازي زعيتر وزارة الزراعة.
وبالتالي، فان المداورة في الحقائب باتت أكثر من ضرورية نظراً لان الوزارت والقطاعات ليست حكراً على فريق، وممنوعة على آخر. والمداورة تؤمن مشاركة الجميع في القرار الوطني، وهذا الأمر أكثر من ضروري، فهل ستذهب الزراعة هذه المرة الى المسيحيين؟
     

  • شارك الخبر