hit counter script

مقالات مختارة - المحامي نصري لحود - البلد

في كل ذكرى إبادة... قيامة جديدة

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 11:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 103 سنوات مرت على الذكرى الاليمة، ذكرى إبادة الارمن، لكن عظمة هذا الشعب تتزايد عاماً بعد عام وجيل بعد جيل لتصبح امثولة في العطاء والصبر، والاهم الوفاء لشهداء شعب عانى وشرد وهجّر، لكنه صمد وقام من جديد ناشرا حب الحياة ومعلماً شعوب الارض العناد بالحق والعنفوان.

بعد 103 سنوات على التجربة المريرة التي عاشها الارمن، ما زالوا يعطون الشعب اللبناني والشعوب التي استضافتهم دروسا في العيش الحر وكيفية التعاضد وإعادة بناء المجتمعات والبيئة التي تستطيع التعايش مع محيطها وتتعلم منه كما تعلمه.
ما بناه الارمن منذ مجيئهم إلى لبنان من اديرة وكنائس ومراكز دينية ومؤسسات تربوية (مدارس وجامعات) ونوادٍ رياضية ومؤسسات إعلامية وثقافية وشركات صناعية وتجارية ساهمت في إعلاء شان الاقتصاد الوطني، لن ينساها الشعب اللبناني.

رغم تجانسهم مع محيطهم، ولم ينس الارمن تاريخهم وتراثهم وثقافتهم وقضيتهم فناضلوا من اجل الاعتراف بالإبادة، وهو ما تحقق بالصبر والمثابرة حيث اعترف العالم والامم المتحدة بذلك ولو بعد حين.

لم يتقوقع الارمن اينما حلوا في العالم خصوصاً في لبنان فانتشروا في بيروت والمتن وزحلة وطرابلس وتناغموا مع الشعب اللبناني حتى باتوا جزءا لا يتجزأ منه يصيبهم ما يصيبه ويفرحهم ما يفرحه، ويحزنهم ما يحزنه.

بات الحضور الارمني الديني والتربوي والاجتماعي والثقافي والرياضي والسياسي في لبنان من تاريخ الوطن الذي قدم للارمن ملاذاً فبادلوه الحب والعطاء بلا حدود ليصبح ما هو عليه اليوم.

قدموا للبنان عظماء في مختلف القطاعات حملوا علمه في كل الدنيا، كما قدموا شهداء مع الجيش اللبناني دافعوا عن حدوده وسيادته وامن مواطنيه الذين هم اهلهم.

ان التجربة المريرة التي عاشها الشعب الارمني، إضافة إلى السريان والكلدان والآشوريين باتت بفضل الإصرار والصبر والعمل الدؤوب، تجربة يمكن ان تدرس وتخلد في كتب التاريخ.

يعود الارمن إلى الذكرى سنوياً كما يحجون إلى ارض الاجداد، ويتعلقون بها وبتاريخهم وقيّمهم الانسانية النبيلة، بينما يتعلقون بالارض التي استضافتههم فصاروا جزءا منها كما صارت لهم وطناً.
أثبت الارمن ويثبتون انهم قيمة مضافة للبنان اصحاب مبدأ وقضية اوفياء للبنان الذي احبهم كما احبوه.

في ذكرى الإبادة الارمنية، اثبت الارمن الا يموت حق وراءه مطالب، فالف تحية إلى ارواح الشهداء الارمن الذين ماتوا لتحيا امة بنت أوطاناً، ونحن اوفياء لقضيتهم.

المحامي نصري لحود - البلد
 

  • شارك الخبر