hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

اطلاق جائزة إيناس أبو عياش في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 10:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أطلقت مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية "جائزة ايناس ابو عياش في مجال الحقوق"، برعاية وزير العدل سليم جريصاتي وحضور، في قاعة كمال جنبلاط في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية (الفرع الاول) في مجمع رفيق الحريري الجامعي - الحدث.

كما حضر الحفل وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، رئيسة المؤسسة أيناس أبو عياش، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب، القاضي الدكتور مروان كركبي، المحامي محمد مطر وعدد من الأساتذة وموظفي الكلية والطلاب.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحبت الدكتورة نعمة مكة بالحضور، مشيرة إلى أن رؤية مؤسسة إيناس أبو عياش هي "مشروع ريادي عصري، يحاكي قصة عشق للإبداع وينمي ثقافة التنافس والإبتكار، ويساهم في تطوير القدرة على تحقيق الأحلام والطموحات".

وألقى مطر كلمة قال فيها: "لقد طلبت مني رئيسة المؤسسة ان أشارك طلاب الحقوق تجربتي كمحام عامل في لبنان وخارجه، وعليه فإني أخاطبكم زملاء المستقبل".

أضاف:"لا تكون تجربة إلا في بيئة، والبيئة التي يفترض أن يمارس أي محام مهنته فيها هي بيئة حكم القانون. وحكم القانون هو عدم جواز ممارسة سلطة الدولة اعتباطا أو تعسفا، وفي هذا رفض لمفهوم حكم الرجل إزاء حكم القانون، فعلى القوانين أن تكون أولا بمفعول مستقبلي، ثانيا سهلة المنال والوصول إليها وثالثا أن تكون واضحة".

وشدد على ضرورة "التعاون بين المحامين والقضاة والسعي دائما إلى إعلاء الغاية النهائية للقانون باعتبار أنهم جميعا عملاء في خدمة تحقيق العدالة، وقوام ذلك المساءلة والمحاسبة من داخل المؤسسات وخارجها، وفي محاربة الفساد وفي حماية فصل السلطات وتفعيل الرقابة الشعبية عبر الدفاع عن الحريات العامة الأساسية".

ثم كانت كلمة للقاضي كركبي اعتبر فيها "ان الاستقلال فضيلة لا يقتنع بها الناس دائما، ويحاولون الالتفاف حولها إذا اقتضت مصلحتهم ذلك". وقال: "غالبا ما يحاولون مراجعة القاضي بشأن قضاياهم بحجة شرح وجهة نظرهم عله يقتنع بها، وهنا يبرز دوره في صدهم بلباقة وحكمة، فيعودهم على نهجه في العمل ويشعرهم باستقلاله ومناعته وعدم تأثره بما يبدونه من آراء وحجج خارج نطاق المحاكمة".

واكد ان "على القاضي أن يكون مستقلا تجاه زملائه مهما علت مرتبتهم ومركزهم، وتجاه أصدقائه وأقاربه، ويجب ألا يسعى إلى الشكر والثناء والشعبية بل فقط أن يكون أهلا للثقة والإحترام".

وتوجه إلى القضاة المبتدئين، فأوصاهم بـ"تجنب التمسك المفرط بألقابهم وامتيازاتهم، فلا تأخذهم النشوة من وضعهم الجديد".

ثم كانت كلمة لرئيسة المؤسسة أبو عياش توجهت من خلالها لطلاب كلية الحقوق، فوصفتهم بـ"المميزين، إذ تقوم مهنة المحاماة على إنصاف المظلوم".

وقالت: "إذا آمنتم بجمعية ايناس أبو عياش بصدق، ووضعتم يدكم بيدها أعدكم أننا سنحاول تأمين البيئة المناسبة للجامعة اللبنانية، وبالتعاون مع البروفسور أيوب والوزير جريصاتي، وخلق دولة من أهم الدول في المحاماة".

اضافت: "القضية التي يحملها الإنسان هي سلاحه، فلتكن قضيتنا تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين والوصول إلى دولة القانون والعدل".

من جهته، قال رئيس الجامعة اللبنانية: "ليست المرة الأولى التي تطل بها مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية على الجامعة اللبنانية، فقد حمل العام الماضي أول نشاط لها، وكانت الجائزة للطالبة المتميزة فاطمة مازح من كلية الهندسة التي فازت بمشروعها الذي قدمته، وكان موضوعه "توقع حرائق الغابات عن طريق استشعار جهاز التوقع البصري".

وتابع: "هذه المبادرة السنوية التي تقوم بها مؤسسة إيناس أبو عياش لها دلالاتها المتعددة، والتي تحمل أكثر من معنى يشير إلى أهداف هذه الجمعية التي، عاما بعد عام، تولي العلم وأهله أهمية كبرى عبر تشجيع الطاقات والمواهب المتميزة، كما تؤكد عمق الترابط والعلاقة مع الجامعة الوطنية التي ندرك حجم مكانتها عند أهل هذه المؤسسة".

واكد أن "هذه الجائزة التي يتم تقديمها لطالب أو لطالبين في الجامعة تفتح المجال أمام الطلاب لمزيد من التحفيز وتنمية القدرات لديهم، وتدفعهم لبذل جهود مضاعفة في مجال البحث"، مشيرا الى ان "هذا النوع من التشجيع من قبل بعض الجمعيات وهيئات المجتمع المدني لطلاب في الجامعات له نتائجه الإيجابية التفاعلية التي من شأنها أن تعمق الصلة بين الأهل والطلاب وتشكل فرصا لمجالات كثيرة من التعاون، خصوصا وإن الشباب هم الذين تعلق عليهم الآمال المستقبلية في تطوير سبل الإنتاج والتقدم الحضاري".

وقال: "نقدر لجمعية إيناس أبو عياش هذه البادرة الكريمة، كما نقدر لها دورها الإجتماعي الخيري والإنساني، وهذا يأتي في صلب العمل القيمي الذي يحتاجه مجتمعنا، وإن التطلع إلى آمال الشباب هو من الأهداف السامية التي يرقى إليها الإنسان في حياته دون هدف، سوى التشجيع والمساهمة في إنماء القدرة العلمية للأجيال".

وشكر جريصاتي راعي هذا النشاط، كما شكر أوغسابيان لحضوره ومباركته، ورئيسة وأعضاء مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية، متمنيا لها "دوام العطاء والمزيد من النجاح لما فيه خير أبنائنا".

ثم كانت كلمة للعميد حبيب، قال فيها: "إن كلية الحقوق والعلوم السياسية هي الكلية الكيانية التي تسكن الوطن، مستشارة الجمهورية في عهد الرئيس القوي العماد ميشال عون، القوي بوحدتنا الوطنية وبتنوعنا وبمحبتنا للبنان".

وتابع: " حن في هذه الكلية لا ندخل بمنافسة مع أحد، لأننا منجزون ولأننا الأوائل. الأوائل في معهد الدروس القضائية، والأوائل في نقابتي المحامين، والأوائل في المعهد الدبلوماسي، والأوائل في مجلس الخدمة المدنية. نحن أيضا السباقون في ربط خريجينا بسوق العمل من خلال إنشاء ماسترات مهنية في تخصصات التخطيط والإدارة والمنظمات الدولية والوظيفة العامة وإجراءات العقد".

أضاف: "طلابنا لديهم الجرأة أن يحلموا، كمؤسسة أبو عياش. وهم موزعون على مساحة الوطن يدافعون عن المظلومين، يعرفون معنى الظلم عندما غاب عن بعض السلطة السياسية أهمية الجامعة اللبنانية في وحدة لبنان".

أما الوزير أوغاسبيان، فقد ألقى كلمة شجع من خلالها الطلاب على المشاركة في المسابقة التي تقيمها مؤسسة ايناس أبو عياش الخيرية، وحثهم على العمل والإبداع وابتكار المشاريع، مشددا على "دعم المؤسسة لهم في أي خطوة جدية يتوقون إلى الإستمرار والوصول بها إلى أعلى المستويات".

وشرح تفاصيل المسابقة، وقال: "سيتم اختيار المشاريع المرشحة في الجامعة خلال شهر آب المقبل، ثم تعرض على لجنة متخصصة من كلية الحقوق والعلوم السياسية في شهر أيلول بعدها يتم الإعلان عن المشروع الفائز بالجائزة في شهر تشرين الأول".

ثم كانت كلمة الوزير جريصاتي الذي توجه إلى الطلاب قائلا: "أنتم النواة التي نأمل ونعول عليها من أجل بناء الدولة القادرة والقوية في جميع المجالات والميادين، فمن دونكم ومن دون جهودكم لا يمكن للبنان أن يقوم ويتقدم ويتطور، لأن تطور المجتمعات والشعوب يقاس بما تقدمه لأنفسها ولأوطانها وللحضارة الإنسانية من إبداعات وإنجازات وخدمات تساهم في إرتقاء الإنسان إلى القمة في سلم القيم المجتمعية".

وشكر أبو عياش "لأنها أخذت المبادرة وخصصت جائزة مالية لمبدع من بلادي، تحفزه على الإستمرار في الإبداع وتحفز زملاءه على حذو حذوه"، معتبرة أنها "بهذه المبادرة ترسي ثقافة التكريم في بلادنا كسلوك بحاجة إلى أن يتجذر في فكرنا ومزاجنا وممارستنا، لا لشيء إلا لأن الإنسان مفطور على التقدم إن أراد أن يعيش إنسانيته، وأن مؤشرات التقدم إنما يجدها في تقدير الغير لما يقوم به، من دون تزلف أو محاباة أو مجاملة أو منة".

وتمنى "لكل فرد النجاح وإستمرار التألق والإبداع لرفع اسم لبنان عاليا في العالم".  

  • شارك الخبر