hit counter script

أخبار محليّة

نعمة الله ابي نصر: في الذكرى عبرة وفي العبرة حياة واستمرارية للأوطان

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 10:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

صدر عن مكتب النائب نعمة الله أبي نصر البيان التالي بمناسبة إحتفال الأحزاب الأرمنية بذكرى الإبادة الأرمنية:

إنّ احتفال الأحزاب الأرمنية اللبنانية بالذكرى الثالثة بعد المئة لمجازر الأرمن يرتبط بجذور المسألة الشرقية وبوضع الأقليات داخل السلطنة العثمانية.

مناسبة تُضيء على ما عاناه هذا الشعب في سبيل الإيمان والحرية والإنتماء، والحفاظ على الخصوصية والكرامة والإستقلال. إنّه مشهد القتل الجماعي الذي نفّذته السلطنة العثمانية بحقّ الشعب الأرمني في أيّام حكمها حتى بلغ مستوى الإبادة بين عامي 1915 و 1916، إبادةٌ دانها المجلس النيابي اللبناني بالإجماع بجلسته المنعقدة بتاريخ 9 و 10 و 11 أيار 2000 حيث أقرّ ما حرفيته:

″إنّ مجلس النواب اللبناني بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين للمجازر المرتكبة من السلطات العثمانية عام 1915 ″وكان ضحيتها مليون ونصف مليون أرمني، يدين الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الأرمني، ويُعرب عن تأييده المطلق ″لمطالب مواطنيه الأرمن ويعتبر أنّ الإعتراف الدولي بهذه الإبادة شرط أساسي لمنع جرائم مماثلة قد تحصل في المستقبل".

هذا بالنسبة للشعب الأرمني.

أما بالنسبة لأبناء جبل لبنان وبيروت وسائر المناطق اللبنانية لم يكن مصيرهم أفضل حالاً؛ فمنذ دخول جمال باشا السفاح لبنان: أعلن حصارًا تموينيًا وتجويعًا مقصودًا على الجبل برًّا وبحرًا، وصادر كلّ المحاصيل، وألغى نظام المتصرفية، كما ألغى مجلس الإدارة الذي كان بمثابة برلمانًا مصغّرًا...

نَفَى من نفى من رجالِ دينٍ وعلمانيين... فرض الضرائب الباهظة، وطبّق نظام السخرة، وأعلن الأحكام العرفية ونصب المشانق. ولم يفرّق بين مسلم ومسيحي ولا بين منطقة وأخرى.

هكذا، بين نفيٍ وتهجيرٍ وإستعبادٍ وتجويعٍ وقتل، على مدى ثلاث سنوات متتالية، بين 1915 و1918، انتهى الأمر إلى مقتل ثلث سكّان الجبل بسبب الجوع والحرب، وتهجير الثلث الآخر إلى أقاصي الأرض، أمّا الثلث الباقي بالكاد استطاع أن يستمر على قيد الحياة ونحن اليوم أحفاد الثلث الذي صمد واستطاع أن يبقى على قيد الحياة في حينه. هنا يجدر السؤال:

كلّ هذه المآسي التي لحقت بأجدادنا أبناء الجبل وبيروت وسائر المناطق اللبنانية، ألا تستحق من قبل المسؤولين عندنا تخصيص يوم واحد للذكرى والتذكير؟! دون أن يكون يوم عطلة رسمية؟؟؟

ذكرى عما حصل في السابق، وتذكير عما يمكن أن يحصل في المستقبل؟!. لأنه في الذكرى عبرة وفي العبرة حياة واستمرارية للأوطان.
علّنا نتّعظ نحن اللبنانيين، فنحذو حذو الشعب الأرمني العظيم ونخرج من محنة فقدان الذاكرة.
 

  • شارك الخبر