hit counter script

أخبار محليّة

شربل أبو جودة.. مِن فنِّ العمارة إلى "فنِّ الممكن"

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 08:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قد يكون هذا ما اعتاد عليه اللبنانيون: أن يتذمّروا ويعترضوا ويمتعضوا ثمّ يقترعوا للأشخاص أنفسِهم.. أنفسِهم الذين سرَقوهم ونهبوا أموالهم وذهبوا إلى مؤتمرات الاستدانة بطائراتهم الخاصة.. أنفسِهم الذين ولِدوا في بيوتٍ عادية وظهَرت قصورهم وسياراتهم الفخمة بعد تربّعِهم على عرش السلطة.. أنفسِهم الذين أبرَموا صفقات الكهرباء والنفايات والاتصالات على حساب الشعب، والذين فصّلوا قانونَ الانتخاب على قياساتهم ليضمنوا عودتَهم إلى عرش السلطة، لكن ماذا لو ظهر رَجلٌ عصاميّ متميّز والدُه ليس بنائبٍ وعمُّه ليس بوزير وعائلتُه ليست بسياسية؟

المؤسف في لبنان، أنّ الشعب أُعطيَ حق الاقتراع واختيار من يناسبه من حكّام، لكنّ هذا الشعب نفسه لا يتوانى عن إعادة انتخاب حفنةٍ من الفاسدين والنفعيين والمزوّرين والمتلكئين والمتقاعسين والانتهازيين ليَحكموه، وما إن يبرز إسمٌ جديد ومندفِع وطامح الى تحقيق إصلاح حقيقي، حتى تجد بعض المواطنين يمرّون عليه «مرور الكرام»، ويتوجّهون إلى إعادة فصول مسرحية شهدوا على نهايتها مراراً ولكنّهم لم يتّعظوا.

شربل أبو جودة، المهندس المعماري المتميّز بفنّ العمارة والطامح الى دخول عالم «فنّ الممكن» أي عالم السياسة، إسمٌ ظهَر في اللحظات الأخيرة من تشكيل لائحة «الوفاء المتنية» برئاسة دولة الرئيس ميشال المر، مرشّحاً عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الثانية، إلّا أنّ دخوله الى هذه اللائحة لم يكن عبثياً، فإلى انتمائه الى عائلة أبو جودة، وهي إحدى اكبر العائلات المارونية والتي يشكّل المتن الشمالي بساحله وجبله عرينَها الأساس، كان لمشاريعه وبرنامجه الانتخابي وتفكيره الهندسي وعقله المنظِّم الفضلُ الكبير في اختياره خيرَ ممثّلٍ لأبناء المتن الشمالي في الندوة النيابية.

فاندفاع ابنِ بلدةِ «المسقى» بدا واضحاً، هو الذي نُصِح مراراً بالسفر إلى أميركا والعيش فيها على قاعدة «شو بدّك تصَلّح لتصلّح بهالبلد»، لم يقبل النصيحة، بل إنه وضَع خططاً عدة للطرقِ والأنفاق و«الميترو» والتشجير إلخ.

وبعفويةٍ ظاهرة مشفوعةً بدقّةٍ ومثالية في القرارات، عاملاً تحت شعار «أتقِن عملك جيّداً أو لا تعمل إن لم تتقِنه»، أكّد أبو جودة لـ«الجمهورية» أنّ «التغيير الفاعل لا يمكن أن يتحقّق إلّا من داخل السلطة، وهذا السبب الرئيس لترشُّحي للنيابة، لأنني أملك تصوّراً واضحاً لطريقة تحسينِ حياة اللبنانيين التي تبدأ من تخفيفِ زحمة السير عبر إنشاء الأنفاق واعتماد «الميترو» ولا تنتهي بالتشريع وسَنّ القوانين المناسبة لتفادي هجرةِ الأدمغة التي تُفقد البلدَ طاقاته المبدعة في مختلف المجالات».

أوّلُ ما تلحظه بهذا الرَجل المرشّح لدخول الندوة النيابية، تواضُعه وابتعاده عن التصنُّع، حتى إنه لم يمنع نفسَه من إظهار انفعاله عند انتقاده السلطة: «يا جماعة هيدا بلدكن، عم يزيدو أرباح بتوصّل لـ 50 مليون دولار، يا عمّي كيف هيك؟»، يقولها مضيفاً: «آمل في أن يصل صوتي الى جميع المفكّرين والمبدعين وهم كثُر، إذا اجتمعنا وفرَضنا أنفسَنا داخل السلطة في استطاعتنا التغيير».

صداقة قديمة

تجمع أبو جودة بالرئيس ميشال المر صداقة قديمة و«مجموعة مبادئ تصبّ في مصلحة لبنان عموماً والمتن خصوصاً»، ويعتبر أنّ المر يعمل ضمن المعايير المطلوبة لِما فيه خير لبنان، «وهو ما يتناسب مع أفكاري وتطلعاتي»، ويؤكد أنه مدرك لِما يتعرّض له المر من عملية إقصاءٍ مِن السلطة، لكنّه يعتبر «أنّ هذه العملية ليست سوى محاولة فاشلة لإزالة هالة رجلٍ تعبَ وعمل بكدّ لأجل المتن ولم يبخل على كلّ مَن طرَق بابه بخدمة، إلّا أنه بمبادئه وتصميمه يشكّل خطراً على سارقي الدولة».

وأبو جودة «ليس سوى شابٍ لبناني يَحلم ببلدٍ أفضل»، هو إبنُ هذا الشعب ويعرف همومَه وهواجسَه، وهو ككلّ من فكّر بالهجرة ثمّ رَفض الفكرة وقرّر خوض التحدّي في هذا الوطن الصغير بحجمه وشعبه والكبير بطاقاته وإبداعاته. ويقول: تُرهِقني فكرة هجرة الأدمغة، خصوصاً وأنّ اللبناني يَبرع أينما كان»، ويضيف: «يدفع الأهل أرقاماً خيالية كلفةً لتعليم أولادهم، ويوم يأتي الحصاد والاستثمار تقطف ثمارَه البلدان الأجنبية التي قدّرت هؤلاء الشبان وأمَّنت لهم فرَص عمل تليق بهم».

البرنامج الانتخابي

1 - الإستقرار والسيادة

2 ـ البيئة:

- معالجة النفايات بأحدث الطرق العلمية، والتشدد في الفرز من المصدر ومراقبة الانبعاثات والتدوير.

• التشجير من خلال تحفيز مالكي الاراضي غير المبنية على زراعتها وتشجيرها، إضافة الى الزراعة على الأسطح وفي الاقسام الحرة.

• تخفيف عامل الاستثمار السطحي للبناء والسماح بارتفاعات أعلى من أجل مزيد من الحدائق.

• السعي الى استعادة القانون السابق القاضي باحتساب ارتفاع البناء ابتداء من مستوى الطريق العام وليس من أدنى نقطة من البناء، وذلك في الابنية المنشأة تحت الطريق في العقارات المنحدرة لكي يستفاد من جمالية البناء والمساحات الاضافية المُحدَثة.

• الطاقة الشمسية: التحفيز على استعمالها في كافة الأبنية.

• الكسارات: السعي الى إنشائها فقط حيث يمكن تحويل الاماكن الناتجة منها الى برك مياه كبيرة ومناطق سياحية، وذلك ضمن مخطط توجيهي للكسارات والسدود.

• التزلج في المتن: الإستفادة من كافة منشآت التزلج وتطويرها وتشغيل المُقفل منها في قناة «باكيش» لِما فيه من إنعاش للمنطقة المحيطة، والسعي الى ربطها بواسطة تليكابين الى فاريا.

3 - الأمن والدفاع:

• الثكن والقوى العسكرية: السعي لإنشاء ثكن ومراكز للجيش اللبناني والقوى العسكرية اللبنانية في كافة المناطق تكون حديثة ومتطورة ومحصنة، ولائقة بالعمل الجبّار لهذه القوى.
• كاميرات المراقبة: السعي الى إلزامية تركيب كاميرات مراقبة خارج الابنية وربطها بغرف المراقبة التابعة للقوى الامنية.
• الدفاع المدني: السعي لتأمين ملاجئ في الابنية العامة وإلزام المطورين تسليم الدفاع المدني المخططات الداخلية النهائية للأبنية عند الاسكان (ديجيتال) وربطها إلكترونياً بسيارات الدفاع المدني.


4 - طرق ومواصلات:

• إنشاء «ميترو» يربط بين بيروت وكل المناطق لتخفيف زحمة السير.

ربى منذر - الجمهورية

  • شارك الخبر