خرج مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية طلاب دورات الكمبيوتر واللغات والتزيين النسائي باحتفال أقيم في قاعة المركز برعاية النائب ياسين جابر وحضور ممثل النائب عبد اللطيف الزين سعد الزين، وضيف الاحتفال الشاعر الاعلامي زاهي وهبي، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ثقافية واجتماعية وتربوية والطلاب المتخرجين وذويهم .

بداية النشيد الوطني، فكلمات المتخرجين باللغات الثلاث، ثم قدم الشاعر الاعلامي زاهي وهبي باقة من قصائده.

والقى النائب جابر كلمة اعتبر فيها أن :أحب المناسبات على قلبه هي مناسبات التخريج للطلاب لكن هذه المناسبة ترتدي ميزة خاصة لحضور ضيفنا الاعلامي زاهي وهبي ونتشرف لتكريمه وهو بالفعل أهل للتكريم، هو أكثر من شاعر هو رمز لهذا الجنوب المقاوم ابن عيناتا الذي ضحى في الاسر والذي لم يأسره هذا الاسر، هو الشاعر المقاوم الذي سهرنا معه أمسيات كثيرة على قنوات تلفزيونية واليوم هو مع قناة الميادين إحدى المحطات التي نفتخر بها".

وقال: "يكاد المرء لا يصدق، هذا العام 2018 يكون قد مضى عشرون عاما على بدء مسيرة هذا المركز الذي تم بناؤه في العام 1996 ولكن بدأ نشاطاته في العام 1998. إن الاستثمار في العلم مهم، عندما فكرت إختيار ما نريد ان نقدمه لمنطقة النبطية وجدت انه فضلا عن القاعة هو تعليم اللغات ومنها اللغة الانكليزية وهي لغة العصر، والمعلوماتية لأن الأمية الجديدة هي من لا يعرف ان يستخدم الكمبيوتر. وكان من الضروري جدا خلق الوعي لدى اهلنا بهذا الموضوع لانني كنت أعلم اننا متجهون نحو ثورة تكنولوجية عالمية".

أضاف: "عندما بدأنا مهمتنا في تعليم ابناء المنطقة في هذا المركز كان الاحتلال الاسرائيلي جاثما على التلال المشرفة على النبطية وكنا نتعرض للقصف والقنص في النبطية، وشنت اسرائيل علينا عدوان عناقيد الغضب عام 1996. كثيرون كانوا يقولون لي عن تعليم الكمبيوتر في النبطية، من سيتعلم في ظل هذه الظروف؟ وتفاجأنا انه لدى افتتاحنا صفا واحدا للغة الانكليزية واخر لتعليم الكمبيوتر تسجل 1500 شاب وصبية مما يؤكد ان أهلنا كانوا يريدون تحسين معرفتهم. ومنذ ذلك الوقت استمرت الدورات وسنة بعد أخرى يزداد الاقبال وقد بلغ عدد الذين درسوا في هذا المركز 18500 من الشباب والصبايا، وهنا أشكر العاملين في هذا المركز من المدير والهيئة التعليمية الذين ساهموا باستمرار دورة العطاء في المركز. وهذا الجهاز العامل هو الذي تابع وساهم بنجاح المركز والشكر الاخر لمجتمعنا ، وانا سعيد لاننا استطعنا أضاءة شمعة في الوقت الذي كان يسوده الظلام وان شاء الله نستطيع أضاءة أكثر من شمعة في المستقبل".

وتابع: "ان لبنان نجح في الماضي في أن يتجاوز مرحلة الاحتلال الاسرائيلي ويحرر أراضيه المحتلة، وهنا تحية كبيرة للشهداء الذين سقطوا في هذا المشوار الكبير مشوار التحرير. إن لبنان استطاع ان يواجه الاعتداءات الاسرائيلية وان يحقق بعد 13 سنة توازن القوة والردع مع العدو الاسرائيلي حيث باتت اسرائيل تحسب ألف حساب للبنان الذي لم يعد مستباحا للعدو كما كان من قبل. لبنان استطاع من خلال التعاون بين الجيش والمقاومة ومن خلال دعم الجيش وقوانا الامنية ان نهزم الارهاب التكفيري أمعن تخريبا في سوريا وفي الدول المجاورة وكان يستهدف لبنان. من هذه الناحية لبنان مستقر ونحن اليوم نخوض انتخابات نيابية سينبثق منها مجلس نيابي جديد وحكومة جديدة وأمامهما تحديات من نوع آخر أهمها التحدي الاقتصادي والبطالة لم تعد محمولة والاقتصاد في حال جمود وكل الناس تشكو من البط في نمو الاقتصاد".

وقال: "طبعا هناك مسببات علينا معرفتها الحرب في سوريا لم يكن تأثيرها علينا من خلال نزوح مليون ونصف المليون سوري الى الداخل اللبناني، فهم بحاجة الى كل شي من المتطلبات الحياتية من طبابة ومياه وكهرباء وتعليم وسكن، لذلك شكلوا عنصر ضغط قويا على الاقتصاد اللبناني، فضلا عن تهديد الارهاب من سوريا فكان له تأثيرات عكسية، ومدخلنا الى العالم العربي أغلق، ايام الرئيس فرنجية أغلقت أيام الحدود اللبنانية - السورية فقامت القيامة، ونحن منذ عدة سنوات لا مدخل لدينا لتصدير الصناعات والزراعات اللبنانية او السياحة وأصبحنا شبه جزيرة لا تستطيع ان تخرج اي شيء من لبنان، الا عبر البحر او الطيران. وهذا كان له تأثير سلبي، بالاضافة إلى أن للانقسام السياسي والدولي رمى بظلاله على لبنان وهناك دول تحاصرنا وتمنع مواطنيها من القدوم الى لبنان بالاضافة الى انهيار سعر النفط وتغير سعر النفط وكله ألقى بتأثيراته على لبنان".

وختم: "إن الاجندة القادمة يجب ان تكون ايجاد حلول للخروج من النفق المظلم والجمود الاقتصادي والتهديد المالي، ونحن في لائحة الامل والوفاء هذا هو برنامجنا بشكل أساسي. لا حل محليا للبطالة، المطلوب حل وطني، المطلوب تحريك الاقتصاد اللبناني بأكمله والاهم ايجابيا للبنان هو بحصول حل سياسي في سوريا ما يساعد بشكل كبير ولكن بانتظار ذلك علينا ان نأخذ اجراءات على الصعيد المحلي. الفرصة متاحة لكن على المجلس النيابي الجديد والحكومة الجديدة اعتماد نهج مختلف عما حصل في الماضي. علينا ان نغير النهج الذي نسير عليه والبلد لم يعد يحتمل".

وختم مهنئا الطلاب المتخرجين وأسرة مركز كامل يوسف جابر الثقافي والاجتماعي في النبطية ، معلنا "ادخال برامج جديدة للكمبيوتر وانظمة محاسبة ومهن اخرى خفيفة وسنواكب تحديات التكنولوجيا للمستقبل من خلال تطوير برامجنا وعلينا تطوير التعليم الجامعي والتعليم المهني".

بعدها سلم النائب جابر درع المركز للاعلامي وهبي ووزعا الشهادات على الطلاب المتخرجين.