hit counter script

مقالات مختارة - ميشال نصر - الديار

فوتيل: الاستثمار في الجيش اللبناني هو الانجح في المنطقة

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس غريبا ان يكون الشغل الشاغل للبنانيين هذه الايام، الاستحقاق التشريعي الذي لا تزال تشهد تحالفاته المفاجأت ليس اقله على صعيد الخلافات المستجدة بين حلفاء الصف الواحد، على خلفية الصوت التفضيلي. والى حين اكتمال الرحلة الانتخابية في السادس من ايار، تتابع الساحة الداخلية جولات وزيارات ومواقف زوار لبنان الخارجيين وفي مقدمتهم قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزيف فوتيل، بعد مؤتمري «روما2» و«سيدر1»، عشية مؤتمر بروكسل لدعم الدول المضيفة للنازحين السوريين المقرر في 25 الجاري، والذي يجمع بينها حبل الازمة السورية وتداعياتها العسكرية، الامنية والاقتصادية على لبنان، خصوصا بعد تحذيرات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتكررة.
وفي هذا الاطار يتابع المراقبون بدقة الزيارة العسكرية الاميركية وسر الاندفاعة المستمرة نحو لبنان ،حيث تؤكد مراجع عسكرية ان كلام «الضيف الصديق» امام من التفاهم كان واضحا وصريحا وجازما بأن المساعدات الاميركية للجيش اللبناني ستستمر وبنفس الوتيرة السابقة، وان لا شروط على الجانب اللبناني خارج اطار العقود القانونية الموقعة، مضيفاً ان لا ضغوط لمنع تزويد لبنان بأي نوعية من السلاح، التي تبقى عملية الاختيار، خصوصا على المديين القصير والمتوسط، خاضعة لعاملي الحاجة الضرورية، اولا، وثانيا قدرة العسكريين اللبنانيين على استيعاب هذا السلاح واستخدامه بالسرعة القصوى.
وتتابع الاوساط بان الجنرال فوتيل،تحدث بصراحة عن نجاح الاستثمار العسكري والامني في لبنان واهميته وتحوله الى الافضل في المنطقة، علما ان الاخير لعب دورا اساسيا من ضمن «لوبي» عسكري اميركي شجع على ضرورة اعتبار واعتماد الجيش اللبناني كشريك وحليف اساسي، بعدما اثبت جدارته قيادة وافرادا. قناعة تتزايد مع كل زيارة.
وفي هذا الاطار قام الفريق الاميركي بزيارة تفقدية لافواج الحدود البرية المنتشرة على الحدود الشرقية والشمالية للاطلاع على حاجاتها والتقدم الذي بلغته، وللاطلاع على الاوضاع على الحدود، في اطار الاهتمام الخاص الذي توليه القيادة الاميركية لهذا الجانب ولضرورة الاستثمار فيه، وهو ما كانت شجعت الدولة الاوروبية عليه في مؤتمر روما 2، مع العلم ان برنامج المساعدات سيتضمن اتفاقية مع الجانب الاميركي ممولة من حصة لبنان في برنامج مكافحة الارهاب، هدفها تأمين الامور اللوجستية للقوى المولجة ضبط الحدود،من مأكل وملبس، ومحروقات وتجهيزات.
المراجع التي اعادت ذلك الى نجاح القيادة العسكرية اللبنانية بفضل جهودها والخطة الخمسية التي وضعتها لاعادة هيكلة وتسليح وتنظيم الجيش في «انتزاع» قرار اميركي بفصل برامج المساعدات الاميركية المخصصة للبنان عن ما ستقدمه الدول المشاركة في «روما2»، ويعود الفضل الاساس في هذا الامر الى قائد القيادة الوسطى الوسطى الاميركية ، الذي تجمعه علاقة وثيقة متبادلة بالقائد، هو الذي يكرر دائما على متانة الشراكة بين الجيشين، اشارت الى ان المساعدات العسكرية الاميركية تشكل الشريان الحيوي للجيش اللبناني، حيث ان 90 بالمئة من عتاده اميركي الصنع كما ان حوالى 75 بالمئة من ضباطه يتدربون في الولايات المتحدة، في الوقت الذي يؤكد فيه قائد الجيش العماد جوزاف عون على انه لولا مساعدة واشنطن والدور الاساسي الذي لعبته التقنيات الاميركية في الانجازات الامنية والعسكرية لما تمكنت المؤسسة من تحقيق الانتصارات بدءا من نهر البارد وصولا الى معركة «فجر الجرود» التي قضى خلالها على الجماعات الإرهابية المختلفة، مشددة على المحادثات ان الوفد الاميركي لم يتطرق الى موضوع الاتفاقية العسكرية التي عرضتها موسكو على الجانب اللبناني والتي تخضع لدراسة معمقة ودقيقة من قبل المعنيين.
الى ذلك كشفت مصادر مواكبة الى ان بيروت تسلمت خلال الايام الماضية رسالة اميركية واضحة حول احترام التحالف الاميركي - الاوروبي للسيادة اللبنانية وعدم اختراقه الاجواء اللبنانية، وهو ما تأكد من الحركة الجوية فوق الاراضي اللبنانية بحسب رادارات المراقبة اللبنانية، مشيرة الى ان الضيف الاميركي اعاد التأكيد امام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على التزام واشنطن سيادة واستقلال الدولة اللبنانية، مؤكدة ان الهجوم على سوريا تم عبر الاجواء الاردنية، بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية وقطر، التي اقلعت طائرات «بي1» القاذفة من قاعدة العديد،التي تولت الجزء الاساسي من قيادة العملية، وكذلك طائرة الحرب الإلكترونية وأخرى مخصصة للتزوّد بالوقود.
غير ان تلك الصورة الايجابية في بيروت، قابلتها تحركات غير مفهومة في واشنطن، ما يطرح مجموعة من الاسئلة، مع تقدم عضوان في الكونغرس الاميركي يمثلان الحزبين الديمقراطي السيناتور توم سيوزي والجمهوري ادم كينزينغر بمشروع قانون جديد يدعى «قانون نزع سلاح حزب الله» حمل الرقم 115 ابرز ما فيه: إصدار تحقيق استخباري مفصل عن قدرات حزب الله العسكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأموال، تقييم عمل قوات «اليونيفيل» جنوب لبنان ووضع استراتيجية مشتركة وخطة زمنية بين الحكومة اللبنانية وقواتها المسلحة والأمم المتحدة والولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله تطبيقا للقرارات الدولية واتفاق الطائف. وقد بدى لافتا في نصه الاستناد في اكثر من مادة فيه الى قرارات مجلس الامن الدولي: 1701، 1559، 2373 ، وهي خطوة لا يقدم عليها عادة اعضاء الكونغرس في مشاريعهم في هذا المجال الا نادرا، وقد استعانوا بها سابقا لمرة واحدة عند تقديم مشروع قانون محاسبة سوريا الذي انطلق من الكونغرس وانتهى قرارا في مجلس الامن حمل الرقم 1559.
فهل ينتهي المشروع 115 حيث انتهى «محاسبة سوريا»؟
ميشال نصر - الديار

  • شارك الخبر