hit counter script

مقالات مختارة - خالد عرار

دائرة زحلة: الاحزاب المسيحية والمستقبل يتحسسون الخطر

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار


أجرت شركات الإحصاء استطلاعات مكثفة في دائرة زحلة بتكليف من أحزاب المدينة ومن بعض الشخصيات قبل بدء صوغ التحالفات وتشكيل اللوائح. وقد سلمت نتائج إحصاءاتها وإستطلاعاتها لمن أوكل إليها ذلك وكانت النتائج صادمة لكل القوى المسيحية في المدينة، بعد أن أظهرت هذه الإحصاءات أن ما من حزب مسيحي أو شخصية مستقلة مهما كان حجم برميل أموالها تستطيع تأمين الحاصل الإنتخابي بمفردها. هذه النتائج دفعت هذه الأحزاب الى فتح حوارات مع تيار المستقبل لإنشاء تحالف إنتخابي في ما بينها. وقد فشلت القوات اللبنانية في إيصال الحوار الذي كان جاريا مع تيار المستقبل إلى نقاط مشتركة وذلك لعدم توافر رغبة لدى تيار المستقبل بإعطاء القوات أكثر مما تستحق خصوصا بعد الفتور الذي ساد علاقة الطرفين بعد احتجاز رئيس الحكومة في السعودية.
 عدم نجاح القوات اللبنانية في ترميم علاقاتها مع تيار المستقبل التي تصدعت كثيرا بفعل ما جرى مع الرئيس الحريري في السعودية، فتح الباب واسعا أمام التيار الوطني الحر لإنجاز تحالف مع تيار المستقبل في دائرة زحلة على أنقاض العلاقة المتوترة مع القوات اللبنانية. هذا التحالف بين التيارين الأزرق والبرتقالي إستطاع تأمين الحاصل الإنتخابي لمرشحه الرئيسي على المقعد الماروني سليم عون. فاتجهت القوات ببحثها عن شخصيات تستطيع أن تؤمن للقوات اللبنانية حاصلاً إنتخابياً لمصلحة مرشحها الرئيسي على المقعد الكاثوليكي لكي تثبت القوات اللبنانية أنها هي التي تمثل الخصوصية الزحلاوية الكاثوليكية. وعلى الرغم من ذلك لا تزال القوات اللبنانية في دائرة خطر فقدان الحاصل الإنتخابي، وكذلك كل الاحزاب المسيحية تتحسس بالخطر من الحاصل الانتخابي ومن الصوت التفضيلي.
وأشارت أوساط زحلاوية الى أن القوات اللبنانية في المدينة هي بمواجهة بعض المرشحين على لائحتها وبمواجهة لائحة «زحلة للكل» التي تجمع تياري المستقبل والوطني الحر، والقوات اللبنانية أيضا بمواجهة مباشرة مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف التي تحرز تقدما يوميا لا سيما في الأوساط الزحلاوية، وذلك وفق تقديرات متابعين للعملية الإنتخابية في دائرة زحلة.
ودائرة زحلة هي في دائرة إهتمام القوات اللبنانية المركز والتي تأتي بالمرتبة الثانية بعد بشري، لكن قانون النسبية هو قانون الأحجام الحقيقية التي لم يظهرها قانون الستين بفعل الأكثريات المسلمة الضاغطة في العديد من الدوائر لاسيما في دائرة زحلة التي إستطاعت الكتلة الناخبة السنية إعطاء القوات اللبنانية في هذه الدائرة ثلاثة نواب وهذا الأمر يستحيل تكراره في قانون النسبية، علما أن حجم التحريض عام 2009 كان كبيرا جدا والأموال التي جيء بها من الخارج والتي قدرت بمليار و300 مليون دولار وإستقدام المغتربين من كافة أصقاع العالم والتلاعب بلوائح الشطب وبعض الصناديق. على الرغم من ذلك لم تأت الفوارق بين لائحة تيار المستقبل آنذاك واللائحة المواجهة التي كان يرأسها الوزير والنائب الراحل لياس سكاف كبيرة بل كانت الفوارق تقتصر على أربعة آلاف صوت.
تؤكد أوساط سياسية أن الأحزاب المسيحية في المدينة ومعها تيار المستقبل تشعر بالخطر، لذلك سيقوم رؤساء هذه الأحزاب بزيارة المدينة تباعا، حيث من المرجح أن يقوم رئيس الحكومة سعد الحريري في اليومين المقبلين بزيارة البقاع الأوسط الذي سيمكث فيه لعدة أيام كمحاولة منه لمعالجة حالة التفلت الجارية في أوساط المستقبل التي تنذر بمخاطر لا يستدركها في هذه المسافة الضيقة التي تفصلنا عن موعد الإنتخابات إلا الأموال والوعود الصادقة.  

  • شارك الخبر